2013/05/29

يومَ مرَّ دريد لحّام على القلمون
يومَ مرَّ دريد لحّام على القلمون


غسان ريفي، ماهر منصور- السفير

اختار المخرج السوري الليث حجو تصوير بعض مشاهد عمله المرتقب «سنعود بعد قليل»، في بلدة القلمون الشماليّة. واحتضنت فيلا «الحلاب» في البلدة (جنوب طرابلس)، فريق المسلسل، ويضمّ دريد لحام، وعابد فهد، ومجموعة كبيرة من الممثلين السوريين. وخلال التصوير، تحلّقت مجموعة من أبناء البلدة في المكان، لالتقاط صور مع نجوم العمل الذي يتناول انعكاس الأزمة على السوريين المقيمين في الخارج. لكنّ مجموعة من الشباب حضرت إلى المكان، وبدأت بإطلاق هتافات مناهضة لدريد لحام، وباقي فريق العمل، تتهمهم بالوقوف إلى جانب النظام السوري، وطالبت بمغادرتهم البلدة.

استدعى الموقف حضور نقيبة الفنانين المحترفين الممثلة سميرة بارودي إلى البلدة. كما أجرى الفريق وأهل البلدة اتصالات بقوى الأمن والجيش، فحضرت قوّة من مخابرات الجيش، وقوّة من فرع المعلومات، والأمن الداخلي، لمحاولة تهدئة الأجواء. وعرضت القوى الأمنيّة على الفريق الانتقال إلى طرابلس، لكنّهم آثروا العودة إلى بيروت، بمواكبة أمنيّة.

ووصفت الفنانة سميرة بارودي ما حصل لـ«السفير» بـ«أنه لعب أولاد صغار». ولفتت إلى أنه «لو كانت هناك نية للقيام بأعمال تخريبية أو تهديد لسلامة الممثلين السوريين لكان الجيش والقوى الأمنية سارعوا إلى توقيف المسؤولين عن ذلك، لكنّ الأمر لم يتجاوز حدود الإشكال البسيط».

بغض النظر عن الجهات التي حرّضت على الفنان السوري دريد لحام وفريق «سنعود بعد قليل»، فإنّ ما حصل أمس الأوّل، فاجأ معظم مواطني القلمون وطرابلس والشمال. فلغوّار الطوشة مكانة كبيرة في قلوب أهالي تلك المنطقة، ممن تربّوا على إنتاج دريد لحام التلفزيوني الغزير، ومسرحياته من «كاسك يا وطن»، و«ضيعة تشرين»، إلى «غربة»، و«شقائق النعمان».

وفي اتصال مع «السفير»، رفض مخرج العمل الليث حجو التعليق على ما حصل، قائلاً: إنّ الإشكال أبسط من أن يتمّ التعليق عليه.

وعلى الرغم من محاولة فريق العمل والقوى الأمنية إعطاء الحادث طابعاً عرَضياً وفردياً، إلا أنّ انعكاساته في الإعلام أخذت منحىً ضخماً، وسرعان ما دخلت في إطار تسجيل النقاط بين طرفي الأزمة السورية. ولم تخلُ التغطية الإعلاميّة من صبّ الزيت على النار، ومحاولة التحريض على الفنانين، سواء إكان أولئك المتواجدون في لبنان، أم من تمّ زجّ اسمهم في الحادث. ومن المغالطات في هذا السياق، ما نشر عن تواجد الممثل مصطفى الخاني في القلمون أيضاً، رغم انّه في سوريا، ينشغل بتصوير مسلسل «الحائرات».

واستنكر الخاني في اتصال مع «السفير» حادثة الاعتداء التي تعرضت لها «قامة فنية وعربية مثل النجم دريد لحام والمبالغة في تناول الخبر من قبل البعض». وقال: «من الحزن حدوث أمر كهذا في لبنان، بلد الفن، والبلد العربي الذي كان سباقاً نحو الديموقراطية والفن والجمال واحترام رأي الآخر». وذكّر الخاني «بجرأة الأعمال التي قدمها لحام على مدى أكثر من نصف قرن، وانحيازها للناس وأوجاعهم وقضاياهم». وأضاف: «هناك من يريد لبنان بلداً للتطرف الفكري، وبلداً للإقصاء». كما استغرب الفنان الخاني زج اسمه في حادثة القلمون، موضحاً انّه لم يغادر سوريا منذ شهر ونصف الشهر، وانّ آخر لقاء له مع دريد لحام كان منذ حوالى العام.

اللافت، إنّ بعض وسائل الإعلام لم تكتفِ بنشر خبر الحادثة محرّفاً، بل قامت بتصويره كانتصار من أحد أطراف الأزمة السوريّة، على طرف آخر. وقد علمت «السفير» إن اتصالات تجري على كل المستويات، لعودة فريق عمل «سنعود بعد قليل» إلى القلمون، لاستكمال التصوير خلال الأيام القليلة المقبلة.