2014/03/22

عادل علي وبسام كوسا وعباس النوري في مشهد من العمل
عادل علي وبسام كوسا وعباس النوري في مشهد من العمل

 

محمد الأزن – الأخبار

 

 

يتناول مسلسل «الغربال» (إنتاج شركة «غولدن لاين») فتنةً استعرت بين حارات دمشق إبّان الاحتلال الفرنسي للبلاد، ومحاولات الفرنسيين الاستفادة من هذا الصراع الذي يذهب ضحيته الكثير من الناس الذين لا ذنب لهم. المخرج ناجي طعمي بدأ تصوير العمل في منتصف شهر شباط (فبراير) الماضي، عن نصّ للكاتب سيف رضا حامد.

 

للوصول اليوم إلى موقع التصوير في قلب دمشق القديمة، قد تضطر إلى عبور حيّ الشاغور، مارّاً بالعديد من حواجز الجيش السوري، ومتعثراً ببسطات الفاكهة والخضروات في زوايا وأرصفة «شارع الأمين». تحاصرك الوجوه المثقلة بأوجاع الحرب، وترى انعكاسات محنة دمشق المعاصرة، عبر العديد من أوراقٍ معلقة على جدران الشارع تنعى شهداءها. لا يبدو راهن سوريا اليوم مختلفاً عن الزمن الافتراضي (1927ـــ 1928) الذي يصوّره العمل الشامي.

حالة من النشاط في استراحة بين مشهدين. ممثلات كثيرات مشاركات في العمل يتحلقن حول القديرة منى واصف، وهي تروي لهن فصلاً من ذكرياتها عن كواليس فيلم «الرسالة» مع الراحل مصطفى العقاد. ينتهي تجهيز المشهد التالي، ويعطي المخرج ناجي طعمي إشارة البدء بالتصوير، تصطف الفنّانات المتشحات بالسواد (ناهد الحلبي، أمانة والي، ليلى سمور، منى واصف، وأمل عرفة) في مشهد عزاء ابن «أم رضا» التي تؤدّي دورها الممثلة تولين بكري. فقدت الأم ابنها في حادث قتل متعمّد بهدف إعادة إشعال الفتنة التي حاول كبار الشام في ذلك الزمن إخمادها، بين حارات «الشاغور»، و«ساروجة»، و«العمارة».

رفض معظم نجوم المسلسل الإدلاء بأيّ تصريح للصحافيين في إطار لقاء نظّم على غفلة منهم. الكاتب سيف رضا حامد تولّى توضيح فكرة العمل لـ«الأخبار»، قائلاً إنّ أحداث «الغربال» «تدور حول الصراع على السلطة الاجتماعية في دمشق خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وانعكاسات الحراك السياسي ضد المحتل الفرنسي على المجتمع الدمشقي، عقب الثورة السورية الكبرى. كما يضيء على تدخّل الفرنسيين لحسم مجريات هذا الصراع، والحراك لصالحهم».

تتقاسم محاور الحكاية في المسلسل ثلاث شخصيات أساسية هي «أبو عرب» (عباس النوري)، و«أبو جابر» (بسّام كوسا)، و«سعيد المرادي» (عبد المنعم عمايري). ويكون الصراع محتدماً بين شخصيتي كوسا والنوري اللذين لم يجتمعا في عمل شامي منذ ثماني سنوات (آخر ظهور لهما معاً يعود إلى الجزء الأول من «باب الحارة» عام 2006). كذلك، يشكّل بسام كوسا وأمل عرفة ثنائياً في مسلسل «الغربال» يُعيد إلى الأذهان ثنائي «الخير والحبّ» الذي شكلّاه معاً في «الخوالي» عام 2000، لكن بصورة مختلفة، وربما متناقضة. إذ يورّط «أبو جابر» زوجته (أمل عرفة) لتصبح شريكته في أفعاله الشريرة ومكائده وصراعه مع «أبو عرب». هنا يؤكد سيف رضا حامد لـ«الأخبار» أنّه لا يوجد «شخصيات شريرة، أو خيرّة في المطلق» في مسلسله. كذلك يخلو «الغربال» من الشخصيات الفانتازية أو الأسطورية التي اعتادت أعمال البيئة الشاميّة تقديمها. المسلسل «يطرح حكاية شعبية، تلامس واقع الحياة الدمشقية الحقيقي في تلك المرحلة»، لكنّه يحتفظ بشخصية «الزعيم» الافتراضية لجذب المشاهد، إلا أنهّا لا تبدو بمواصفاتٍ خارقة في المسلسل، بل «أقرب إلى تفاصيل شخصية المختار في الواقع». ويؤدي دور «الزعيم أبو سالم» الممثل القدير عبد الرحمن آل رشي. يُقَتلُ الزعيم، فتطلب زوجته (منى واصف) الثأر له. لا يعوّل الكاتب على تفاصيل شخصية بذاتها لاستقطاب المتابعين، بل يَعد «بسيناريو مليء بالمفاجآت، إذ تتغيّر مجريات الأحداث دوماً بصورةٍ مخالفة لتوقعاتهم». ويأمل سيف رضا حامد أن يكون المسلسل قادراً على المنافسة، وإثبات حضوره بقوة خلال الموسم الرمضاني المقبل. وهنا يشير إلى الإمكانات الإنتاجية الضخمة التي وضعتها شركة «غولدن لاين» المنتجة في خدمة العمل، إضافة إلى النجوم الذين استقطبتهم، و«إصرارها على التحدّي، وسط تحذيرات من عدم الاقتراب للبيئة الشامية هذا العام، في ظلّ وجود جزء سادس من «باب الحارة» على قائمة عروض موسم دراما رمضان 2014» (الأخبار 17/11/2013).

يبدو حامد مستعداً للردّ على آراء النقّاد التي يتوقع أن تطال عمله، كما يحدث عادةً عندما يتعلّق الأمر بأعمال البيئة الشاميّة كل عام. يطالب هؤلاء بعدم المبالغة في ظلم صنّاع هذا النوع من الأعمال، فهي في النهاية ليست إلا «حكايا الجدّات» يجري تقديمها ضمن إطار درامي. ويضم «الغربال» على قائمة أبطاله أيضاً: ناهد الحلبي، أمانة والي، ليليا الأطرش، محمد خير الجرّاح، ليلى سموّر، تولين البكري، أكرم الحلبي.

 


 

بسام كوسا ورقة رابحة

 

تقصّدت«غولدن لاين» عدم المبالغة في الترويج الإعلامي للعملين الاجتماعيين «خواتم» و«صرخة روح 2» على اعتبار أنّ عرضهما الأول على قناتين مشفرتين يبقي أمامها فرصة للتسويق مجدداً في الموسم الرمضاني، لينالا عرضاً جماهيرياً واسعاً في هذا الشهر، إضافة إلى بقية أعمال الشركة. منذ تأسيسها، سعت الشركة لاستقطاب النجم السوري بسام كوسا، وإسناد دور البطولة المطلق له في جميع أعمالها، إضافة إلى سماع رأيه في كل خططها، وإعطائه الأجر الذي يستحقه من دون جدال، معتبرة أن وجوده في مسلسلاتها ضمانة أساسية للتسويق بالشكل المناسب.