2014/05/23

يؤدّي الممثل فايز قزق في العمل دور عساف
يؤدّي الممثل فايز قزق في العمل دور عساف

 

روز سليمان – السفير

 

 

في خضمّ السباق الدرامي لصناعة عمل من رحم الواقع، تولد في كواليس مسلسل «الحقائب/ ضبّوا الشناتي»، صورة أوليّة، من دون أقنعة. يمنح المخرج الليث حجو المكان في أحد بيوت دمشق القديمة هالة منضبطة، مبتعداً عن محاولة تبرير ما لا يمكن للدراما أن تجمّله. تسأل أمام المخرج المجتهد: ما هي مساحة الواقع في هذا العمل، وإلى أيّ مدى سينجح في تصويره؟ يحرص حجو على عدم الإجابة، محاولاً صبّ كلّ تركيزه على إنجاز بيئة دمشقيّة معاصرة، تنتمي إلى قالب الكوميديا السوداء، الذي بات بصمته المشتركة الخاصّة، مع المؤلّف ممدوح حمادة، شريكه في هذا العمل، وقبله في «ضيعة ضايعة» و«خربة».

تتولّى شركة «سما الفنّ» إنتاج المسلسل، ويجري العمل على استكماله، ليكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل. يشارك في البطولة بسام كوسا، وأمل عرفة، وفايز قزق، وضحى الدبس، وأيمن رضا، وأحمد الأحمد، ونادين تحسين بك، وجرجس جبارة، ومحمد خير الجراح، وآخرون. تكفي بعض المشاهد والحوارات التي يمكن التقاطها في موقع التصوير، لبناء صورة أوليّة عن العمل. هنا عائلة سوريّة، تحاول، بسبب الخوف والتعلّق بالمكان، أن تتخذ قراراً مصيرياً: أنهاجر، أم نبقى؟

وتماماً كما في «ضيعة ضايعة» و«خربة»، يأخذ العمل شكل حلقات منفصلة متصلة، تسيطر على مناخها هذه المرّة، أصوات الرصاص والقنابل. بعض أفراد الأسرة مقتنعون بضرورة الهجرة، وبعضهم الآخر متمسّك بالبقاء. وحين يتمّ اتخاذ القرار بالمغادرة، يلتقي الجميع من أبناء وبنات وزوجاتهم وأزواجهن في البيت الكبير الذي يفترض أن ترحل منه العائلة. يضعون حقائبهم خلف الباب، لتبقى في مكانها حتى نهاية العمل. وفي كلّ حلقة، يظهر تفصيل جديد، أو مشكلة تمنع أفراد العائلة من السفر.

بين عنواني «الحقائب» و«ضبّوا الشناتي»، غيابان. الأول جاهز. الثاني ينتظر. حتى اللحظة، لا يزال حمادة يعدّ كلي العنوانين مؤقتين، منتظراً تجهيز العمل للعرض بشكل نهائي، إذ أنّ العناوين المقترحة للعمل كثيرة، كما يقول مؤلّف المسلسل لـ«السفير». وفيما إذا كان المسلسل يركّز على المواقف السياسية في ظلّ الظروف التي تشهدها البلاد، يوضح حمادة: «نقدّم هنا شخصيّات قريبة جداً من الواقع. لا تحتوي على مبالغات وتضخيمات. وكلّها تمثل معظم الأطياف السياسيّة السوريّة أو ما تمّ التعارف عليه بالمعارضة، والمولاة، والأغلبية الصامتة، إلخ.. علماً أنَّ العمل لا يركِّز على المواقف السياسية المختلفة لكلِّ فئة من هذه الفئات، بقدر ما يركّز على معاناة هذه العائلة، وعبرها معاناة طيف واسع من الشعب السوري».

يؤدّي الممثل بسام كوسا دور ربّ العائلة، وتؤدّي الممثلة ضحى الدبس دور الأم، وأمل عرفة دور ابنتهما فداء. على هامش التصوير، تقول الدبس لـ«السفير» إنّ شخصيّتها في هذا العمل، تمثّل «الموقف»، معتبرةً أنّ الأهم هو قدرة النصّ على منحها شخصية مختلفة عن «الخربة» و«ضيعة ضايعة». تشرح: «السيناريو ينبض لحظة بلحظة، وكل تفصيل في العمل ينبض مع الممثل».

من جهته، يجسّد الممثل أحمد الأحمد شخصية سلام الأخ الأوسط، والذي يقنع العائلة ببيع البيت الدمشقي والدكان، من أجل الهجرة. يقول: «العمل يقترب فنياً من الأعمال المشتركة بين الثنائي ممدوح حمادة والليث حجو. النصّ سلس وقريب من القلب، والتناول الإخراجي أيضاً، لذلك من الطبيعي أن ننتظر نتيجة قريبة من قلب الجمهور وأحاسيسه».

وفي أول مشاركة لها مع الليث حجو في عمل كوميدي، تؤدّي نادين تحسين بك دور ميسون، زوجة الابن الأكبر، أنه ورغم اقتراب العمل من الواقع، إلا أن الطرح يقدَّم بشكل لطيف. «النص لطيف والشخصيات ممتعة، وليست ثقيلة على المشاهد، وبشكل عام الشخصيات كلّها طيبة. أفراد عائلة سورية تعيش في قلب الأزمة». تضيف: «يختلف العمل بين الكوميديا والدراما. الليث حجو يمتلك قدرة المراقبة وتصحيح مسار الممثل وهذا مريح. وخصوصاً في أعمال الكوميديا حيث يكون سهلاً بالنسبة للمثل أن يبتعد خارج حدود الشخصية».

بانتظار استكمال التصوير، وانتهاء الحرب، لا يزال أمام الشخصيّات متسع من الوقت لتقرّر ما إذا كانت ستبقى أو ستغادر. سؤال سيتماهى معه جميع السوريين، عند مشاهدة العمل، في رمضان المقبل.