2014/07/23

بوسطة- محمد الأزن

 ما يحكم أجور الممثلين السوريين؛ العرض والطلب

لا يوجد صراع بالمعنى الحقيقي مع شركات الإنتاج الأخرى حول النجوم

أحد النجوم طالب بإجراءات خاصّة لحمايته

لا يمكننا فعل شيء سوى الاستمرار بالعمل

  قدمّت شركة "سما الفن" في موسم دراما رمضان 2014، ثلاثةً من أهم الإنتاجات السوريّة، وأكثرها متابعةً للموسم الحالي، وضمت على قائمة أبطالها نجوماً من الصف الأوّل، إلى جانب العديد من الممثلين السوريين البارزين، والوجوه الجديدة.

إنجاز هذه الأعمال لم يكن سهلاً، حيث تعرضّت طواقم "سما الفن" الفنيّة للخطر أكثر من مرّة، فكيف كانت كواليس تحضيرات الشركة للموسم الرمضاني الحالي؟، هل خاضت صراعاً مع شركات الإنتاج الأخرى لاستقطاب النجوم؟ ما حقيقة ما يقال عن وجود قائمة ممثلين وكتّاب لا تتعامل معهم على خلفية مواقفهم السياسية مما يجري في البلاد؟ وماذا عن طواقم الحماية الأمنية التي لوحظ وجودها في عددٍ من مواقع التصوير هذا العام؟

هذه الأسئلة وغيرها، توجهنا بها لرامز تكريتي المسؤول الإعلامي في شركة "سما الفن"، وكان لنا معه الحوار التالي:

تتميز أعمالكم هذه السنة باستقطاب نخبة من أبرز نجوم الدراما السوريّة، ممن يتقاضون أجوراً عالية.. ما مدى دقّة ما يقال أن أجور أولئك النجوم تستحوذ على معظم ميزانيات الأعمال التي تنتجها شركات الإنتاج عموماً؟

"هذا الكلام لا ينطبق على شركة (سما الفن)، لأنّ ميزانيات الإنتاج لدينا تبقى أعلى مقارنة بالشركات الأخرى المنتجة للدراما السورية، وبالتالي هذه المشكلة لا تبرز فيما نتنتجه من أعمال، وبالمقابل نسعى لتشغيل أكبر عدد من الممثلين المتواجدين

في البلاد، فمثلاً يشارك في (بواب الريح) 9 ممثلين من 12 ممثل هم خريجي الدفعة الأخيرة للمعهد العالي للفنون المسرحية، كما يضم العمل 177 شخصيةّ، مئة منعم يجسدون شخصيّاتٍ رئيسية بالمسلسل.

وما يحكم موضوع الممثلين السوريين وأجورهم؛ العرض والطلب، ولكل ممثل أجره، حسب رصيده الفني، ودوره في العمل، لكننا بالتأكيد لا نعتمد سياسة توزيع أكبر كتلة نقدية من الأجور على النجوم، وإسناد الأدوار الأخرى لممثلين يعتبرون من الصف الثاني، أو الثالث بقصد التوفير."

يقال إنكم تدفعون أجوراً أقل من غيركم ، مقارنةً بشركات الإنتاج الأخرى؟!

"لا أعتقد أن هذا الكلام صحيح، فهذا العام كان يوجد الكثير من الإنتاجات السوريّة، وبالتالي الممثل ليس مضطراً للعمل معنا، إذا أتته عروض أفضل، ورغم ذلك يشارك في الأعمال التي تنتجها (سما الفن) لموسم دراما 2014، أكبر عدد من الممثلين السوريين، بينهم نخبة من أبرز نجوم الدراما السورية."

هل خضتم فعلياً صراع مع شركات الإنتاج المنافسة لاستقطاب النجوم لأعمالكم؟

"ربما نرغب بأن تكون إطلالات النجوم كأبطال للأعمال التي تنتجها (سما الفن) حصريةً قدر الإمكان، إلاّ أننا لا نستطيع فرض ذلك عليهم، لكن لا يوجد صراع بالمعنى الحقيقي مع شركات الإنتاج الأخرى حول ذلك، فعلى سبيل المثال الفنان دريد لحام لم يقدم سوى عمل واحد في موسم 2014، وهو مسلسل (بواب الريح)، ويلعب فيه دور البطولة الفنان غسان مسعود أيضاّ الذي يشارك بمسلسل "حلاوة الروح" من إنتاج لبناني، أما الفنّان بسّام كوسا فشارك في عملين أنتجتهما (غولدن لاين)، لكننا نؤمن بقدرته على تقديم شيء مختلف في "الحقائب/ ضبّوا الشناتي" الذي أنتجته شركتنا لموسم رمضان."

هل لديكم قائمة بممثلين أو كتّاب سوريين لا تتعاملون معهم، على خلفية منعم في التلفزيون السوري، أومواقفهم السياسية مما يحدث في البلاد؟

"ليس لدينا أي مشكلة في هذا الموضوع، وأي كاتب لديه نص جيّد، أو أي ممثل مطلوب لدور في أي عمل من أعمالنا يمكن أن نتعاقد معه، بغض النظر عن الموقف السياسي، بالعكس سعينا للتعاقد مع أحد النجوم المقيمين خارج سوريا، على دور مهم بمسلسل (بواب الريح) هذا العام، لكنّه هو من أعتذر في اللحظات الأخيرة، رغم تقديم كل التسهيلات، والتطمينات اللازمة له."

