2014/03/19

إمارات رزق ووائل شرف في مشهد من العمل
إمارات رزق ووائل شرف في مشهد من العمل

 

روز سليمان - السفير

 

 

على الورق، تبدأ أحداث مسلسل «نصر» للكاتبين فادي زيفا وعبد المجيد حيدر في دمشق، وتنتهي في بساتين الزبداني. لكنّ كاميرا المخرج زياد الريس تتنقّل من دمشق باتجاه طريق بيروت، من دون أن تصل إلى الزبداني، بسبب الظروف الأمنية. بذلك تكون منطقة بساتين كيوان، الواقعة خلف «مستشفى المواساة»، داخل مدينة دمشق، مكاناً بديلاً، في عدد لا بأس به من مشاهد الخماسية. يندرج العمل ضمن سلسلة «الحب كلّه» التي تنتجها «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» لموسم 2014.

يلجأ المخرج إلى حلول إخراجية غير واقعيّة، لكنّها أفضل الممكن، في إطار الظروف التي تعيشها مناطق كثيرة من سوريا. يصف الريس النصّ بالرشيق والديناميكي. ويقول في تصريح لـ«السفير»: «يتناول العمل بطولات قوى الأمن الداخلي، ووحدة مكافحة الإرهاب في سوريا، ضمن حالة وطنية وإنسانية عميقة».

قليلة جداً هي الأعمال التلفزيونيّة السورية التي تناولت قوى الأمن الداخلي، ودورها في مكافحة الإرهاب. ويبدو أنّ العمل سيكون مثيراً للجدل، مع اختلاف الآراء حول مصطلح «مكافحة الإرهاب»، في ظلّ الأزمة السوريّة. لكنّ «النصّ نجح بأن يكون موضوعياً، وذلك ما يجعله جاذباً»، بحسب تعبير المخرج.

تسند القصة دور البطولة إلى أحد أفراد قوى الأمن الداخلي، ويدعى نصر (وائل شرف). يعرّض البطل حياته للخطر، لإنقاذ جمانة (إمارات رزق)، إحدى فتيات المأوى المؤقّت للنازحات، متصدياً للعصابة التي تخطفها. يقول الكاتب فادي زيفا لـ«السفير»: «تسلّط القصة الضوء على جانبين، أولّهما إنساني، والآخر يركّز على الانتهازيين الذين استغلوا الأزمة إلى حد المتاجرة بالبشر.. نهاية الطريق تلك ما هي إلا بقية من أمل في نفوسنا، وحب للعدل وكره للظلم».

تنقسم الحبكة بين محورين، الأوّل متابعة نصر لجرائم قتل وخطف على يد مجموعة إرهابية، بسبب خلاف بين جمانة وإخوتها في الموقف السياسي، والثاني ملاحقة أحد المشتبه بهم، المرتبط بشبكة تجسّس خارجية، بمساعدة شخصيات من الداخل. في هذا الإطار، يقول الريّس إنّ خماسيّة «نصر» بتفاصيلها الواقعيّة، ستتمكّن من تقديم وجهات النظر المختلفة في سوريا: «التكاتف الإنساني بين السوريين في الظروف الصعبة، والدفاع عن الوطن إلى أبعد الحدود من جهة، ومن جهة أخرى التعاطف مع الآخر، المسلّح الذي رفع السلاح في وجه الدولة حدّ التطرّف، وهو ابن الوطن وليس قادماً من الخارج». من جهته، يرى زيفا أنّه «ما من شيء يمكن تقديمه كمادة مقنعة لجميع الأطراف، الناس أذواق، وخصوصاً في ظلّ الانقسام الحاصل في مجتمعنا الآن؛ قدّمنا كنصّ ما رأيناه مناسباً، والجمهور يقدّم ما لديه عند العرض».

يشارك في أدوار البطولة أيضاً مجموعة من النجوم السوريين، مثل رنا أبيض، وقاسم ملحو، وضحى الدبس، وحسام تحسين بك، وجمال العلي، ونزار أبو حجر، وعاصم حواط، ومحمد الأحمد، وناصر مرقبي، ووائل أبو غزالة، وسهيل جباعي، وهناء نصور، وسوزان سكاف، إضافة إلى ممثلين شباب وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية مثل جفرا يونس، وسومر ديب، ووجدي عبيدو..

«المتاجرة»، و«الفدية»، و«الخطف»، و«العصابات الإرهابية»، و«المسلّحين» تبدو الآن مفاهيم متكيّفة مع الواقع السوري، إلا أن نسبة لا بأس بها من السوريين لا تزال تراها مجرّد مصطلحات إعلاميّة، لا تؤخذ على محمل الجدّ للتعميم. وعليه، لا يمكن لخماسية «نصر» أن تُصنّف كعمل سياسي أو بوليسي إلا تبعاً للطرح الاجتماعي الذي تقدّمة، بموازاة مشاهد «الأكشن» والمطاردات البوليسيّة.