2014/02/17

أمانة والي
أمانة والي

 

محمد قاسم الساس – الوطن السورية

 

 

ضيفتي فنانةٌ سورية قديرة كللت مسيرتها الفنية بالعديد من الأدوار المتنوعة الناجحة. متميزة بأدائها وحضورها وبوصفها امرأة محبة على عكس أدوارها الشريرة التي قد توحي للبعض بأنها امرأة قاسية الطباع والملامح.

إنها «أمانة والي» التي حاورتها بتفاصيل مشوراها وكواليس أعمالها المرتقبة.. طباعها.. زيجاتها وعائلتها، كاشفة لنا الستار عن الكثير من الأسرار التي تعلنها للمرة الأولى.

 

 بدايةً... نلاحظ أن الأدوار السلبية والشريرة كانت لصيقة بكِ طوال مسيرتك الفنية، ما السبب في ذلك؟

  هذا صحيح ولكن أنت تعلم بأن الوسط قد يجبرك بطريقة أو بالأخرى على التنميط ووضعك ضمن نموذجٍ معين. أنا قاومت هذا الأمر قدر المستطاع من خلال سعيي لتنويع أدواري تبعاً للعروض المقدمة إلي.

لا أخفيك أنني أحب لعب هذه الأدوار بوصفها محركاً للدراما وأحد أقطاب الصراع في العمل على عكس أدوار الخير التي غالباً ما تكتب باتجاهٍ واحد وتسير بشكلٍ رتيب طوال العمل... صدق بأنني عندما أؤدي هذه الشخصيات ألعبها من باب الشفقة عليها لأنها تعاني عذابات نفسية مرهقة، كما أفرغ من خلالها بعضاً من طاقتي السلبية بدلاً من تفريغها في الحياة.

 هل واجهت مواقف غير مرضية من الناس تبعاً لأدواركِ السلبية، وخصوصاً أن بعض المشاهدين يربط بين الشخصيات التي يجسدها الممثل وبين شخصه؟

  بالتأكيد وخاصة عندما أسير في الشارع ويصادفني أحد المارة ويدع عليّ تبعاً لشخصية شريرة قمت بأدائها (تقولها ضاحكة)، أو أن يأتي إلي ليسألني أن كنت فعلاً كذلك.

يهمني أن أعلم الجميع أنني امرأة متعلمة على أقل تقدير لا يمكن إن تتصرف بهذا السوء الذي تعانيه هذه الشخصيات حيث أستطيع كبح جماحي... صحيح أنني أرفض الخنوع ولي موقفي ولكن هذا لا يعني أنني امرأة شريرة أو مؤذية... «قلبي طري».

 ماذا تفعلين لكي لا تسهم الشخصية السلبية التي تلعبينها في التأثير في طباعك؟

  خاطئٌ من يقول لك إن التمثيل هو عملية تقمص لأنه إن تم ذلك تحول إلى مرض نفسي يحتاج لعلاج فوري للتخلص من هذه الحالة التي أوصل نفسه إليها مع أنه أحياناً يحدث ذلك معك لا إرادياً وخاصةً عندما تؤدي شخصية تعاني مشكلة عقلية أو عاهة جسدية لأنك تجبر نفسك على التفكير والتصرف على أهوائها وهذا يشكل ضغطاً كبيراً على الممثل وعبئاً ثقيلاً عليه حتى انتهائه من أدائها وخلع ملابسها لأنك تخاف أن تفقد شخصيتك الأم مع مرور الأيام تبعاً للترسبات التي تخلفها هذه الشخصيات بداخلك، وهذا ما حدث معي بمسلسل (اختفاء رجل) الذي لعبت فيه دور امرأة تعاني فصامٍاً حاداً.

 من أفضل شريك لعبتِ معه هذه الأدوار؟

  الأستاذ «عباس النوري» كان من أهم الشركاء الذين شاركوني تلك الأدوار حيث اجتمعنا معاً عدة مرات... «عباس» فنانٌ قدير ولديه خبرة في تجسيد الدور الذي يقدمه وكيفية تعاطيه مع الشريك وخاصةً إذا كان مقتنعاً به ويحبه... «نيالو اللي بيكون شريكه أ. عباس».

 في الوقت الذي نشهد فيه حضوراً متقطعاً لزميلاتكِ على الساحة الفنية نجدكِ دائمة الحضور، ما السبب في ذلك؟

  بصراحة أنا معروفة بأخلاقي في الوسط - صفحتي بيضة - الحمد لله وهذا ليس فخراً بل إنصافٌ للذات... أحترم عملي وأعده بأمانة وبمهنية خالصة وذلك يجعلني بمصاف الناس الجيدين، بالإضافة لموهبتي التي أعتقد أنها جيدة أيضاً، وربما لهذا الأمر أطلب دائماً للعمل... وأنا بطبعي ديناميكية ولا أربي عداوات بالوسط.

 خلال مشواركِ الفني الطويل شاركتِ في العديد من الأعمال الدرامية المتنوعة، أي الأعمال ساهمت في انتشاركِ جماهيرياً؟

  (نساء بلا أجنحة) كان أول عمل درامي أقدمه بعد عدة أعمال مسرحية.. (درب التبان) شكل لي نقلة نوعية في مسيرتي الفنية.. دوري في (عيلة خمس نجوم) «عوض» ترك أثراً طيباً في نفوس الناس.. كذلك دوري في (عصي الدمع) «مكرم» الذي نلت عليه جائزة أدونيا آنذاك.. دوري في (حسيبة) «خالدية» ترك أثراً كبيراً.. أما دوري في (زمن البرغوت) «أم صفوان» كان نقلة نوعية لي ضمن الأعمال الشامية التي دخلتها متأخرة.. ولا أنسى أدواري الأردنية التي قدمتها في الأردن كان لها دور مهم في تقديمي للناس.

