2014/03/26

مسلسلات «السيتكوم» النسائية.. «مطلوب بنات»!
مسلسلات «السيتكوم» النسائية.. «مطلوب بنات»!

 

سامر محمد اسماعيل – السفير

 

 

بعد مسلسلي « زنود الست» لمخرجه تامر إسحق، و«بناتي حياتي» لمخرجه فادي غازي، ها هو وسيم السيد يتصدى لإخراج مسلسل «نيولوك» عن سيناريو وئام إسماعيل وحسام جليلاتي. بدا في الفترة الأخيرة أن هناك وصفة جديدة لمسلسلات السيتكوم ذات البطولة النسائية، وهي أعمال ما كانت لتظهر بهذه الكثافة في الدراما السورية لولا الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات، حيث لا قدرة على التصوير الخارجي في ظلّ ظروف أمنية صعبة وقتال يملأ الشوارع السورية. لكنّ ذلك التركيز على إنتاج أعمال ذات بطولة نسائية مطلقة، يبدو غير مفهوم، مع حشر بطلاتها جميعاً في مكان واحد.

في مسلسل «زنود الست»، ركز المخرج تامر إسحاق على الصورة النمطية للمرأة الشامية، محوّلاً البيت الدمشقي العريق إلى مطبخ كبير. فلا سيناريو هنا يمكن الاتّكاء عليه لصياغة عمل درامي، سوى أطباق الطعام الشامي، المقدّمة وفق تصوّر لم يحد عن مسلسلات البيئة، حيث مكان المرأة الدائم تقريباً، هو المطبخ. في «زنود الستّ»، وجد المشاهد نفسه أمام توليفة معاصرة لنساء يطبخن على مدار الساعة قرب بحرة الماء، أو يتمخترن في رحاب البيت الدمشقي بكامل دلعهن وأُنسهن، ويرتجلن حواراتهن أمام الكاميرا بما يملأ فراغات صناعة «الطبخة!» فلا أدوار لممثلين رجال في «زنود الست» كون وصفة المحطات العربية التي تشتري مثل هذه الأعمال لا تحبذ رجالاً في الكادر! فالمطلوب هنا بنات مغناجات يختلقن مشكلات صغيرة أمام كاميرا «الطباخ روحه».

في الإطار ذاته تقريباً، قدّم فادي غازي مسلسله «بناتي حياتي»، عبر إنتاج متواضع تمت صياغة ما يشبه كباريه بصري، بطلاته فتيات يقمن بمقالب بأبيهن المغلوب على أمره. بطلات العمل ممثلات درجة عاشرة لا يطلبن أجوراً عالية، كونهن غير معروفات للجمهور ـ ومنهن من لم تمثل إلا في «بناتي حياتي» ـ لكن المهم أن تظهر البنات الأربع دائماً في مكياج فاقع، وأزياء مثيرة، لتقديم أكثر من ثلاثين حلقة من هرج ومرج يملؤه زعيقهن وشد شعور بعضهن البعض وتمزيق الثياب في حرملك بصري مفتوح. فالمشاهد لهذه المسلسلات سيلاحظ كمّ التكرار في لقطات الكاميرا، واجترار الحوارات، وتنميط الأفعال التي تقوم بها جوقة الفتيات اللاتي يظهرن وكأنّهن يخترعن شخصياتهن في مواقع التصوير.

لا ندري كيف سيحقق وسيم السيد مسلسله «نيولوك». ما نعرفه أنّ الأحداث تدور في محل كوافير نسائي، نتعرَّف من خلاله على حكايات فتيات ونساء ومندوبات مبيعات، يسردن قصصهنّ في مكان التجميل. العمل باكورة إنتاج «شركة الأمين»، وتشارك في بطولته ريم زينو، صفاء رقماني، رشا الزغبي ورزان رستم. سنكون مرةً أخرى أمام صيغة تقوم في أغلبها على إنتاج ما يشبه «جلسات نسائيَّة»، الدراما فيها آخر همها. فالمهم هنا، تحقيق ساعات استعراض لأزياء وقصّات الشعر، في ثرثرة بصريّة وكلاميّة، تبدأ في المطبخ ولا تنتهي في صالون حلاقة للسيدات.

بدأت أعمال السيتكوم النسائية من مسلسل «صبايا» بأجزائه التي اعتمدت عدّة مواقع تصوير. يبدو أنّ القائمين على النسخ المختصرة من «صبايا»، يعملون اليوم في كل نسخة جديدة، على اختزال الأمكنة وتحويلها إلى سجون بصرية ونفسيّة لنساء أريد لهن أن لا يعرفن من الحياة سوى الطبخ والتجميل وإثارة المشاعر الحميمة عند بعض المشاهدين.. لتصبح مقولة «الزبون/ المشاهد دائماً على حق» من أهم مقولات الدراما السورية المعاصرة!