2014/10/26

"طائفية وعنصرية" وجو من "الإنترتيمنت" على صفحة "أراب آيدول"
"طائفية وعنصرية" وجو من "الإنترتيمنت" على صفحة "أراب آيدول"

 

بوسطة – علي المحمد

شهدت حلقة السبت 25 تشرين الأول/أكتوبر من برنامج "آراب آيدول" (تبثه قناة MBC1) خروج المشتركة السورية سهر أبو شروف بسبب عدم حصولها على نسبة عالية من التصويت قبل أن تغني مقابل المشترك الإماراتي للتنافس على البطاقة الذهبية التي تمنحها لجنة التحكيم (المكونة من الفنانة الإماراتية أحلام، واللبنانيين وائل كفوري ونانسي عجرم، والموزع الموسيقي المصري حسن الشافعي) وكانت النتيجة أن اعتذرت أحلام عن إعطاءها لأي من المشتركين، أما نانسي وحسن الشافعي فلم يرغبا بإعطاء البطاقة لأي من المتنافسين كي "لا يظلموا أحداً منهما". وبالتالي خسر المتسابقان فرصة البقاء في البرنامج لأن القوانين تنص على حصول المتسابق على صوت اثنين من لجنة التحكيم للخروج من دائرة الخطر.

الملفت أن سهر نالت الكثير من الإعجاب والإطراء من قبل لجنة التحكيم منذ الحلقات الأولى إلا أنها خرجت في مرحلة مبكرة من عمر البرنامج، ولكن ردود الفعل على صفحة "Arab Idol" على فيس بوك كانت أكثر غرابة، فالمئات من معجبي البرنامج لم يرق لهم خروج المتسابقة السورية، واعتبر بعض مواطنيها أن اللجنة "تحاملت على سهر لأنها سورية فقط وكان الأجدر بها إخراج المتسابقة الفلسطينية أو المشترك الجزائري فهما لا يقارنان بسهر"، وبدأ بعدها سيل من الردود والشتائم بين معجبي البرنامج؛ دافع عبرها العديد من "المعلقين" عن مواطنيهم بعنصرية قل نظيرها وباستماتة وصلت ببعضهم إلى حد الاتفاق على موعد لحل الخلاف بـ "شجار" يقنع فيه المنتصر الآخر بصوابية رأيه.

ولم تكن لجنة التحكيم بعيدةً عن جوِّ التسلية على صفحة برنامجها، ونالت الكثير من الشتائم التي كان بعضها اعتيادياً كـ "لجنة التحكيم خاضعة لسيطرة تمويل خليجي وإرهاب أحد أعضاء اللجنة المريضة والمعقدة نفسياً" في إشارة إلى أحلام التي تنال دائماً ومنذ الجزء الأول لهذا البرنامج حصة الأسد من شتائم السوريين وسخريتهم.

والبعض الآخر تناول تعليقات وائل ونانسي خلال الحلقة، فقبل أن تبدي نانسي رأيها بأداء سهر والمتسابق الإماراتي؛ وجهت تحية للجيش اللبناني وضحاياه الذين سقطوا خلال المعارك التي يخوضها حالياً، وحذا وائل حذوها ليوجه تحية لجيش بلاده "المؤسسة التي ينتمي إليها" قبل أن تهمس له أحلام ويضيف وائل محيّياً جيوش مصر واليمن وليبيا والعراق، وذلك ما استفز الكثير من السوريين الذين اتهموا وائل كفوري بـ " التجاهل المتعمد لسوريا وجيشها"، ولم تخلو التعليقات التالية من الشتائم بين "الأخوة العرب" لتتحول صفحة "محبوب العرب" إلى منبر للطائفية والعنصرية.

لعل ذلك يبرر لأحد المعلقين التساؤل "كيف تريدون من متسابق أن ينجح وأن ينتقل إلى الأدوار النهائية إذا كان أمر النجاح يتحكم به مجتمع عربي لا يفقه شيئاً بالفن والموسيقى والغناء؛ وإنما تحركه غرائز العنصرية والطائفية والقومية". وربما يبرر لآخرين التساؤل من ناحية ثانية عن "براءة تقديم مثل هذه البرامج التي تزيد العنصرية والشقاق"، وأكثر من ذلك يحق لأحدهم السخرية مما يجري في المجتمع الافتراضي العربي بالقول "طوبى لأمة تحمل تعامت عن مشاكلها الاجتماعية والسياسية والنفسية وجعلت من برنامج للمواهب الهدف والقضية".