 كيف تقييمين اليوم رصيدكِ الفني؟

  راضية عن مجمل ما قدمته وسعيدة لأنني وصلت إلى هذا العمر ومازلت أقدم شخصيات جديدة ألعبها بنفسية المبتدئ وأفرح بها كفرح الأطفال عندما يحصلون على هدية ما، حيث أسعى لتقديمها باجتهاد لكي أحقق من خلالها نجاحاً جديداً يضاف إلي... ومازال لدي الكثير لأقدمه قبل وفاتي وهذا ما أتمناه.

 ماذا عن جديدك لموسم رمضان 2014؟

  انتهيت مؤخراً من تصوير دوري في مسلسل (نساء من هذا الزمن) مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد، الذي لعبت فيه دور رئيسة جمعية تدافع عن حقوق المرأة رغم انكسارها تبعاً لظروفها السيئة التي مرت بها في حياتها من حادثة اغتصاب عمها لها عندما كانت طفلة وصولاً للتعنيف الجسدي الذي كانت تتلقاه من زوجها قبل معاشرتها ما يجعلها امرأة مدمنة على شرب الكحول علها تنسى معاناتها.

حللت ضيفة على مسلسل (زنود الست 3) مع المخرج تامر إسحاق، ولعبت فيه دور امرأة حلبية - هذه المرة الأولى التي أقدم فيها هذه اللهجة - لديها ابن شاب كل همها إطعامه وتغنيجه وتزويجه.

أيضاً شاركت كضيفة في مسلسل (خان الدراويش) مع المخرج سالم سويد، لعبت فيه دور أم لابنه متورطة بحملها تلجأ يوم ولادتها للخان هرباً من معرفة أهل حارتها بهذه الفضيحة لتجد من يساعدها في حل هذه المشكلة هناك.

أخيراً أشارك في مسلسل (أبواب الريح) مع المخرج المثنى صبح، وأؤدي فيه دور امرأة مسيحية تعاني الترحيل تبعاً لاشتعال حرب شبه طائفيه في المنطقة التي تقطنها - جبل لبنان - حيث يلتحق ابنها الشاب بالجيش إلى جانب أصدقائه المسلمين دفعاً عن هذا العدوان.

 ماذا عن «أمانة والي» الإنسان؟

  عصبية قليلاً ولكن قلبي أبيض. لدي حدة بتعاملي مع الغلط. اجتماعية بطبعي ولدي الكثير من المعارف والزملاء والأصدقاء وأتواصل معهم جميعاً والعكس صحيح.

أعيش اليوم مع ابني الوحيد - من زوجي يوسف - ولدي أيضاً ابنه وحيدة - من زوجي الأول - متزوجة ولديها طفلان، ومجمل وقتي خارج العمل أمضيه مع عائلتي. أنا أصغر اخوتي «المدللة»، وأنتمي لعائلة موسيقية، ما جعلني أحب الموسيقا.

 أي الأصوات تفضلين؟

  بصراحة أحب سماع الموسيقا الغربية - أغاني السبعينيات والثمانينيات - وكل من فيروز وعبد الحليم وأم كلثوم، وأحب من الأصوات المعاصرة الفنان «وائل كفوري» لأنه يتمتع بصوت جميل ذي مدى كبير، إضافة لصوت واحساس الفنان «فضل شاكر»... «الله يسامحه».

 أي صورة بقيت في داخلك عن زوجكِ الثاني المنتج والمخرج «يوسف رزق»؟

  صحيح أنني لم أستطع أن أعيش مع أ. يوسف ولكن هذا لا يمنع أنه رجلٌ يتمتع بالعديد من صفات الصديق... فنان وأبٌ ممتاز لأبني.. وله فضلٌ عليّ حيث عملت معه في كل أعماله – رقص الحبارى - درب التبان - الخط الأحمر– قبل أن أتزوجه ووقتها وبعد انفصالنا.

 لماذا لم يدم زواجك طويلاً من زوجك الثالث عازف البيانو «غزوان زركلي»؟

  د. غزوان «بيانست بياخد العقل» مثقف وأخلاقه عالية ويحب مهنته جداً... ما إن تعرفت عليه تزوجته وربما هذا الأمر سرع بعملية انفصالنا، ولكننا ما زلنا أصدقاء لغاية الآن.

 هل من الممكن أن تتزوجي مجدداً بعد ثلاث تجارب زواج غير موفقة؟

  انفصالاتي لا تعني أبداً أن أزواجي السابقين كانوا سيئين أو العكس، بل يعود سبب انفصالي عنهم لاختلافنا بالطبائع لا أكثر... أؤمن بضرورة وجود الشريك في حياة الإنسان، وأترك جوابي عن سؤالك هذا مفتوحاً برسم الأيام القادمة.

 ختاماً... ماذا يعني لك مصطلح «الضمير»؟

  أعتقد لو تصرفنا جميعنا بضميرٍ حي لما كانت حياتنا وصلت إلى ما آلت إليه اليوم.. آسف على الحال الذي وصلنا إليه.. ربما كانت خسائرنا أقل لو كان ضميرنا صاحياً.

كل ما اتمناه اليوم هو ألا تنتهي حياتي قبل أن تنتهي أزمتنا هذه... «أريد أن أسبقها لا أن تسبقني»، وأن تصحو ضمائرنا جميعاً لكي نشهد فرجاً قريباً بأذن اللـه عز وجل.