2012/07/04

دينا.. عندما تصبح الراقصة مذيعة!
دينا.. عندما تصبح الراقصة مذيعة!

سالي مزروع – موقع شريط

قبل أنتشار الفضائيات بهذا الكم الرهيب.. وما صاحبه من انتشار أكبر في أعداد أنصاف وأشباه المذيعين الذين يفتقدون الخبرة اللازمة والثقافة العامة، كانت المذيعة المصرية صاحبة طلة وقورة ، إذا تحدثت أصغى إليها جمهورها بكل أنتباه، ومن دون أدني شك في معلوماتها، وهو ما جعل تلك المهنة تعتبر من المهن المرموقة لمسئوليتها عن تثقيف عدد لا يستهان به من الجمهور ، سواء على المستوى العام أو الخاص ، فكانت المذيعة بجانب دورها الثقافي لها دور أخر تمارسه من دون قصد أو بقصد ، وهو تعليم فن اللباقة والأناقة والرقي في التعامل، وهو الأمر الذي أفتقده المشاهد المصري والعربي مؤخرا، خاصة بعد الإعلان عن دخول الراقصة دينا لمجال تقديم البرامج !

دائما ما  تطالعنا الصحف يوميا عن أخبار لفنانين يتولون مسئوليات  أكبر منهم ، وكان أبرزهم وأسؤهم تقديم الراقصة دينا لبرنامج تليفزيوني بعنوان "مولان روج" على قناة مودرن المصرية، وهو الأسم الذي أختارته دينا لبرنامجها لعشقها الكبير لفرنسا، على أعتبار أن فرنسا هي التي شهرتها في مجال الرقص الشرقي وليس مصر والجماهير المصرية!

بالرغم من أن مضمون البرنامج أستعراضي  ويتطلب بكل تأكيد مقدمة موهوبة أو على الأقل تتمتع بدراية  واعية لمجال الأستعراض، إلا أن دينا الراقصة المصرية ..ليست مناسبة لتلك الطلة والظهور الأعلامي، لأنه بمجرد ظهورها كمقدمة تصبح مثل وقدوى لجيل جديد من المراهقات، على كافة النواحي سواء المهنية أو الشخصية أو النفسية، ولعل الجميع يعلم قصة أنتحارها وهي فتاة صغيرة ، كذلك رقصها بطريقة غير لائقة والتي تبرره بأنها ترقص بأموال ليست بالقليلة وأنه يتم الدفع لها مقابل أن ترقص سواء بحفلات الفنادق أو الأفراح، وعن تشهيرها بزوجها الراحل المخرج سامح عبد العزيز أثناء مرضه عندما طلب منها أهله أن تجلس بجواره وهو مريض فقالت لهم أنها ممكن أن تجلس لو تمكن من توفير أجرها من الرقص ومعايرتها بأنفاقها عليه في تكاليف علاجه على حسب ما صرحت الفنانة زيزي البدراوي في أحد البرامج وهي بالمناسبة "خالة" المخرج الراحل،  بالأضافة لفضيحة السي الدي الشهيرة التي تعرضت لها قبل عدة سنوات مع أحد رجال الأعمال المصريين .. فكيف بعد تلك السيرة الذاتية الممتلئة في حياتها المهنية والعائلية  ، تظهر الراقصة دينا عبر لشاشة لتقدم برنامج!

هل من قلة عدد الفنانات الأستعراضيات بمصر تم الأستعانة بها .. أليس من الأولى أن نفتح المجال لفنانة أخرى موهوبة تحتاج لتسليط الضوء عليها، بعدما سأم المشاهد المصري من طلة الراقصة المستمرة ونظراتها ذات الأيحاءات الـ.. وهي ترقص .

والسؤال الأهم  هو لماذا عندما نقدم برنامج أستعراضي لا نتجه بأنظارنا مطلقا تجاه معهد الباليه ، فهو يقدم فن راقي ينمي الذوق العام ، وليس متاحا لجميع المصريين أن يذهبوا لعروضه في دار الأوبرا، فكان من الأولى أن تتبني تلك البرامج بعض الفتيات الموهوبات مثلما تبنى التليفزيون الصري الفنانة "نيللي كريم" و"نادين" من خلال الفوازير الرمضانية، وهما الفنانتان اللاتي حققن نجاحا وأحتراما لدى الجمهور ، وإن كانت الأخيرة أعتزلت مبكرا الحياة الفنية وتفرغت للدراسة بمعهد الباليه وحياتها الأجتماعية.

جدير بالذكر  أنه أستكمالا لرصد مشوار الراقصة دينا ، والذي يعلمه الجميع من خلال برامج الفضائيات ، تستعد دينا لأصدار كتاب لها بعنوان"حريتي في الرقص" !