2012/07/04

وجوه تغادر وجوهها!
وجوه تغادر وجوهها!


ماهر منصور – تشرين

وجهان تمثيليان يتخلصان من وجهيهما في مسلسل «أسعد الوراق» الذي انتهت قناة «دبي» مؤخراً من عرضه، هما: فراس إبراهيم (أيمن) يقدم نفسه بشخصية جديدة فيها حس كوميدي،

أيمن رضا يغادر الكوميديا كلياً ليقدم شخصية قائد ثورة بمنتهى الجدية تصل لدرجة جدية الفيلسوف، والاثنان يقفان أمام كاميرا المخرجة رشا شربتجي التي لطالما عرف عنها إسناد أدوار لممثلين لم يسبق أن قدموا أدواراً مشابهة لها، وهي بذلك لا تقدم نفسها بوصفها مخرجة مغامرة وفحسب، وإنما مجتهدة أيضاً، فكثير من المخرجين اليوم يختارون ممثليهم على قاعدة لا نريد أن نتعب مع ممثل أو نغامر به.

تنجح المخرجة رشا شربتجي برهانها على الفنان فراس إبراهيم.. فيما تخفق برهانها على أيمن رضا... فهذا الأخير وقع في شرك الثقة بقدراته التمثيلية وتنويعاته المتعددة على مقام الشخصيات التي سبق أن اختبرها في عمله في السلسلة الشهيرة «بقعة ضوء»، إلا أن الفنان رضا لم ينتبه أن العمل على شخصية تقدم  في خمس دقائق، يختلف تماماً عن العمل على شخصية تقدم في ثلاثين حلقة، فجاءت شخصيته برتم صوتي واحد مهما اختلفت انفعالاتها والمواقف التي تمر بها.. وعلى هذا النحو اكتفى أيمن رضا  من «أسعد الوراق» بالتقاط التفاصيل الشكلانية لشخصيته، وشرف محاولة مغادرة الكوميديا، لعبته الأثيرة. بالمقابل ينجح الفنان فراس إبراهيم بتجسيد شخصية  مركبة تمتاز بصفات متناقضة، فهو جبان ولكنه يتاجر بالسلاح ويهوى بنات الليل، وهو صاحب تجارة ويدير تجارة والد زوجته، لكنه أسير إحساسه بأنه لم يكن سوى مجرد «شغيل» عنده...ومن وسط تناقض الشخصية هذه، تتسلل روح الكوميديا، وهي روح ينجح فراس إبراهيم في التقاطها، بل ويتعامل معها كما لو أنها اختبار حقيقي لتأكيد نجاحه الذي حققه في مسلسل «أسمهان» الذي سبق عرضه عرض «أسعد الوراق».. ينجح فراس إبراهيم في الخروج من مأزق النمطية، ويخفق أيمن رضا، فيما تبدو مغامرة رشا باختيار ممثليها محفوفة بالخطر، ربما يصيبها الفشل أحياناً، لكن نجاحها، إشباع من نوع خاص لغرور المبدع..ألم تنجح رشا شربتجي من قبل في تقديم سلاف معمار بدور عمرها في «زمن العار»، هي تفعل ذلك مجدداً مع «فراس إبراهيم» في «أسعد الوراق».