2014/06/20

انتشرت في الأعمال السورية والمخضرمون يعترضون
انتشرت في الأعمال السورية والمخضرمون يعترضون

 

مظفر إسماعيل – دار الخليج

 

 

تواصل عجلة الدراما في سوريا دورانها رغم تقدم عمر الأزمة في الداخل، بما حملته من مطبات حدّت من حرية العمل فيها، ويتواصل معها تدفق المشكلات والمتاعب والتي يتجلى أبرزها في مسألة الوجوه الجديدة التي تخيف الكثير من متابعي الدراما السورية ومحبيها، والذين وجدوا فيها نقطة ضعف ستظهر في أعمالها عاماً بعد عام .

كثر الحديث في الوسطين الفني والإعلامي من جهة وفي أوساط المتابعين من جهة أخرى حول مدى قدرة تلك الوجوه على سد الفراغ الحاصل في صفوف نجوم الدراما السورية، وتباينت الآراء حول هذه النقطة، فوجد البعض أن الوجوه الجديدة ستكون خير خلف لخير سلف، فيما ذهب البعض الآخر إلى اعتبارها مصدر خطر سينعكس سلباً على خط سير الدراما وسيشكل بداية الانحدار، إذا ما تمت مقارنتها (أي الوجوه الجديدة) بتلك الأسماء التي غادرت سوريا لأسباب خاصة بها .

فنانون كثر ظهروا على الشاشة بعد تفاقم الأزمة ، منهم من أبلى بلاء حسناً من خلال الأعمال التي شاركوا فيها، ومنهم من أدى بشكل سيىء جداً زاد من مخاوف المتشائمين حيال تواجد تلك الأسماء الجديدة بعدد كبير قياساً بالمعتاد، ودفعهم إلى طرح سؤال: هل ستكون الأسماء الجديدة قادرة على مواصلة نجاحات الدراما السورية؟ هذا ما حاولت "الخليج" إيجاد إجابات له من خلال التحقيق التالي . . .

يعتبر الفنان القدير عبد الهادي الصباغ والذي كانت له عشرات المشاركات في أعمال سورية أن الوجوه التي ظهرت مؤخراً وتحديداً خلال سنوات الأزمة أثّرت سلباً في الدراما، كما وصفها بالدّخيلة التي جاءت إلى مكان ليست جديرة به على حد تعبيره، ويضيف: "الدراما السورية تميّزت عبر سنوات طويلة ووصلت إلى درجة عالية من النجاح والتألق بفضل أسماء شكّلت مع مرور السنين نقطة قوة ارتكزت عليها الدراما فيما وصلت إليه، لكن وللأسف الشديد غابت أسماء كثيرة بسبب الوضع الراهن وتوتر البلاد، وغاب معها ذاك البريق الذي كانوا يضيفونه إلى جميع الأعمال التي كانوا يلعبون فيها الأدوار بغض النظر عن أحجامها" .

يتابع الصباع: "بعض القائمين على الدراما وبسبب ميلهم إلى تفضيل مصالحهم الخاصة على حساب إخلاصهم للدراما، عوّضوا تلك الأسماء الرائعة بأسماء وممثلين ليسوا جديرين بلعب أبسط وأقلّ الأدوار تعقيداً، الأمر الذي ظهر واضحاً أثناء عرض الأعمال عبر الشاشة، حيث لاحظ المتابع أثناء عرض المسلسلات الغنية بتلك الأسماء الجديدة، سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو حتى مؤلفين، التفاوت الكبير بين الأداء الذي قدموه وبين أداء الأسماء التي كانت تظهر في الأعوام الماضية، باختصار أقول إن الممثلين الجدد على وجه التحديد والوجوه الجديدة في مجال الدراما على وجه العموم باستثناء قلة قليلة شوّهت الدراما السورية، ما دفعني إلى اعتبارها وصمة عار عليها وسبباً من أسباب انحدارها إن حدث لا قدّر الله، ولا أعتقد أن هؤلاء قادرون على قيادة الدراما السورية إلى الاستمرار في النجاح" .

من جهته يرى الفنان المخضرم حسن عويتي أن الأسماء الجديدة ومهما امتلكت من الموهبة لن تعوض الفراغ الكبير الذي خلّفه الممثلون الذين غادروا سوريا، معتبراً أن نقص الخبرة لدى العاملين في أي مجال ينعكس بكل وضوح على الإنتاج على حد قوله، ويقول: "شاهدت خلال الموسم الماضي تحديداً عدداً كبيراً من الممثلين الذين تواجدوا للمرة الأولى في الدراما السورية، ومن خلال ما شاهدته رأيت أن الوجوه الجديدة استطاعت أن تحقق النجاح الذي هدده غياب عدد كبير من نجوم الدراما السورية الذين سافروا إلى خارج البلاد سواء للعمل أو للراحة، لكن في بعض الأعمال وجدت ثغرات تركها الممثلون الجدد، والسبب برأيي هو افتقادهم للخبرة التي تحتاج إليها دراما "عملاقة" كالدراما السورية، لأنه وكما هو معروف، فإن قلة الخبرة في أي مجال تهدد الإنتاج" .

