2013/05/29

«وطن ع وتر» يستمر رغم صافرة الرقيب
«وطن ع وتر» يستمر رغم صافرة الرقيب

  بديعة زيدان-الحياة لم ينتظر كثر طويلاً ليمارسوا هواياتهم في التشريح والنقد. فمنذ بث الحلقات الأولى من كوميديا «وطن ع وتر» الساخرة في شهر رمضان لهذا العام، وهو يتعرض لهجوم شرس، وبعد حلقتين بدأت المطالبات بوقف بثه بذريعة انه «يسيء إلى سمعة فلسطين»، و «يطاول شخصيات سياسية رفيعة المستوى». النقد الذي وجه للمسلسل في غالبيته سياسي، أو أيديولوجي، أو لأسباب خاصة تتعلق بالمنتقدين، وفق عماد فراجين، مؤلف العمل والممثل الأول فيه. بل إن الأمور، كما علمت «الحياة» وصلت إلى درجة أن «مسؤولين كباراً» اشتكوا البرنامج إلى القيادة، فمورست ضغوطات على فريق العمل استجابوا لها تقتضي عدم ذكر أسماء المسؤولين في الحلقات ما دفع إلى استخدام «الطوت» بكثافة، وهو ما عرف به صوت الصافرة الذي يستخدم للتغطية على الأسماء والعبارات المثيرة للجدل. وكانت حكومة حركة «حماس» في غزة نددت بكوميديا «وطن ع وتر» واعتبرته برنامجاً هزلياً، مؤكدة أن حلقاته «تعرضت لشخص إسماعيل هنية رئيس حكومتها بالقذف». واعتبر بيان صحافي صادر عن المكتب الإعلامي في الحكومة المقالة أن «وطن ع وتر» هو «نوع من أنواع الدعاية السوداء المغرضة التي تهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتكرس حال الانقسام في الشارع الفلسطيني... والخروج عن كل الأخلاق والقيم والعادات». وطالب البيان بمحاسبة المسؤولين عن بث المسلسل والمشاركين فيه. ويستغرب فراجين هذه الاتهامات، ويرفضها بتاتاً، ويؤكد أنه لم يستثن أحداً، ولم يتجن على أحد، مشيراً إلى أن انتقاد كل الأطراف السياسية المتناحرة على «وطن ع وتر» يؤكد حياده وعدم انحيازه، مشدداً على أن العدد الأكبر من الحلقات كان ينتقد السلطة الفلسطينية وحركة فتح ومنظمة التحرير. ويستهجن فراجين الاتهامات التي وجهت إليه وللكوميديا التي تحقق نجاحات كبيرة للموسم الثاني على التوالي، معتبراً إياها نوعاً من اللاديموقراطية، وعدم تقبل النقد مهما كان واقعياً. ويؤكد فراجين أنه لم يتعمد الإساءة إلى أي شخص، حتى من وردت أسماؤهم في الحلقات الأولى، وأن النقد كان لمناصب الأشخاص وأفعالهم وليس إلى ذواتهم، مشدداً على أن «وطن ع وتر» سيتواصل، وبالوتيرة ذاتها ليس فقط في رمضان المقبل، بل بواقع حلقة أسبوعياً، كما كان في الموسم الماضي.   ولم ينف فراجين بعض الانتقادات التي وصفها بالموضوعية، وتحدثت عن ضعف في المستوى الفني لبعض الحلقات، وإشكاليات في الحبكة الدرامية أحياناً، وفي العوامل الفنية المحيطة بالعمل من ديكور وإضاءة واكسسوارات وأزياء وغيرها. ويشير إلى أن الظروف الإنتاجية المحيطة بالعمل «فقيرة نسبياً»، وإلى أنه سيسعى إلى تلافي بعض الإشكاليات التي رافقت نصوص وحبكة بعض الحلقات بالاستعانة بفريق ممن يثق بهم من المستشارين من كتاب وإعلاميين وفنيين. واستثمر فراجين بذكاء حلقات «وطن ع وتر» للرد على جميع الانتقادات، والكشف عن حال الغضب على المسؤولين من جميع الأطياف السياسية الفلسطينية. وعن «كاتم الصوت» الذي بات يرافق غالبية حلقات الكوميديا التي يقدمها والفنانين خالد المصو ومنال عوض، خصوصاً حلقة حملت عنوان «مكتب وطن ع وتر»، وكذلك الحلقة الأخيرة التي كانت بعنوان «المشرف العام»، وتناول فيها شخص المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني، بما فيه تلفزيون فلسطين، ياسر عبد ربه، يقول: «المهم ان رغم «الطووط» يستمر وطن ع وتر»، وهو التأكيد الذي قوبل بترحيب من محبي «وطن ع وتر»، الذي أعاد البوصلة إلى تلفزيون فلسطين، حيث بات وبحسب إحصاءات أجرتها مواقع الكترونية فلسطينية البرنامج الأكثر شعبية في رمضان لدى الفلسطينيين بعد الدراما السورية «باب الحارة». واستحوذت كوميديا «وطن ع وتر» وهي الأولى من نوعها في فلسطين على اهتمام وسائل الإعلام العالمية المرئية منها والمسموعة والمكتوبة، وهو ما ينطبق على أشهر المواقع الالكترونية الفلسطينية، حتى باتت حلقاتها من بين قائمة الأكثر شعبية وتفضيلاً على موقع «يوتيوب».