2012/07/04

هل نشاهد شيفون بعد أن انتهى رمضان واشتراه التلفزيون بسعر عالٍ ولم يعرضه بعد؟
هل نشاهد شيفون بعد أن انتهى رمضان واشتراه التلفزيون بسعر عالٍ ولم يعرضه بعد؟


دارين صالح – الوطن السورية

ظاهرة فنية لافتة، تمكن بفضل موهبته ومثابرته، الارتقاء بمستوى الدراما العربية عموماً والسورية بشكل خاص، فلم تكن تجربته الإخراجية بمحض المصادفة، فكان يدرس كل خطواته ليضع قدميه أينما رسم لهما بخطوة واثقة على أرض صلبة.

كسر المألوف وتجاوز التقليدي مستغلا كل الظروف متجها نحو التجديد متسلحا بالصبر والمثابرة.... أعماله استطاعت أن تتحدث عنه فاحتوت على لغة بصرية ورؤية إخراجية فريدة لم يعتد عليها المشاهد العربي والسوري من قبل.

من أصول شركسية

ولد المخرج نجدة أنزور في حلب سنة 1954 وهو من أصول شركسية، كبر وترعرع فيها ودرس بمدارسها، وتخرج في قسم الهندسة الميكانيكية في جامعتها.

حبه للإخراج لم يخلق مصادفة لكونه تربى في كنف والده المخرج السوري السينمائي الأول إسماعيل أنزور الذي أخرج فيلماً سورياً صامتاً (تحت سماء دمشق) عام 1931 فشجع ابنه ووجهه نحو الإبداع التلفزيوني، ففي سنة (1972) صنع فيلما دعائيا لمنتج كولونيا، وواصل الأخذ بيده على «مدارج الفن» حتى ارتفع رصيده الفني إلى «نحو ألف فيلم إعلاني بين سورية ودول عربية عديدة، إضافة إلى الفيديو كليب»، ليكون بذلك، أول من أدخل الفيديو كليب إلى العالم العربي.

أولى خطواته الفنية

لم يكتف أنزور الابن بإرشادات ودعم والده لتكوين رؤيته الإخراجية الفنية الإبداعية بل حرص دائماً على تحصيل خلفية ثقافية تدعم مساره الفني، إضافة إلى انضمامه لعضوية العديد من النوادي السينمائية بعدد من البلدان. في عام 1987 أخرج المبدع نجدة أنزور أول فيلم تلفزيوني له «نزهة على الرمال» وفي سنة 1988 أخرج أول فيلم سينمائي تحت عنوان (حكاية شرقية) الذي شارك في 23 مهرجانا دوليا وعربيا، وحصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية.

وفي سعيه الدائم لتطوير أدواته وخبرته الفنية زار نجدة أنزور الكثير من الدول الأجنبية، بهدف الانفتاح على آفاق جديدة من التقنية والتطوير.

بداياته التلفزيونية

بسبب انتشار الفضائيات والقنوات العربية، ونظرا للإقبال الجماهيري على هذه القنوات، سعى أنزور إلى تغيير الشكل التقليدي الكلاسيكي للتلفزيون فطور العمل الإخراجي مع مراعاة احترام عقل وعين المشاهد، ودخل عالم الدراما العربية عموماً والسورية بشكل خاص بقوة وقلب الموازين رأسا على عقب وأحدث نقلة نوعية فيها فكانت بالشكل الذي عليه الآن من خلال مسلسل «نهاية رجل شجاع»، فتشجع الكثير من المخرجين فكسروا القاعدة الإخراجية التي اعتادوا عليها.

ولم يكتف المخرج نجدة أنزور بالنجاح المدوي الذي حققه مسلسل نهاية رجل شجاع، فتابع مشواره ومخططه الفني من خلال أعمال كثيرة لم تكن أقل حظا جماهيريا منه. سنة 2001 تم اختياره عضو لجنة تحكيم مهرجان التلفزيون في مونتي كارلو.

