2013/05/29

والسينما لها شهداؤها
والسينما لها شهداؤها


محمد قاسم الخليل – الثورة


تبقى الشهادة أرفع قيمة إنسانية حيث يبذل فيها الشهيد دمه في سبيل الوطن والدفاع عن الأرض والإنسان ،وليس السلاح الحربي هو السلاح الوحيد ضد الأعداء ،

فهناك القلم والكاميرا وهي ذات التأثير على العدو ،يؤكد هذا معظم القادة على مستوياتهم المختلفة ،وهناك أسماء عديدة من المثقفين استهدفهم الأعداء ليسكتوا أقلامهم ويغلقوا كاميراتهم.‏

وعندنا عدد من السينمائيين الذين استهدفوا عن قصد وتعمد ،وليس بعيدا عن الذاكرة المخرج الشهيد بسام حسين والممثل الكوميدي ياسين بقوش . بالطبع يبقى المخرج الشهيد مصطفى العقاد أشهر السينمائيين الشهداء ،ولكن هناك مخرجا كان شهيرا في وقته هو المخرج غاري غرابيتيان او غرابيديان حسب لفظة أخرى .‏


أسرة فيلم كلنا فدائيون‏

في عام 1969 كان المخرج غرابيتيان يصور فيلما بعنوان (كلنا فدائيون ) وكان يصور المشهد الأخير حسب ما أذكر مما نشر في صحف تلك الأيام ،والمشهد هو انفجار يقوم به فدائي انتقاما لمقتل زملائه على  يد جيش العدو الإسرائيلي ،وعندما أمر المخرج ببدء تصوير المشهد ،حدث انفجار وبلاء من استخدام المفرقعات الخلبية كانت مواد الانفجار حقيقية فاستشهد عدد من العاملين في الفيلم وأصيب بعضهم بجروح ،وتبين من الأخبار التي وردت بعد ذلك ان الموساد الصهيوني كان وراء هذه الحادثة ،فالمخرج كان مشهورا والفيلم يختلف من حيث المضمون عن الأفلام التي سبقته مثل فيلم (الفلسطيني الثائر).‏

واستشهد في استديو التصوير المخرج غاري غرابيتيان والمنتج أدمون نحاس والممثل الواعد آنذاك سامي عطار ،والممثلة الواعدة أيضا منى سليم ،وممن اصيب الفنان عبد الله الحمصي المعروف بشخصية (أسعد) ،وأدت الإصابة إلى فقدان إحدى عينيه ،وأظن أن الحمصي لا يزال حيا ، ويمكن الرجوع إليه للحديث عن الحادثة .‏

ومما قيل آنذاك إن الموساد دس عميلا في مجموعة الفيلم استبدل المفرقعات الخلبية بمتفجرات حقيقية .‏

وغاري له أفلام شهيرة منها «غارو» 1965 و «ياليل» 1968 ،أما سامي العطار فيمكن أن نشاهده في الفيلم السوري (اللص الظريف ) 1968 بطولة دريد ونهاد،حيث أدى دور ابن نهاد قلعي يقع في حب نيللي التي كانت في بداياتها،وأما منى سليم فقد شاركت في الفيلم السوري (لقاء الغرباء) 1968.‏


الشهيد مصطفى العقاد‏


المخرج السوري مصطفى العقاد أشهر من ان يعرف ،ويذكر اسمه غالبا مقترناً بلقب المخرج العالمي ،وطبعا يستحق هذا التوصيف لأن الأفلام التي أخرجها عربية المضمون لكنها مشغولة بمواصفات عالمية .‏

وكان استشهاد العقاد يوم الجمعة 11/11/2005  متأثرا بجروح أصيب بها في تفجير إرهابي حدث في فندق بالعاصمة الأردنية عمان وصل إليه قبل يومين من وفاته، و لقيت ابنته مصرعها لحظة استقباله لها في بهو الفندق.‏

