2014/06/13

دراما سورية تكشف جزءاً من الواقع
دراما سورية تكشف جزءاً من الواقع

 

دار الخليج - فنون

 

 

من أهم مسلسلات الدراما السورية للعام الحالي التي انتهى تصويرها وباتت جاهزة للعرض، يبرز "خواتم" للمخرج ناجي طعمي، سيناريو الكاتبة ناديا الأحمر، وتنتجه شركة "غولدن لاين للإنتاج الفني والتوزيع" بدمشق .

يبرز هذا العمل على مستوى الفكرة المستجدة في الدراما السورية، ويحاكي صورة من صور فعل الحق عندما يكون الهدف من ورائه باطلاً، مستفيداً من الظروف العامة التي تجري في سورية ليسلط الضوء أكثر وأكثر على مواضع الفساد المستشري في جنبات المجتمع .

تدور قصة "خواتم" عن جمعية خيرية تعنى بتربية الفتيات اليتيمات وتعليمهن والصرف عليهن ببذخ تحت شعار إنساني، في الوقت الذي يكون الهدف الأساس من وراء ذلك سلبياً جداً، وهدّاماً، حيث تنتظر تلك الجمعية حتى تكبر تلك الفتيات لتشغّلهن في ميادين الفاحشة والفساد .

مخرج المسلسل ناجي طعمي أكد في تصريحات خاصة ل"الخليج" أن الأفكار ليست من الخيال، وأن كل ما يطرح في "خواتم" مستمد من الواقع .

ولفت طعمي إلى أن المسلسل يطرح القضية (الجمعية الخيرية) من جانب سلبي واحد، ولا يغوص في كل ما تقوم به هذه الجمعية من "فواحش"، مشيراً إلى أن هناك، في المجتمع، مئات الجمعيات التي تستثمر العمل الخيري لأهداف شريرة جداً .

وعن الشكل العام للعمل قال طعمي: هناك رجل أعمال يبدو محترماً وله أهداف إنسانية كبرى في المجتمع، لكنه في الحقيقة فاسد ويعمل على دعم جمعية خيرية تبدو خيّرة في تربية البنات اليتيمات وتأمين التعليم لهن، حتى يصلن إلى مراحل الصبا فتطالبهن بالقيام بأفعال مشينة في وقت سيصعب عليهن رفض ذلك لأنهن تربين فيها وعلى حسابها .

ووعد طعمي بمسلسل "من العيار الثقيل" لا يكون فيه أدنى قدر من المهادنة مع الفساد .

يبرز في العمل ثلاثة نجوم بأدوار بطولة أولى هم عبد المنعم عمايري وكاريس بشار التي تعود للدراما السورية بعد غياب سنتين، وميلاد يوسف الذي يكون على خط واحد مع البطلين . وتبرز في أدوار الضحايا النجمات جيني إسبر وميرنا شلفون وكندة حنا ومرح جبر وندين تحسين بك . ويشارك فيه أيضاً الفنانون مديحة كنيفاتي ولينا دياب وتولين البكري وعبير شمس الدين ولينا حوارنة وباسل خياط ومعتصم النهار ويزن السيد وشادي مقرش وآخرون . وقام الفنان رضا بتأدية شارة العمل .

"الخليج" زارت موقع التصوير وسجلت اللقاءات التالية:

الفنان عبدالمنعم عمايري قال عن دوره: "أؤدي شخصية حاتم وأكون رجل أعمال له نفوذ، وأملك المال الكثير وأدير مشاريع عدة، ويبرز وجهي كمحب للخير ودعم جمعية خيرية مختصة بتربية اليتيمات وتوفير الحياة لهن وتعليمهن" .

وأضاف عمايري: "لكن في الواقع يكون الأمر غير ذلك، حيث إن كل مشاريعي، خاصة في مجال الجمعية الخيرية، تتجه نحو استغلال الصبايا اللواتي يكن قد تربين في الجمعية لتشغيلهن في الفاحشة، لكسب الكثير من المال، فينشكف الوجه، وتكون النهاية غير محببة إطلاقاً" .

ورأى الفنان عمايري أن المسلسل جريء وواقعي، لافتاً إلى أنه يعرف الكثير من هذه الفصول جرت في المجتمع، لكن الدراما تأخرت في طرحها .

