2014/04/24

ثلاثة يشغلون شاشات مصر: باسم وهيفاء وسما
ثلاثة يشغلون شاشات مصر: باسم وهيفاء وسما

مصطفى فتحي -السفير

منذ ثورة «25 يناير» والسياسة هي الشاغل الرئيس للمصريين. لكنّ الأمر اختلف خلال الأيّام الماضية، بعدما انشغل الشارع والإعلام المصري بأمور أخرى. فمنذ الخميس الماضي، تركت برامج «التوك شو» المصريّة السياسة، وتفرّغت لنقاش ثلاثة عناوين: هيفاء وهبي وباسم يوسف وسما المصري.


بدأ ذلك الخميس في 17 نيسان/ أبريل الحالي، حين قرّر رئيس الوزراء ابراهيم محلب بقرار وقف فيلم «حلاوة روح» من بطولة هيفاء وهبي وإنتاج السبكي. خلّف القرار جدلاً كبيراً في الشارع المصري، لأنّها المرّة الأولى التي تتدخّل فيها الحكومة المصريّة لوقف فيلم اجازته الرقابة. ويؤكد قانونيون لـ«السفير» أن القرار نفسه مخالف للدستور المصري الذي ينصّ على أنّ قرار وقف الأعمال الفنيّة، يجب أن يصدر عن النيابة العامة، وليس عن الحكومة..


ورغم أنّ القرار واجه انتقادات عدّة من المدافعين عن حرية التعبير في مصر، مثل «جبهة الإبداع»، والروائي علاء الأسواني، إلا أنّه كان محطّ ترحيب البعض، منهم الممثلة التي كانت قد أعلنت اعتزالها آثار الحكيم. قالت الأخيرة للإعلامي وائل الإبراشي في برنامج «العاشرة مساء» إن «هيفاء وهبي لا تعبّر عن المصريات، وتعبّر عن العريّ في المجتمع اللبناني». وكانت الحكيم سبق أن اتهمت المخرجة المصريّة إيناس الدغيدي بتقديم «أعمال جنسيّة لا تعبّر عن تديّن وعادات الشعب المصري»، كما شنّت حرباً مرّة على الراقصة دينا، حين طالبتها بارتداء ملابس محتشمة. كما أكّدت الحكيم في تصريحات إعلاميّة عدّة، أنّ السبب خلف اعتزالها الفنّ هو «ملابس دينا». لكن يبدو أنّ قرار الحكيم بالاعتزال لم يشمل اعتزالها الظهور في البرامج التلفزيونيّة للإدلاء بتصريحات ناريّة بين الحين والآخر.


وبعدما اشتعل السجال على «تويتر» بين معسكريّ هيفاء وهبي وآثار الحكيم، اندلعت معركة أخرى، هذه المرّة على جبهة مرتضى منصور/ سما المصري. وتوعّد المحامي المصري الراقصة بأنّه «هيدخلها السجن»، بسبب أغنية جديدة عرضت على القناة التي تمتلكها «فلول». وبالفعل، ألقت الشرطة القبض على المصري مساء أمس الأوّل الأحد، بعد ساعات على تهديدات منصور. وقال الأمن المصري إنّ سبب اعتقالها «مخالفات تتعلق بعملها». وقال علي أيّوب محامي المصري لـ«السفير» إنّ القناة حاصلة على ترخيص بث على قمر «نورسات»، وليس على قمر «نايل سات» (السفير 12/3/2014). في نيّة لتبديد الشكوك حول أيّ علاقة لنفوذ مرتضى منصور، في قضيّة سما، بدأت أجهزة المصنفات في وزارة الداخلية حملة أمنية على مقرات بعض الفضائيات «غير المرخصة»، ومنها قنوات «تايم»، بعد يوم على اعتقال الراقصة.


كما ارتبط اسم مرتضى منصور بوقف «البرنامج؟» الذي يقدمه باسم يوسف على فضائية «ام بي سي مصر». أكّد منصور في مداخلة تلفزيونيّة أنّه اتصل بالمسؤولين عن القناة في السعودية، وطلب منهم وقف البرنامج على حد قوله. وأكّد أنّه تقدّم ببلاغات ضدّ باسم يوسف، مؤكّداً أنّ الإعلامي الشهير «سيحبس قريباً». إدارة القناة رفضت التعليق على تصريحات منصور، مؤكدةً لـ«السفير» أنّها تكتفي بالتأكيد على ما ورد في بيان رسمي أصدرته السبت، جاء فيه أنّ «فترة الغياب المرحلي لـ«البرنامج؟» عن الشاشة حتى 30 أيار/ مايو المقبل، تندرج في إطار حرصها على حسن سير الانتخابات الرئاسية في مصر (...)، وسعيها إلى عدم التأثير في توجّهات الناخبين المصريين والرأي العام.


بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عدّوا التغيير الواضح في اهتمامات الإعلام المصري، بوصفه عودة إلى سياسة «بص العصفورة» التي كانت متبعة أثناء حكم حسني مبارك، وتقوم على تفجير مواضيع ساخنة، ولكن هامشيّة، لتشتيت الانتباه عن قرارات سياسية محتملة. ربما تكون تلك السياسات في مكانها، خصوصاً أنّ كلّ ذلك الجدل تفجّر بالتزامن مع قرار الحكومة المصرية زيادة أسعار الغاز الطبيعي، كبداية لرفع الدعم عن العديد من السلع والخدمات الحكومية.