2012/07/04

ورحل "أبو الملوك"... خالد تاجا أبرز الغائبين عن موسم دراما 2012
ورحل "أبو الملوك"... خالد تاجا أبرز الغائبين عن موسم دراما 2012

خاص بوسطة- تقرير: محمد الأزن

كان المشاهدون العرب على موعدٍ مع الفنّان "خالد تاجا" في ثلاثة أدوار على الأقل في موسم دراما 2012: "مراد بيك" في "الأميمي"، "صطيف" في "سيت كاز"، و"الزعيم" في "طاحون الشر"، وربما أيضاً بدور "أبو الملوك" في الجزء الثاني من "أبو جانتي" ... لولا أنه رحل في الأول من نيسان/ إبريل، رحيلٌ فاجئ الكثيرين، وأربك الوسط الفنّي السوري، خاصّة أسرة مسلسل "الأميمي" ومخرجه "تامر إٍسحاق" الذي صوّر لـ"تاجا" آخر مشاهده أمام كاميرا التلفزيون، وهي المشاهد القليلة التي أدّاها بشخصية "مراد" كبير "الصوباشية" قبل أن يتمّ نقله إلى مشفى "الشامي" بدمشق بحالة إٍسعافية بسبب مشاكل صحّية في الصدر، ولم يغادر المشفى إلا إلى قبرٍ اختاره بجانب أبويه بمقبرة "الزينبية" بحي "ركن الدين" الدمشقي الذي شهد طفولته، وشبابه، وصبواته الأولى.

وخلال فترة تواجده في المشفى أضطر مخرج مسلسل "الأميمي" تحت ضغط الوقت البحث عن بديلٍ للفنّان الكبير "خالد تاجا"، فكان دور "مراد" من نصيب النجم "سلّوم حدّاد".

وقبل دخوله في تصوير "الأميمي" كان "تاجا" قد اعتذر عن دور "صطيف" في مسلسل "سيت كاز" للمخرج "زهير قنوع"، بسبب ظروف تصوير المسلسل القاسية في كازيةٍ بجنوب مدينة السويداء حيث عجزت شيخوخة الفنّان الراحل عن تحمل الطقس الشتائي البارد لتلك المنطقة، فتم إسناد الدور للفنّان "أحمد الأحمد"، وقيل وقتها أن العمر ليس عاملاً حاسماً في صفات هذه الشخصية التي يمكن أن يؤديها "الأحمد" دون إجراء تعديلاتٍ جذرية على السيناريو.

أما مسلسل "طاحون الشر" فكان من المفترض أن يجسّد فيه الفنّان الراحل شخصية "الزعيم"، لولا أن فنّان الشعب "رفيق سبعي" قد أنقذ الموقف بقبوله الدور بعد وفاة "تاجا".

وربما كان لـ"خالد تاجا" نصيب من مسلسل "أبو جانتي" بجزئه الثاني، ولو بمشاهد قليلة  في وداع سائق التاكسي الدمشقي الباحث عن رزقه في حواري الشام، والذي سافر إلى "دبي" هذا الموسم ليعمل كـ "ديلفيري- بوي"... لولا أن "أبو الملوك" قد استعجل الرحيل.

لتبقى في الأذهان صورة الزعيم "أبو داغر" في مسلسل "الزعيم" الذي لعب بطولته الراحل الكبير باقتدار في الموسم الماضي 2011، وشخصيات أخرى لا تنسى لفنّان لقبّ بـ"أنطوني كوين العرب"، وتركت وفاته صدمةً قوية في الوسط الفني والإعلامي السوري رغم الموت المجّاني الذي يجتاح البلاد منذ ما يزيد على العام.

يذكر أن "خالد تاجا" من مواليد دمشق 1939، بدأ مشواره الفني عام 1957 مع فرقة "المسرح الحر" وكان يرأسها الفنان الراحل "عبد اللطيف فتحي"، وقدم خلال مسيرته الفنّية العديد من الأعمال المسرحية التي تشكل جزءاً من ذاكرة المسرح السوري، كما  كتب عدة مسرحيات، وأول إنتاجات "المؤسسة العامة للسينما" في العام 1966 كان من بطولته، والفيلم بعنوان "سائق الشاحنة"، وآخر الأفلام السينمائية التي شارك فيها "دمشق مع حبـّي" بإدارة المخرج "محمد عبد العزيز"، كما قدّم العديد من الشخصيات الزاخرة في تنوعهّا للدراما التلفزيونية، ونذكر من الأعمال الكثيرة التي شارك فيها: "هجرة القلوب إلى القلوب، جريمة في الذاكرة، إخوة التراب، يوميات مدير عام، على طول الأيام، رجال تحت الطربوش،  غزلان في غابة الذئاب، زمن العار"، وآخر المسلسلات التي شارك فيها للعام 2011 مسلسل "الزعيم"،

واختارته مجلة "تايم" الأميركية من بين أفضل خمسين ممثلاً في العالم عام 2004، ولقّبه شاعر الأرض "محمود درويش" بـ"أنطوني كوين العرب".