إنتاجه التلفزيوني

عشرات الأعمال التلفزيونية المميزة وقعت باسمه نذكر منها:مسلسل نهاية رجل شجاع، الجوارح، الكواسر، البواسل، الثريا، المتاهة، عائلة من هذا الزمان، سحابة صيف، مرمر زماني، جواهر، أوراق الزمن المر، أين الطريق، تل الرماد، اخوة التراب، الموت القادم إلى الشرق، العوسج، رمح النار، المسلوب، البحث عن صلاح الدين، آخر الفرسان، فارس بني مروان، الحور العين، المارقون، سقف العالم، رجال الحسم، ذاكرة الجسد، ما ملكت أيمانكم. كما يوجد في رصيده عدة أفلام تلفزيونية نذكر منها الفيلم التلفزيوني:نزهة على الرمال، هند، الغرف، دعوة على الغداء، ماجد والذئب، فرح، عائلة رضا، الطيف، الرسالة، هاربة إلى النور، القوي والضعيف، الكف والمخرز، خيط الدم، وفيلم رؤية صلاح الدين (30 دقيقة).

إنتاجه السينمائي

من المعروف أن للمخرج نجدة أنزور مشروعه السينمائي الكبير حيث سبق أن أخرج فيلم «حكاية شرقية» ويستعد قريبا لإخراج فيلم جنود اللـه رواية لفواز حداد، وصفها في أحد لقاءاته بالقصة الجريئة وغير العادية ويمكن أن تكون نواة لفيلم عالمي وليس مجرد فيلم عربي، فإذا تناولنا الإطار العام لها فسنجد أن لها علاقة بأحداث العراق متقاطعة مع الفكر السلفي والفكر الإرهابي ولكن إذا فكرنا بها بطريقة أبعد فسنجد أنها تتحدث عن كل شيء يجري حاليا.

دراما 2011

قدم هذا العام عملين الأول شيفون، والثاني في حضرة الغياب الذي تناول قصة حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش. وفي لقاء سابق أكد المخرج نجدة أنزور أن مسلسل «في حضرة الغياب» كان مثيراً للجدل أساساً، لأن «العمل عن الشخصيات الكبيرة والمعاصرة يكون مثيراً للجدل ومحمود درويش هو شخص مثير للجدل في حياته أيضاً، كما أن العمل عن القضية الفلسطينية، والأعمال التي تتناول هذه القضية شبه معدومة لأسباب تسويقية، والمحطات هي التي تتحكم بالتسويق، وبالتالي فإنه من المهم أن نقدمها كسوريين».

ورداً على استفسار عن أسباب قبوله بمسلسل كهذا، قال أنزور: «لم أشعر بالخوف من العمل، فالمسلسل مكتوب بشكل جيد وتجربتي مع حسن م يوسف طويلة ومهمة، ثانياً: الموضوع عن الشاعر محمود درويش وهو شخص مهم، وبالتالي العمل عنه سيكون مهماً، فهو عمل سوري عن فلسطين.. ثالثاً الفنانون والنجوم في المسلسل ممتازون والإنتاج جيد، وبالتالي لم أتردد بالقبول»..

وحول موضوع تزامن تصوير المسلسل مع مسلسله الآخر «شيفون» قال أنزور إن تأخير مسلسل «في حضرة الغياب» للأسباب المتعلقة بحادث فراس إبراهيم ومارسيل خليفة، ولأسباب إنتاجية، أدى إلى تزامن تصوير العملين، معترفاً أنه حاول أن يفصل كثيراً بين أفكاره حول العملين، ولكنه «أمر صعب».

مسلسل شيفون الذي اشتراه التلفزيون السوري بمبلغ يعد سبقاً في تاريخ التلفزيون شريطة أن يعرض بشكل حصري على شاشاته، لم يعرضه لأسباب قال عنها نجدة أنزور: « ارتأت إدارة التلفزيون أن يتم عرض المسلسل بعد رمضان، لسببين، أولاً جرأة الموضوع وعدم تناسبه مع هذا الشهر الفضيل، وثانياً لإعطاء الفرصة لنجوم العمل الشباب للظهور بعيداً عن المنافسة، وهذا ما قصدت أن أقدمه. الشباب الذين شاركوا في العمل كان اختيارهم بإشراف الفنانة أمل عمران، وانتقيناهم بعيداً عن المحسوبيات».