وكانت استجابة العقاد لحضور المناسبات الاجتماعية من أصدقائه الكثر قادته إلى عمان لحضور حفل زفاف كان سيقام في العقبة.‏

وللإشارة أخرج العقاد فيلم «الرسالة» عام 1976 حيث واجه العقاد تحديا كبيرا في تصوير الفيلم  وبعد عرضه ،كما أخرج الراحل فيلم «أسد الصحراء» عام 1981 الذي يتناول قصة كفاح المناضل الليبي عمر المختار إضافة إلى أنه كان المنتج المنفذ لسلسلة أفلام (هالوين) وهي أفلام رعب أميركية.‏

اغتال الإرهاب الأسود مخرجنا الكبير ،وسبق أن حاولوا اغتياله عند العرض الأول للفيلم في أوروبا ،ووصل الأمر على درجة مطاردته بالسكاكين كما ذكر في حواراته الصحفية.‏


الشهيد بسام حسين‏


اغتيل المخرج السينمائي بسام حسين في منطقة جديدة عرطوز حيث يقيم ، ونعته المؤسسة العامة للسينما, في 7 / 8 / 2012 .‏

وبسام محي الدين حسين من مواليد مدينة طرطوس عام 1955، حائز على ماجستير آداب في الإخراج السينمائي والتلفزيوني بدرجة جيد جداً من الأكاديمية الوطنية للمسرح والفنون السينمائية (كريستيو سرافوف) صوفيا  بلغاريا، وعمل في المؤسسة العامة للسينما منذ العام 1984، ومن أفلامه التي أنجزها الأرجوحة - روائي قصير- بلغاريا 1980 - رحلة عُمر روائي قصير- بلغاريا 1981 الرجاء الأخير - روائي قصير- بلغاريا 1983 .‏

وأما أفلامه في سورية فهي  العرس ـ  روائي وثائقي قصير- 2001 - القناع روائي وثائقي قصير- 2003 - صدى الحضارات ـ وثائقي طويـل- ثلاثة أجزاء.‏

كما شارك بالتمثيل في الفيلم الروائي الطويل (نسيم الروح)، ومخرج مساعد وممثل في فيلم (علاقات عامة).‏

وكل الأفلام التي أنجزها من إنتاج المؤسسة العامة للسينما،وقد أفردنا له موضوعا حين استشهاده.‏


الشهيد ياسين بقوش‏


من كان يتصور أن الفنان البسيط ياسين بقوش أن يكون شهيدا برصاص الإرهاب الأسود ،لكن هذا حدث في 24 شباط من العام الحالي 2013 ، حيث قضى إثر تعرض سيارته لقذيفة في مخيم اليرموك بدمشق حيث يقيم،وقد منحه السيد الرئيس وسام الاستحقاق تكريما لتاريخه الفني الطويل.‏

ونذكر الفنان بقوش مع السينمائيين الشهداء لأنه شارك بعدد لا بأس به من الأفلام السورية ، وحمل على عاتقه بطولة عدد منها‏

فقد رافق الفنان ياسين بقوش الخبراء السينمائيين اليوغسلاف منذ قدومهم في عام 1960 للعمل في دائرة السينما واستمر معهم نحو ست سنوات، ومن الأفلام التي تولى بطولتها شقة ومليون مفتاح 1972 والاستعراض الكبير1975.‏

وشارك في أفلام غزلان 1969 عنتر فارس الصحراء 1974 رحلة حب 1972عروس من دمشق 1973  الغجرية العاشقة 1974 غراميات خاصة جدًا 1974 النصابين الخمسة 1974 حارة العناتر 1984 أمطار صيفية 1984 تفضوا ممنوع الدخول 1984.‏

وهكذا نلاحظ أن الإرهاب لم يوفر حتى الذين يعملون في ميدان السينما،وكانت أعمالهم ذات طابع تاريخي مثل أفلام العقاد أو ثقافي حضاري مثل أفلام بسام حسين او كوميدي خفيف مثل أعمال بقوش.‏