2014/02/14

الممثلة هبة نور
الممثلة هبة نور

 

وسام كنعان – الأخبار

 

 

غاب الحب عن حياة السوريين وحل الوجع والقتل والخطف والتهجير. صار الأحمر يمثل الموت المخضب بالدم، بعدما ظل لسنوات يعبر عن الحب الذي يحل في يوم 14 شباط (فبراير) بشكل خاص. تحتفي عاصمة الأمويين به وتتزين بالأحمر وبجموع من العشاق يمرون اثنين اثنين بصورة أشبه بصورة الحمام الدمشقي في قصائد محمود درويش. هكذا، حاولت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي أن تختصر الكلام وتوجه في عيد الحب نداء تعزي فيه السوريين فكتبت على صفحتها الشخصية على الفايسبوك :«عذراً للعشاق.. لا عيد للحب في قلبي هذا العام.

 

عذرا للورود الحمراء وللقلوب الحمراء.. وللشرائط الحمراء التي تلف هدايا العشاق. ما عاد الأحمر لون الحب، بل لون الموت الإجرامي، مذ أصبح الأكثر طفرة في سوريا. لا أعرف غير الشعب السوري أهلاً لنقول له اليوم كم نحبك أيها العظيم ولا غير الشهداء أولى بورودنا» فيما تفتح المذيعة السورية ريم معروف قلبها من دمشق فتقول: «أي عيد حب ذاك الذي يحكون عنه، والطبيعة في سوريا مقهورة لدرجة تشعر أن الشجر متعب، والقسوة سيطرت على كل ما حولنا فغدت أشياؤنا باهتة حتى وجوه الناس كذلك». لكن في مقابل هذا، تعود مذيعة قناة «سما» لتلتقط روح التفاؤل ولو على شكل أحلام وردية في ظل ما نشهده من عنف وتنكيل وتقول: «هذا اليوم ربما يذكرنا أنّ الحب خلاصنا الوحيد مما نحن فيه. من دون الحب، لن نتمكن من سماع صيحات الفرح الحقيقية في هذا البلد مجدداً».

كل ما سبق يبدو بعيداً عن نبض شوارع دمشق، إذ لن يحتج المرء سوى دقائق يعبر فيها الأسواق القديمة من الحميدية والحريقة، مروراً بالبرامكة وأبو رمانة والتجهيز، وصولاً إلى الصالحية لتلفحه نسمات الحب على الشكل الذي اعتادت عليه دمشق. هنا يطغى اللون الأحمر بشكل مبالغ فيه على واجهات المحلات التجارية المليئة بهدايا العشاق من «دباديب حمراء وعلب شوكولا وساعات وملابس داخلية نسائية»، فيما يوصي أصحاب محلات الورود على كميات كبيرة سرعان ما تنفد من زبائن خاصين لهم في هذا اليوم فسحة حب يعيشونها على الملأ. لكن ماذا يفعل من تبقى من نجوم الدراما السورية في دمشق، وكيف يمضون هذا اليوم، وهل يأخذ جزءاً يسيراً من اهتمامتهم كبقية الإعياد التقليدية؟. الممثلة ريم عبد العزيز تجيب على اتصالنا من موقع تصوير مسلسل «بواب الريح» لخلدون قتلان والمثنى صبح، فتقول: « أنا في العمل كما تسمعون، وبجانبي عدد كبير من زملاء بينهم أمانة والي وسوسن ميخائيل وعدد من الوجوه الجديدة، لكن هذا لا يعني أنني لا أهتم بهذه المناسبة» أما كيف يمر هذا اليوم فتقول: «ليس لدي شيء على المستوى الشخصي، لكنني أتفرغ للرد على رسائل المعجبين والتعبير لهم عن سعادتي بمحبتهم». وعن جوانب أخرى لها علاقة بحال البلد، تضيف: «حبي الأول هو بلدي سوريا التي تستحق منا كل الحب، والهم اليوم أن نخرج مما نحن فيه. ثم أنني متأكدة أننا لن نشعر باليأس وسنظل نحتفل بأعياد الحب لأننا نعيش في أرض اشتهرت عبر تاريخ طويل بالحب والسلام».

الممثل سعد مينه يقول ممازحاً «منذ الصباح الباكر وأنا أصوّر في مستشفى الباسل في مشروع دمر، والشيء الوحيد الذي ذكرني بعيد الحب هو بدلات فريق الاسعاف الحمراء» يضحك ويستطرد بالقول: «سأحاول أن أخرج مع عائلتي في سهرة احتفالية لنشاهد الناس ونرفع معنوياتنا ونعدل أمزجتنا قليلاً، فالحرب طويلة والمتنفس الوحيد للناس أن تلتقي وتعيش طقوساً حميمية لأنه لم يبق أحد إلا وطالته نار الأزمة. ومثل هذه الاحتفالات ضرورة ملحة لأرواح الناس المتعبة».

أما الممثلة هبة نور، فتقول إنّها تتفق مع أن يكون هناك يوم يرمز للحب ويترك فرصة لكي يعبر الإنسان عما يشعر به تجاه من يحب. وتضيف «نحتاج لأن نشعر بالحب وأن نعيش مع من حولنا كونه الوحيد الذي يتمكن من تغذية أرواحنا». وبعيداً عن الاختلاف السائد حول أهمية هذا العيد، تقول نور «الوطن بحاجة للحب لأن الأزمة جعلت قلوب أبناء الوطن قاسية على بعضها. ربما يكون هذا اليوم فرصة لمزيد من المصالحة ليعرف الجميع أنّهم يشتركون في حب الوطن وهذا هو المهم». لا يخلو حديث الحسناء السورية من الأمنيات بعودة الحب الحقيقي إلى سوريا والأمان لشوارعها. لكنها تؤكد أنها لا تقدم على أي خطوة شخصية في هذا اليوم لكنها عادت إلى دمشق بعد سفر طويل، وتعتبر أن الاحتفال الحقيقي لها أن تمشي في شوارع مدينة الياسمين في هذا اليوم بالتحديد لتشعر بمعنى خاص للحب.