يقال أنّ هناك كتّاباً لم تتعاملوا معهم بالأصل في "بقعة ضوء" هذا العام، على خلفية مواقفهم السياسية، رغم أنّهم من أبرز كتّاب لوحات السلسلة الانتقادية الشهيرة؟

"من جهتنا أفسحنا مجال الكتابة للجميع، لكن ربما بعضهم لم يكن لديه مزاج للكتابة هذه السنة، أو مشغولين بأعمال أخرى، لكننا لم نرفض نص وردنا من أي كاتب، وهنا ينبغي توضيح ما تردد حول فرض الحكومة علينا عدم التعامل مع كتّاب معينين، والمضحك أن أحدهم ننتج له مسلسل لموسم دراما 2014، وهو الكاتب ممدوح حمادة، وذكر بينهم أيضاً رافي وهبي، الذي تربطه علاقة جيّدة بالشركة، وطلبنا منه الكتابة لـ(بقعة ضوء10)، لكن انشغاله بعمل آخر كتبه هذا العام، ربما حال دون ذلك."

ماذا عن مصاعب التصوير التي تعرضت لها شركة "سما الفن" في إنتاجاتها لموسم دراما 2014؟

"لا شك أننا مررنا بمصاعب كبيرة، لكننا نجحنا في تجاوزها، هذه المصاعب لها علاقة بالدرجة الأولى في الأحداث الدائرة بالبلاد، منها أننا نملك استوديو خاص بالشركة على طريق السويداء، وبعد تجهيز الديكور تقريباً لمسلسل "بواب الريح"، استولى عليه مسلّحون، فاضطررنا استئجار مكان بديل في منطقة أكثر أماناً، ونبني مدينة إنتاج كاملة من الصفر، وفي وقتٍ قياسي، كذلك حدث تفجير على بعد أمتار قليلة من أحد مواقع تصوير (بقعة ضوء) بحي (مشروع دمّر)، وسقطت قذيفة بمحيط موقع التصوير الأساسي لمسلسل (الحقائب/ ضبّوا الشناتي)، وتسببت إحدى شظاياها باحتراق الشادر الذي كان يغطي سقف الموقع، وفي كلتا الحالتين لم يصب أيٌّ من العاملين بأذى، هناك صعوبات أخرى تتعلق بضرورة ترتيب المواعيد قبل فترة طويلة نسبياً من التصوير، بسبب ازدحام الطرقات الذي يمكن أن يتسبب بالتأخير، كما برزت لدينا مشكلة مع بعض الممثلين، سببها إيقاف توقف (بواب الريح) لمدة عشرين يوم، بسبب المشكلة التي ذكرتها لك، وهذا أدى إلى ارتباط بعض الممثلين بأعمال، مع شركات إنتاج أخرى، فواجهنا صعوبات بالتنسيق نوعاً ما."

ماذا عن طواقم الحماية الأمنية التي لوحظ وجودها في أكثر من موقع تصوير لأعمالكم، وفي أعمال شركات أخرى، هل كان هذا بطلبٍ منكم، أم إجراءات حكومية تم اتخاذها لتأمين الفنّانين، والفنيين، لديكم؟

"الحكومة عموماً، تقدّم تسهيلات لدعم صنّاع الدراما السوريّة، وشركات الإنتاج الفنية، لم يكن لدينا حماية أمنية في مواقع التصوير، إلا في حالات قليلة كنا نطلبها أحياناً، خوفاً على حياة الفنّانين والفنيين العاملين معنا، خاصةّ حينما يكون في أماكن مفتوحة، وأحياناً كنّا نطلب الدعم لتنظيم المكان، فعادة ما يتجمّع الناس لرؤية ما يحدث، وهذا ما قد يتسبب بالمشاكل أحياناً."

هل طالب بعض الفنّانين، بإجراءات خاصّة خوفاً على حياتهم في بعض الحالات بمواقع التصوير؟

"غالباً ما كنّا نتحاشى التصوير، في أماكن خطيرة، واخترنا مواقع تصوير آمنة عموماً، حفاظاً على أرواح العاملين معنا، ولكن هناك نجم طالب بإجراءات خاصّة لحمايته، وتجاوبنا مع طلبه، لأّنه كان يقيم خارج البلد، ولديه الكثير من المخاوف، التي اكتشف لاحقاً كونها غير مبررة."

هذه السنة الرابعة من عمر "الأزمة السوريّة"، هل يمكن اعتبارها الأصعب فيما يتعلق بموضوع التصوير بالنسبة لكم؟

" تطورات الأوضاع في البلاد، لا يمكن توقعها، نحن بالنهاية، لا يمكننا فعل شيء سوى الاستمرار بالعمل، نحن موجودون في سوريا، وليس لدينا مهنة أخرى كي نعمل بها، وسنواصل العمل، متحديّن كل المصاعب، أملاً في تقديم ما يعجب المشاهدين."