2013/05/29

مسلسل "عمر": مَشاهِد الهجرة الأكثر اكتمالاً في تاريخ الدراما العربية
مسلسل "عمر": مَشاهِد الهجرة الأكثر اكتمالاً في تاريخ الدراما العربية

خاص بوسطة- محمد الأزن

بعد تجاوزه حاجز المحرمّات التي حالت دون تجسيد شخصيات الصحابة منذ البدايات الأولى للدراما العربية، استطاع مسلسل "عمر" إيجاد المعادل البصري الأكمل – حتى تاريخه-   لمحّطاتٍ بارزة  من السيرة النبوية الشريفة، ففي حين كان مخرجو عشرات المسلسلات والأفلام التي تناولت السيرة يجتهدون في ابتكار الحيل البصرية لاستكمال الصورة الناقصة بإحالتها إلى المخيّلة، قدم المخرج حاتم علي الصورة الأكثر اكتمالاً لمشاهد الهجرة، بما فيها من محطّاتٍ ووقفاتٍ كثيرة تكتنفها هالة من القدسية.

بدءاً من مشهد الخروج المتحدي لعمر (ر) مهاجراً من مكّة على الملأ، مروراً  بمرافقة أبو بكر الصديق (ر) للرسول الكريم في هجرته، ووعده لـ"سراقة" بسواري كسرى، ومبيت علي بن أبي طالب (ر) في فراش النبي (ص)، انتهاءً بوصول علي (ر) إلى يثرب راجلاً مدمى القدمين.

ثم يأتي مشهد استقبال الرسول (ص) في المدينة المنوّرة محاطاً بصحابته الكرام، ثم تكتمل الصورة بعمل الجميع جنباً إلى جنب في بناء المسجد النبوي الشريف.

وبعد هذه المشاهد التي مرّت في الحلقة العاشرة من مسلسل "عمر" للكاتب وليد سيف، والمخرج حاتم علي، لن نشاهد صوراً تائهةً بعد اليوم، فبعد أن قدّم الراحل مصطفى العقّاد في فيلم الرسالة الشهير أول مرجعٍ بصري يعتّدُ به عن السيرة النبوية وفقاً لما سمح به ذلك الزمان – وكان كثيراً- بالفعل، أوجد حاتم المعادل البصري الأشمل للمحطّات الأبرز من هذه السيرة، إلا أنها ربما تكون أكثر انتشاراً بفعل ثورة الاتصالات والإعلام المتعدد الوسائط، خاصّة أن المسلسل يعرض خلال شهر رمضان المبارك ليس في العالم العربي وحده، وإنما في تركيا، وإندونيسا، ويتوقع أن يتجاوز عدد مشاهديه النصف مليار مشاهد، رغم كل الاعتراضات والجدل الذي أثير حول مسلسل "عمر"، وفشل كل الجهود والحملات التي حاولت الحيلولة دون عرضه.

وربما علينا أن نتساءل بجديّة حول الخطوة التالية بعد مصطفى العقّاد، وحاتم علي.