2014/09/26

نقاشات حامية حول مستقبل الدراما... و"قبنض" يغرق المنصة الرئيسية بالقُبَل.. ويمضي
نقاشات حامية حول مستقبل الدراما... و"قبنض" يغرق المنصة الرئيسية بالقُبَل.. ويمضي

بوسطة- محمد الأزن

كان مخاضاً عسيراً، ساده الكثير من الجدل، وتطلبّ جلداً كبيراً من مديري نقاشات اليوم الثاني لورشة "مستقبل الدراما السوريّة" (25 أيلول/ سبتمبر2014)، جلدٌ، وعملٌ مخلص يستحقّون التحيّة عليه، وخاصّة الجهة المنظمة للورشة، والداعية لها؛ المؤسسة العامّة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، بعامليها، ومديرتها ديانا جبّور.

لم يكن الجدل غائباً في الحقيقة عن مداخلات اليوم الأولّ (24 أيلول/ سبتمبر 2014)، لكّنه كان أكثر صخباً، وعدائيةً أحياناً، بين المشاركين باليوم الثاني، حيث كان يفترض بالجميع تقديم مقترحاتهم، مع سبل الحلول لمشاكل الدراما السوريّة، وصياغتها على شكل توصيات نهائية.

وساهم في توتير الأجواء كثيراً، حضور ممثل نقابة الفنّانين السوريين أسعد عيد، والذي غاب عن جلسات اليوم الأوّل متذرعاً بعدم دعوة النقابة لحضور جلسات الورشة، وهو ما نفته إدارة الجهة الداعية للورشة "المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني"، ودللت على عدم صحتّه بتهيئة مكان للنقيب فاديا خطّاب، بقي فارغاً في غياب حضورها، وملأه عيد بالصخب، معترضاً على كل الانتقادات للنقابة، ومتهماً المؤسسة بخرق قوانينها، ومتحفزاً لإعاقة كل المقترحات التي من شأنها ملء الفراغ، والقصور بدورها، ومنها الدعوة لتأسيس نقابة للمهن الدراميّة، لينسحب في النهاية محتجاً.

من السجالات التي أخذت الكثير من الوقت، موضوع أجور الفنّانين السوريين، وضرورة رفعها، بما يتناسب مع غلاء مستوى المعيشة، وانخفاض القوّة الشرائية لليرة السوريّة، واقتراح إعفاءات ضريبية على تلك الأجور خاصّة للفنّانين اللذين لا يقدمّون أكثر من عمل واحد في السنة، كما نال الحصّة الأكبر من الجدل، تعريف الرقابة، تسميتها، مفهومها، ضرورة وجودها من عدمه، آلياتها، والحدود الملتبسة بين ما هو ممنوع، ومسموح.

وكان هناك اعتراضات أيضاً من الكتّاب الحاضرين؛ على بعض المصطلحات، والتعابير، والتعريفات اللغوية في وثيقة التوصيات.

من بعض تلك المداخلات التي استوقفنا عندها: "نحن لسنا في اجتماع حزبي..." وفقاً لما قال أحد الحاضرين معترضاً على طريقة مداخلات البعض الآخر.

وثمّة أيضاً؛ اعتراض المؤلف الموسيقي طاهر مامللي على إنكار وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لوجود "مشكلة فظيعة" في الدراما السوريّة، حيث أخذ مامللي وقته في الكلام، موجهاً حديثه للوزير، قائلاً: "نحن بحاجة لمقترحات ليس لدعم الدراما، وإنما لإنقاذها، لأنّ الدراما ليست بخير، وهنا أقول إنّ التفاؤل يا سعادة الوزير يبنى على معطيات، المعطيات التي شهدناها من خلال ما قدّم على الشاشات من إنتاج لم يكن على سويّة عالية، ... والسنة القادمة ستكون أسوأ قولاً واحداً، نحن نخوض معركة وجود، وسعادتك إذا لم تكن وقتها وزيراً، فأنا سأبقى موسيقي، والممثل موجود، نحن بحاجة لأن ننقذ وجودنا....، هذا المريض يحتاج إلى عناية مشددة، والعناية بحاجة إلى أطباء، والأطباء موجودون، لكن بحاجة لتفعيلهم."

الكاتبة كوليت بهنا أعاقت مقترحاً طموحاً، يعتبر مطلباً للعديد من الصحفيين السوريين لإصدار مجلة فنيّة مرموقة، ومختصّة بالدراما السوريّة، اعتراضها كان على فكرة كون المجلة ورقية، في حين هي من أنصار البيئة، واقترحت أن يكون البديل إلكترونياً، ليتجاوب الوزير مع اعتراضها بسرعة، مما يعني إعاقة هذا المشروع، ولو مرحلياً.

لكنّ المداخلة الأكثر طرافةً، والتي ساهمت إلى حدٍ ما بتلطيف الأجواء المتوترة، مداخلة المنتج السوري محمد قبنض، فبعد محاولاتٍ متكررة لأخذ زمام الحديث، أحبطتها نداءات بعض الفنّانين الحاضرين: "اسكوت ياحجّي"، "اسكوت يا أبو عبدو"؛ وصل "الحجي" أخيراً للميكرفون، ليلقي خطبةً عصماء؛ أكّد فيها على أن الدراما السوريّة بخير، وصنّاعها أبطال بما ينجزونه وسط الظروف التي تشهدها سوريا، وأشفق قبنض لحال الفنّانين المجبرين على البقاء في البلاد، بسبب صعوبة حصولهم على "فيزا"، بينما هو يتمتع بنعمة الجنسية الأخرى التي تمكنّه من السفر حيث شاء، طالب "أبو عبدو" الحضور بالتصفيق لكلامه ممتدحاً بطولات الجميع، اعترض على موضوع رفع أجور الفنّانين السوريين، وتباهى بتوقيعه مؤخراً خمسة عقود مع فنّانين مصريين، بما يعادل أجر فنّان سوري واحد، دافع عن خياره ببيع مسلسل "طوق البنات" الموسم الفائت لتلفزيون "المستقبل"، ولو على حساب "دم القرود"، قالها بانفعال، أغذق التحيّات على الحضور، أغرق الجالسين على المنصّة الرئيسية للورشة بالقبل... ومضى.