2013/07/23

دانا مارديني في «سنعود بعد قليل»
دانا مارديني في «سنعود بعد قليل»

 

طارق العبد – السفير

 

 

إنه موسم الشباب بامتياز. لعلّه التوصيف الأدقّ لإنتاج الدراما خلال الموسم الرمضاني الحالي. وكان واضحاً تراجع أداء الكبار، لصالح ممثلين شباب تقدّموا إلى قلب القصّة. عدد من الفنانين قرر الاحتفاظ بموقعه في الأدوار الثانوية، ليقدم من خلالها حالة إبداعية تفوّقت في العديد من الحالات على زملائه من نجوم «الصفّ الأوّل». وتلك ظاهرة ليست بجديدة، إذ إنّ العديد من نجوم الصفّ الثاني في مواسم سابقة، صعدوا السلّم إلى مساحة الدور الأول في الموسم الحالي، منهم يوسف الشريف، وسوسن بدر، ومرام الكويتية، ومنذر رياحنة. كما أثبت عدد من نجوم الدراما السورية حضوراً قوياً في الأدوار الثانية مثل محمد حداقي، وشكران مرتجى، والراحل نضال سيجري وغيرهم.

وبالحديث عن الأدوار الثانية، تبرز هذا العام صورة الممثلة السورية الشابّة دانا مارديني بدور مريم في «سنعود بعد قليل» (رافي وهبي/ الليث حجو). تجسد مارديني دور فتاة هاربة من الحرب في سوريا إلى لبنان. ولفتت مارديني الأنظار منذ الحلقات الأولى للمسلسل، باتقانها اللكنة الحمصيّة، وتعاطيها باتقان مع شخصيّة بائعة الورد البسيطة على كورنيش عين المريسة. نتعرف على خيوط الشخصيّة، فهي شابة فقدت عائلتها، والتجأت إلى أقاربها في شمال لبنان، قبل أن يعرض عليها الزواج من رجل بعمر والدها، فتضطر إلى الهرب. كل ذلك روته مريم بأداء متقن، ومقنع، جعلنا أمام مشاهد تستحق الإعادة مرة تلو الأخرى. من دون مبالغة، نجحت مارديني بتقديم صورة مقنعة ومؤثرة عن العديد من اللاجئات إلى لبنان. هذه ليست إطلالة مارديني الأولى، إذ إنّها مثّلت في «الولادة من الخاصرة»، و«أرواح عارية»، إلا أنّ دور مريم أبرز الكثير من طاقاتها التمثيليّة.

إلى جانب مارديني، يبرز من جديد في هذا الموسم، أداء الممثل السوري الشاب أحمد الأحمد، وزميله محمد حداقي في مسلسل «حدود شقيقة» (حازم سليمان/ أسامة الحمد). الأحمد وحداقي باتا من العلامات المهمّة في الكوميديا السوريّة، بعد إطلالات عديدة في «بقعة ضوء»، ثمّ «ضيعة ضايعة» بالنسبة لحداقي، و«الخربة» لكلا الممثلين. أداؤهما بات من العوامل المشجعة على متابعة العمل الكوميدي الذي يتناول العلاقات المضطربة بين قريتين حدوديتين هما أم النار وأم النور. وعلى الرغم من كون الأحمد تفوّق على حداقي في أداء لهجة وادي بردى، إلا أنّ الاثنين يسجلان أداءً عالي المستوى، يتفوّق على العديد من شخصيات المسلسل، بمن فيهم نجوم الصفّ الأوّل.

ومن سوريا إلى مصر التي تحتفي بممثلي الصف الثاني أكثر من أيّ عام مضى، بغياب العديد من كبار النجوم. ممثلو الدور المساعد هم في صدارة العديد من الأعمال، منهم باسم سمرة في «آسيا» (عباس أبو الحسن/ محمد بكير)، وسوسن بدر في «الوالدة باشا» (محمد أشرف/ شيرين عادل)، وأمير كرارة في «تحت الأرض» (هشام هلال/ حاتم علي). في حين فضّل آخرون الاحتفاظ بمواقعهم في الدور المساعد، مع حضور ملفت وفي مقدّمتهم الشابة منة عرفة التي تقف أمام الفنان صلاح السعدني في «القاصرات»، بعدما ظهرت في عدة أفلام كوميدية. تطلّ هذه المرّة بدور قاصر يزوّجها أهلها للتاجر الصعيدي. وكذلك الحال مع شيرين عادل في «اسم مؤقّت» (حمد سليمان عبد المالك/ أحمد نادر جلال)، وآيتن عامر في «الزوجة الثانية».

حال المشهد الدرامي في مصر وسوريا لا تنسحب كثيراً على الخليج. وعلى الرغم من نجاح بعضهم مثل مرام، وزهرة عرفات، وشجون الهاجري، وانتقالهنّ إلى مرحلة البطولة، لا يزال الاهتمام منصباً على كبار النجوم.