ويكمل: "كنا نرى الوجوه الجديدة في كل عام لكن بنسبة أقل من النسبة الموجودة في الدراما في السنوات الثلاثة الماضية، كان وجود بعض الجدد بين الأسماء الكبيرة لا يترك أثراً واضحاً نتيجة وجود اسم أو اثنين لا أكثر، لكن في الوقت الحالي نشاهد أعمالاً تقوم كلها على الوجوه الجديدة، وهو الأمر الذي أعتبره بعيداً كل البعد عن المنطق، والسبب برأيي هو الكم الكبير من الأعمال التي يقوم القائمون على الدراما بإنتاجها في العام الواحد، وهذه النوعية من الأعمال يكتب لها الفشل قبل أن تنتج، لكنني أعود وأقول إن وجود بعض الأسماء بين كوكبة كبيرة من النجوم كما هو الحال في معظم الأعمال التي أنتجت في الفترة الماضية لا يشكل خطراً عليها، بل على العكس تماماً، فوجودهم إلى جانب الكبار سيصقل خبرتهم وعندها سيتمكنون من مواصلة المسير وتحقيق النجاح الذي اعتاد عليه الممثل السوري" .

أما الفنانة المتميزة ريم عبد العزيز فتؤكد ضرورة توافر الخبرة لدى أي ممثل حتى يتمكن من أداء الأدوار المسندة إليه بشكل جيد، وترى أن وجود الوجوه الجديدة أمر طبيعي ومعتاد، معتبرة أن قسماً كبيراً منهم ظهر بشكل مخجل في المواسم الثلاثة الماضية .

وتقول: "في كل عام تطل مجموعة من الوجوه الجديدة إلى الوسط الفني في سوريا، ودائماً كانت تلك الوجوه تؤدي بشكل رائع مستفيدة من تواجد أصحاب الخبرة إلى جانبها، ومن الملاحظات والنصائح ذات الأهمية الكبيرة التي كانت تقدم لها، لكن في الفترة الحالية وتحديداً في المواسم الثلاثة الأخيرة، ظهرت أسماء جديدة كثيرة وكانت تؤدي بشكل مخجل لا يليق بدراما الصف الثالث حتى تليق بدراما ممتازة كالدراما السورية، وهذا طبعاً لا ينفي تألق بعض الأسماء الجديدة التي كانت تقدم أداء أكثر من رائع، وبرأيي، نقص الخبرة بدا واضحاً على معظم الأسماء الجديدة والتي كانت سبباً رئيسياً في ظهورهم بشكل سيىء" .

تضيف عبدالعزيز: "تعيش الدراما في سوريا ظروفاً استثنائية تطلّبت منها إظهار بعض الأسماء والوجوه ضعيفة الموهبة، لكن ومع مرور الوقت، وبعودة الوضع إلى ما كان عليه، أعتقد أنهم لن يكونوا موجودين في الوسط الفني السوري الذي لا يقبل بين جدرانه إلا أصحاب المواهب والقيمة الكبيرة، لذلك فنجاح الدراما مستمر ولا يتوقف على الوجوه الجديدة سواء أبلت حسناً أم أساءت الأداء" .

بدورها تعبّر الفنانة القديرة جيانا عيد عن استيائها من كثرة الوجوه الجديدة في الوسط الدرامي، مشيرة إلى أن تطعيم المسلسلات بالأسماء الجديدة وبنسبة بسيطة لا يؤثر سلباً في نجاح الأعمال، وتتابع: "عاب بعض الأعمال السورية في المواسم القليلة الماضية مسألة تواجد وجوه جديدة بنسبة تفوق نسبة وجود الممثلين أصحاب التجربة، وفي بعض الأعمال لا يمكن معرفة أن العمل سوري في حال إسكات صوت التلفاز، وهذا أمر غير منطقي نظراً لأهمية الممثلين السوريين أصحاب الخبرة والذين قدموا عشرات الأعمال الرائعة من جهة، ولقلة خبرة الممثلين الجدد من جهة ثانية" .

تضيف عيد: "أنا لا أقول إن الممثلين الجدد لا يجب إقحامهم في الأعمال، بل أرى أن إدخال اسم أو اثنين إلى عمل ما سيضيف الخبرة إليهم، ولن يسبب الفشل للعمل، وإن استمر الوضع على هذا المنوال، أعتقد أن الدراما ستنحرف عن مسارها نظراً لارتباط مصيرها بأشخاص وممثلين عديمي الخبرة" .