2014/10/19

عميد الدراما السورية  تيسير السعدي قدم "شهادته الأخيرة" بها
عميد الدراما السورية تيسير السعدي قدم "شهادته الأخيرة" بها

نجدة أنزور صاحب الانقلاب الأول ..

"الإنتظار" عمل متكامل وبرأيي هو الأفضل ..

"باب الحارة" خرب مسيرة الصعود ولم يأت بالجديد ..

 

خاص بوسطة – علي المحمد

بعد زيارة الفنانين لمنزل الراحل تيسير السعدي في تشرين الثاني/نوفمبر 2010، التقت "بوسطة" الفنان الكبير، تحدث حينها عن رأيه بما وصلت إليه الدراما السورية. وقص بعض ذكرياته القديمة كما عاتب الفنانين جميعاً بسبب تجاهله بعد تقاعده لأكثر من ثلاثين عاماً انتهت بتلك الزيارة في العام 2010.

الحديث التالي للفنان الراحل :

قيل لي الكثير حول ما حققته الدراما السورية في الأعوام الأخيرة .. وبرأيي أنكم أنجزتم شياً رائعاً ولكن لاداعي للحديث كثيراً عن ذلك، فالمسؤولية الآن أصبحت أكبر ومن واجبكم دفعها قدماً إلى الأمام وعدم التوقف هنا.

إذا عدنا للبدايات القريبة فالذي قام بهذه النقلة أولاً وصاحب الإنقلاب الأول في الدراما السورية هو المخرج نجدة أنزور بعد عمله "نهاية رجل شجاع" أدهشنا حينها.

وبدأت الدراما بعدها بالصعود ولكن لم تخلو مسيرتها من بعض الأعمال التي خربت هذا كـ "باب الحارة" فلا يجوز أن يستمر العمل لأربعة أجزاء متتالية وكان من الأفضل لو قدم الجزء الثاني بقصة مختلفة مثلاً.. وهناك أمرٌ آخر حول هذا العمل؛ البيئة التي يقدمها أنا كنت من معاصريها، وليست كذلك أبداً .. ومعظم الشخصيات التي يقدمها كنت قد قدمتها أنا قبلاً عبر تمثيليلاتي وأكثر منها حتى فهذا العمل لم يأت بالجديد.

من الأعمال التي أعجبتني هناك مسلسل "الانتظار" (إخراج الليث حجو تأليف نجيب نصير وحسن سامي يوسف) جذبني هذا العمل من مشهد واحد، وأحببته جداً، أستطيع القول أنه أكثر الأعمال تميزاً حتى الآن. والسبب أن الخط الدرامي للعمل متصل مع بعضه بسلاسة حتى النهاية، وجميع شخصيات العمل مقنعة ورائعة.

تابعت أيضاً مسلسل "أسعد الوراق" ولكن الذي يعرف النسخة القديمة من العمل (أدى بطولتها الفنان هاني الروماني) لن يقتنع بالنسخة الجديدة (أدى بطولتها تيم حسن) وذلك ليس له علاقة

بـ تيم حسن فأنا أحبه جداً أكثر من جميع الممثلين. ولكن شخصية "أسعد الوراق" خُلِقت للفنان هاني الروماني. ولو كنت مكان تيم لن آخذ هذا الدور.

الدراما تطورت جداً أذكر أنه قبل الوحدة (السورية المصرية) كنا نرجو الحكومات المتعاقبة لإنشاء مديرية للفنون فقط؛ و لم يحدث ذلك. ولكن بعد الوحدة جاء التليفزيون وتشكلت النقابة واهتموا بالدراما وأنشؤوا المسارح حتى دار الأوبرا الموجودة اليوم وضع أساسها أيام الوحدة. فمصر ركزت على سوريا أيام الوحدة بالنسبة لموضوع الحركة الفنية.

وأنا من الناس الذين يشعرون بأهمية هذه المنجزات فقد عملت على زمن "الشمعة" حين لم يكن هناك أحد بعد. أيام كنا لا نُسجل بالنفوس إلا وقت دخول المدارس ونحدد أوقات ولاداتنا بالأحداث الهامة حينها فأنا مثلاً ولدت عند دخول قوات الشريف حسين إلى دمشق أي عام (1917- 1918) لذلك لا أعرف يوم ولادتي ولا برجي ولا أي شيء من ذلك .

كل شيء تغير أذكر أيام بناء فندق أمية الكبير كنا ننظر إليه على أنه ناطحة سحاب فكل بيوت دمشق كانت قديمة. الآن هناك تقدم حضاري ولكن بالماضي كان الناس أكثر طيبة، اليوم هناك الكثير من الناس تزورني وتحبني وأنا أحبهم جميعاً ولكنني لأكثر من ثلاثين عاماً بعد تقاعدي لم أرى فناناً واحدا.ً

هناك أمر آخر أستغربه عدة مرات حضر صحفيون إلى منزلي وأجروا معي لقاءات وصوروني لفترات طويلة منها قناة "الجزيرة" والتلفزيون السوري ولكنني لم أرى شيئاً من ذلك على تلك المحطات.. هل السبب أنني لم أتكلم جيداً؟ .. ربما لم يعجبهم حديثي فلم يأخذوا منه شيئاً.

واليوم أسعدتني جداً زيارة الفنانين لمنزلي تفاجأت عند فتح الباب؛ العديد من الفنانين وجميعهم من أفضل الفنانين وكذلك معظمهم طويلي القامة. أدهشني ذلك.

أنا لا أرى وجهي في المرآة هل شوهني العمر الطويل فأحياناً أقول لنفسي من الجيد أنني لا أرى فالمرء عندما يكبر تصبح هيئته غير جيدة.

الحب هو الذي يعطيك هذا الوجه النضر والنظرة الجميلة ليس هناك شيء كالحب.