بدورها، قالت الفنانة كاريس بشار: "أؤدي شخصية دلال المشرفة على الجمعية، وأتلقى الدعم من حاتم وتقوم بيني وبينه علاقة قوية، بعضها غرامي وبعضها للمصالح فقط، ويكون من مهامي الرئيسية الإشراف على تربية البنت اليتيمة وتوفير التعليم ومن ثم العمل لها، حتى تصبح ناضجة، وهنا يكون حاتم أصبح جاهزاً لتلقفها وإدخالها في مجالات لا تتطابق مع أهداف الجمعيات الخيرية المعتادة" .

أضافت كاريس: "تكون النهاية سليمة حيث لا يصح فيها إلا الصحيح"، واصفة العمل بالأكثر قدرة على كشف خبايا جمعيات خيرية تنشط في المجتمع ولا يلمس المواطن منها أي مساعدة، فيكون السؤال: ما الجدوى من وجود هذه الجمعيات؟ ويكون الجواب: إنها أقنعة يتستر وراءها فعل بل وأفعال أكبر من أن توصف بكلمات .

من جانبه، تحدث الفنان ميلاد يوسف قائلاً: "أؤدي شخصية وائل الشاب الملتصق يومياً بحاتم الذي يكون معلمي في هذه الحياة، وأكون ذراعاً يمنى له أؤدي كل ما يطلبه مني دون تذمر أو تردد، لكن ومع مرور الوقت وتطور الأحداث وقربي من الجمعية الخيرية أقع في غرام دلال رغم علمي أنها محسوبة على قلب معلمي، فأقع في حيرة من أمري: هل أبقى وفياً لمعلمي حاتم أم أتابع اندفاعي نحو دلال التي لا ترفض حبي لها؟" .

وأضاف يوسف: "النتيجة محتومة، فالأجواء السلبية سيكون كل شيء فيها سلبياً، ولا أريد حرق ورقة النهاية لشخصيتي، فهي مثيرة" . ووصف المسلسل بالبريد الذي يوصل الرسائل إلى من يهمه الأمر، معتبراً عمل الخير في هذا الزمن غير مجرد في غالب الأحيان .

أما الفنانة جيني إسبر، فقالت عن الشخصية التي تؤديها: "أكون إحدى البنات اليتيمات، تربيت في الجمعية الخيرية وعشت على حسابها ودرست وتوفرت لي فرصة العمل بفضلها، لكن في لحظة معينة ينكشف كل شيء بعد إزاحة الستار الذي كانت هذه الجمعية تحتجب وراءه" .

أضافت: "تقع فصول دراماتيكية، وتصل الحالة إلى مواجهات، بعضها سيفاجئ المشاهد، دعونا ننتظر العرض كي لا نحرق أجمل ما في العمل الذي هو النتائج" . وأكدت جيني أنها تشجع أعمالاً كهذه، داعية إلى عدم مراعاة أي جانب سلبي في المجتمع .

من جهته، قال الفنان سعد مينة: "أؤدي شخصية ضابط أمني مهم أكون مكلفاً متابعة ملف الفساد الأخلاقي والمالي لحاتم، ويقع ملف الجمعية الخيرية تحت مسؤولياتي، فأكون على علاقة بكل التفاصيل: حاتم، دلال، وائل . . وحتى الصبايا الضحيات والمحاور التي ينشطن فيها" .

أضاف الفنان مينة: "أخوض قضايا الفساد بنزاهة، وتظهر شخصية ضابط الأمن المحب لبلده ومجتمعه حيث أرفض عروضاً بقيمة عالية كي أغض الطرف عن جانب هنا وأمر هناك . . ويكون شعاري ضرب الفساد رغم الضغوط والتهديدات أحياناً" .

ووصف سعد مينة المسلسل بالناجح، والقادر على جعل من تسول له نفسه الإقدام على مشاريع تسخير الخير لخدمة الشر، يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على ذلك .

قالت الفنانة مرح جبر: "ألعب دور زوجة أهملها زوجها، وهي تنتمي لعائلة غنية، ورزقها الله بولدين شاب وفتاة، لكن العائلة مفككة، والروابط الأسرية بين أفرادها ضعيفة، بل متباعدة، فالأب مهمل لعائلته ومنشغل بأعماله الخاصة وأهوائه الشخصية، بينما الزوجة التي أؤدي دورها منشغلة في البحث عن الترفيه وعلاقاتها بصديقاتها، وولداهما كل منهما يغني على ليلاه، الأمر الذي يجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه للمشكلات التي تضربها" .

وتوقعت الفنانة جبر أن يحظى العمل بمتابعة متميزة في الموسم الرمضاني المقبل، خاصة في ظل موضوع يستخدم فيه الخير واجهة لتنفيذ مخططات شريرة .