2013/07/10

المشهد السوري في رمضان 2013: وداعاً العشوائيات، أهلاً بالـ «صبايا»
المشهد السوري في رمضان 2013: وداعاً العشوائيات، أهلاً بالـ «صبايا»

 

خليل صويلح – الأخبار

 

 

لا نعلم كيف سيستقبل المشاهد السوري أعمال الدراما السورية الجديدة هذا الموسم. هناك ذائقة أخرى، أفرزتها الأحداث الجارية في البلاد. عدا صعوبة إقناع المشاهد بحكايات بعيدة عما يعيشه اليوم، سيجد المشاهد نفسه مرغماً على مراجعة شاملة للمخزون الدرامي الذي سبق هذه الفترة العاصفة، وتفنيد ما سعت إليه هذه الدراما من مقولات وبطولات وتزييف نمط عيش، لم يكن موجوداً في الواقع.

 

الإطناب في مديح الدراما السورية طوال العقدين المنصرمين، سينقلب هجاءً، مع فقدان الركائز المتينة التي قامت عليها هذه الدراما، سواء لجهة رأس المال الوافد، أم لجهة تصنيع البهجة البصرية، وفقاً لأجندات غامضة تجاهلها صنّاع الخيال السوري عمداً. ما كان ممنوعاً، في ما يخص فضح أهوال المرحلة العثمانية، يدخل اليوم في باب كشف المستور، وما اقترحه «أخوة التراب» لجهة التعاضد الوطني، يبدو هو الآخر هشّاً. أما بطولات «باب الحارة»، فستبدو هي الأخرى، أقرب إلى أفلام الرسوم المتحرّكة.

 

صفحة العشوائيات التي اجتاحت الشاشة في السنوات الأخيرة، طويت لمصلحة «صبايا». بالطبع لن ننسى مرحلة الفانتازيا التاريخية التي كانت العتبة الأولى لانحدار الدراما المحليّة باقتراح جغرافيا معلّقة في اللامكان. هكذا حضر المكان السوري من خارج الدراما، وعلى الهواء مباشرة، وإذا بأسماء قرى وبلدات مجهولة تطغى على ما عداها، فيما لم تتمكّن الدراما من تصدير الجغرافيا السورية طوال عقود، ذلك أنّ المشاهد العربي يعرف أسماء أحياء مصرية مثل «الزمالك» و«المعادي»، و«الحسين» أكثر مما يعرف اسم مدينة معلولا، أحد أشهر المعالم التاريخية في سوريا.

 كما أنّ المشاهد السوري نفسه بات يعرف «حارة الضبع» الوهمية، أكثر مما يعرف حي «كشكول» العشوائي عند تخوم دمشق. لنقل إنّ السوري لم يفرح يوماً بسوريته. وحين أتته الفرصة لفحص هويته المحليّة، وجدها ممزّقة. هذه الأخطاء تتجاوز الدراما التلفزيونية إلى السينما في معظم نتاجاتها.

لم يغامر سينمائي سوري واحد في تصوير لقطة في المرجة مثلاً، الساحة التي تمثّل القاع الشعبي، وسط دمشق، أو شارع الحمراء، أو الصالحية، ربما علينا أن نتذكّر هنا، فيلماً اعتبره النقاد حينها تجارياً، ككل أفلام القطاع الخاص قبل اندثاره، هو «خياط السيدات» للمخرج عاطف سالم، وبطولة دريد لحام ونهاد قلعي. هنا سنجد حواري دمشق أواخر الستينيات، ورائحة البيئة المحليّة، وقطار الزبداني، ووادي بردى، وأغنية «يا طيرة طيري يا حمامة/ وانزلي بدمّر والهامة» بصوت شادية. الأغنية كتبها أبو خليل القباني قبل قرن من اليوم.