2012/07/04

إثباتاً لحسن نوايا الرقابة تجاه «ضيعة ضايعة»: شخصياته يروجون لعرضه عبر «الفضائية السورية»
إثباتاً لحسن نوايا الرقابة تجاه «ضيعة ضايعة»: شخصياته يروجون لعرضه عبر «الفضائية السورية»

سامر محمد اسماعيل - السفير

لا شك في أن المشاهد الخاطفة التي بدأت «الفضائية السورية» ببثها منذ أيام قليلة، للترويج لاقتراب بدء عرض حلقات الجزء الثاني من مسلسل «ضيعة ضايعة» تشي بالكثير. فالعمل الذي لم يحظ بفرصة مشاهدته على التلفزيون السوري، يروج لعرضه اليوم عبر أبطاله. لا سيما أن هذا المسلسل الكوميدي الذي حاز نسبة عالية من المشاهدة في الموسم الرمضاني الفائت، كانت قناة «أورينت» السورية الخاصة قد عرضته حصرياً على شاشتها.

ورغم إعلان مخرج العمل الليث حجو غير مرة أن «ضيعة ضايعة» موجه بالدرجة الأولى الى المشاهد السوري، ويتوق لفرصة عرضه على القنوات الأرضية المحلية قبل غيرها من القنوات العربية، إلا أن ذلك لم يكن متاحاً إلا مؤخراً وبجزئه الأول على القناة الثانية للتلفزيون السوري، بعد انقضاء سنتين على عرضه عبر تلفزيون «أبو ظبي» العام 2008.

يبدو أن العمل تخطى الكثير من الخطوط الحمراء خصوصاً في جزئه الثاني. إلا أن ما يدهــش هـو الطريقة التي تعاملت بها «الفضائية السورية» مع الحدث. فاستخدمت عدداً من ممثلي «ضيــعة ضايعة» ليدعوا - عبر جمل خاصة بشخصياتهم في المسلسل - المشاهدين إلى متـابعتهم. ونلاحــظ وبتلميح ذكي من الفنان نضال سيجري أن الحكاية، وكما يقول على لسان أسعد خرشوف (شخصيته في المسلسل) بأن «القصة جايي من فوق.. من فوق كتير.. يعني فيكن تقولوا جوية، حديديــة، طاق طاق طاقيي..» جمل يقولها سيجري هذه المرة بلباس الشخصية التي أحبها الكثيرون، خالصاً في نهاية المشهد إلى كلمة «فضائية» ليبدو كأنه اكتشف الكلمة للتوّ. وهذا ليس غريباً عن بيئة المسلسل الذي يصوّر قرية افتراضية لم تطلها الحضارة الرقــمية بعد. فسكان «الضيعة» لا يشاهدون التلفزيون، ولا حتى يملكون أجهزة استقبال لبث الأقمار الصناعية أو هواتف نقالة.

ويظهر الفنان باسم ياخور في لباس شخصية «جودة أبو خميس» ليردد «تابعونا عالفضائية السورية الوطنية» خاتماً بتحيته المعتادة في المسلسل: «بالأنف بالأذن بالحنجرة».

يلح ياخور على كلمة «وطنية» بإيماءة يستخدمها في المسلسل للإيحاء بنواياه الخبيثة تجاه صديقه أسعد خرشوف. ثم يمضي خارج الكادر ماسحاً شعره بفرشاة لولبية، تاركاً المساحة للفنان جمال العلي، وخلفه مشهد بحري على اتساع الكادر، ليقول لنا العلي جملته الشهيرة في المسلسل أيضاً (شخصيته رجل الأمن - الهوما لا لي») «شايفين البحر الأزرك وراه شو في؟ قبرص.. وبقبرص فيه فضائية.. شوفــونا عالفضائية».

والأكثر طرافة ما يقوم به، خلال هذا الإعلان الترويجي، الفنان عبد الناصر مراقبي الذي يظهر فيه عبر شخصيته عادل، كاتب التقارير بأهل الضيعة، على طاولة رئيس المخفر أبو نادر (جريس جبارة) مهدداً المشاهدين بذكر أسمائهم في تقريره، إن لم يتابعوا المسلسل عبر «الفضائية السورية». فيما يباغتنا الفنان فادي صبيح بشخصيته «سلنكو» مطلاً هذه المرة من نافذة محبوبته «عفاف» ليدعو المشاهدين هو أيضاً إلى الفرجة عبر شاشة الوطن.

يمكن الجزم أن المشاهد التي تبثها «الفضائية السورية» لم تسجل أثناء تصوير المسلسل، رغم تقديمها من مواقع التصوير الحقيــقية. بل تمت فبركتها على عجل من قبل الممثلين لإعلان حسن نية رقابية إزاء العمل ككل وترميزه لقضايا كالفساد وغيرها.

والسؤال هو: هل أشرف المخرج حجو على هذه المشاهد الخاطفة؟ وهل كتب كاتب العمل الدكتور ممدوح حمادة لممثليه هذه الحوارات السريعة مع المشاهد المحلي؟ والأهم كيف يبرر الممثلون مواقفهــم في حال قُدم «ضيعة ضايعة» بعد حذوفات من هنا وهناك؟ أسئلة تبقى في ذمة الجهة الرقابية المشرفة على العمل، في حال أثبتت مصالحة جديدة مع الأعمال الممنوعة من العرض.