2013/05/29

من كواليس "ياسمين عتيق".. خالد القيش: أن أعمل فقط.. هذا مايمكنني تقديمه لسوريا
من كواليس "ياسمين عتيق".. خالد القيش: أن أعمل فقط.. هذا مايمكنني تقديمه لسوريا

لدي إحساس أن الكثير من المسلسلات لن تُنْجَز ، وسعيد بماقدّمته في أرواح عارية

خاص بوسطة- محمد الأزن

يؤدي الفنّان خالد القيش دور "الحدّاد: اسماعيل" في مسلسل "ياسمين عتيق" للمخرج المثنى صبح، ويدخل "اسماعيل" المحب لبلده وأهله مع مجموعة من شباب أهل الشام بمواجهة مع الأغوات الطامعين بخيراتها، والساعين للسيطرة على مقدراتها، وتسخيرها لصالحهم في ثلاثينايت  القرن التاسع عشر، عبر التحكم بمصائر الناس، وإذلالهم.

ووصف القيش شخصيته في المسلسل بـ"العصبي والمسالم في آنٍ معاً، والعنيد الذي لايتراجع عن كلمةٍ يقولها، أو يتنازل عن حقّه نهائياً."، ويواجه "اسماعيل" ": "الكثير من الصعوبات بحياته، ويبقى وحيداً في نهاية المطاف."

واعتبر خالد القيش في تصريحٍ خاص  لموقع «بوسطة» أن شخصيته في "ياسمين عتيق"  تبدو أكثر التصاقاً بالبيئة مقارنةً بشخصية المحامي التي أدّاها سابقاً بمسلسل "باب الحارة"، رغم سعادته بدور "أدهم" الذي ظهر في الجزء الثالث من المسلسل الشهير، وأبرز حالة مختلفة عن السائد فيما يعرف بأعمال البيئة الشامية، كشخصية المثقف المتعلم، وقدّم خالد عبر هذه الشخصية فكرة جديدة عن أحوال أهل الشام في ذلك الزمان، كإبراز وجود أشخاص متعلمين، ومثقفين بالحارة، و"ليس همهم الوحيد هو الحفاظ على العادات والتقاليد."

وأصّر خالد على عدم الدخول في تجارب شاميّة جديدة بعد "باب الحارة" قبل أن يقدّم دوراً فعالاً في تلك الأعمال –على حد قوله-، إلى أن وصل إليه نص "ياسيمن عتيق"، ووقع عليه الاختيار لتقديم أحد الأدوار الرئيسية في المسلسل الذي قال عنه: "هو ليس مسلسل يتحدث عن البيئة الشامية بالمعنى المتعارف عليه، بل يتكلم عن عادات وتقاليد أهل الشام وقت الأزمات، وحالة التعاون السائدة بينهم ماكانوا يعيشونه من فقر وجوع وذل في تلك الفترة، بالإضافة إلى أن النص يستند إلى أحداث موثقّة شهدتها دمشق في القرن التاسع عشر، وهذا كان مغرياً جداً بالنسبة لي، ولأي ممثل يشارك في هذا العمل."

وأبدا خالد القيش تفاؤلاً حذراً  إزاء التحضيرات للموسم الدرامي المقبل 2013 قائلاً: "لدي إحساس أن الكثير من المسلسلات لن تُنْجَز، لأن معظم توجهات شركات الإنتاج تدور حول أعمال يمكن تصويرها في موقع تصوير واحد، بسبب الصعوبات التي نواجهها في الحركة والتنقل، ولكن هذا النوع من الأعمال يتطلب أفكاراً ونصوصاً مناسبة، كما تبدو فكرة التصوير خارج سوريا متعثّرة... ليس لدي تفاؤل كبير، ولكنني آمل أن نستمر في العمل بعد توارد عدة أخبار عن أعمال يتم التحضير لها مؤخراً، وهذا مهم بالنسبة للفنّانين والفنيين الذين يعتاشون من هذه المهنة."

وحول موسم  2012 قال خالد: "كان الموسم الماضي جيداً عموماً، رغم التشاؤم الكبير في البداية من عدم قدرتنا على العمل بصورة صحيحة، لكننا حاولنا أن نكون متواجدين في الساحة الدرامية العربية، لأننا لا نغيّب، ولا أحد يستطيع تغييبنا، فالدراما السورية هي الأكثر قدرة على الوصول إلى مشاعر المشاهد، وهذا ما كنّا نحس به خلال زياراتنا لدولٍ عربيةٍ أخرى... كان الإنتاج خفيفاً عموماً في السنة الماضية بسبب تخوف المنتجين من الظروف التي تشهدها البلاد، لكننا لم نستسلم، وهذا فقط ما يمكننا تقديمه لكي لا نكون عالة على البلد،  فأنا كفنان لا أستطيع  تقديم شيء للبلد سوى مواصلة العمل، ينبغي أن نبرهن للناس أننا مستمرون، لكي تقوم سوريا من تحت الرماد."

وأشار خالد القيش إلى عددٍ من المسلسلات التي قدّمت في الموسم الفائت، ووصفها بالجيدة كـ" رفّة عين، أرواح عارية، والأميمي...، تلك الأعمال التي أثبتت وجودها، وأجبرت المحطّات العربية على شرائها رغم نية المقاطعة، لأن  الدراما السورية لا غنى عنها، والكل يعلم ذلك."

ورغم سعادة خالد بكل الأدوار التي قدّمها في الموسم الماضي، ومنها: "عمر، والمفتاح، ورمانتيكا"، إلا أن لدوره في مسلسل "أرواح عارية" وقع خاص بالنسبة له، وهذا ما عبّر عنه بالقول:" كنت أنسى كل شيء في الحياة حينما أبدأ التصوير، قدّمت في هذا المسلسل لهجة مختلفة، شخص أردني يعييش في سوريا، وله طريقته الخاصّة في التفكير، هو بالأصل لقيط، ويبحث عن أهله، والمخرج الليث حجّو منحني الثقة لأداء هذا الدور، رغم تخوفي منه بالبداية، وكنت سعيداً بالنتيجة."

وفي ختام لقائنا مع في كواليس مسلسل "ياسمين عتيق"، أعرب الفنّان خالد القيش عن أمله بأن لاتحمل الأيام المقبلة المزيد من الدم للسوريين قائلاً: "سوريا حلوة، وبيضا متل الياسمينة... وإنشالله تكون بخير.."