2014/11/05

"هوب... هوب"... نزلنّي عند مسرح "الحمرا" ... لأحضر هالعرض
"هوب... هوب"... نزلنّي عند مسرح "الحمرا" ... لأحضر هالعرض

بوسطة- محمد الأزن

"هوب... هوب".. أنت لست في كراج "العباسيين" الشهير بدمشق قاصداً تلك الحافلات "السكانيا" الشهيرة انطلاقاً إلى الشمال، كما أنّك لست على متن أي وسيلة نقلٍ أخرى في العاصمة، تطلب توقفاً سريعاً من السائق، لأنك وصلت إلى حيث تريد..

أنت في مكانٍ مختلفٍ تماماً، لن يتداعى إلى ذهنك مطلقاً، عند ذكر هذه العبارة السوريّة الرائجة جداً "هوب هوب"؛ في مسرح "الحمراء" ، تنتظر وسط الحضور، بدايةٍ عرضٍ مسرحي، يفاجئك صنّاعة بأول صعودٍ على الخشبة، أنه انتهى، ها هم يحييونك بصفتك من الجمهور، وستدخل اللعبة معهم، وتصفق لهم، وإذا بالعرض يبدأ فعلياً من هذه اللحظة...

متعهد حفلات، يهنئ المخرج على ما قدّمه، ويعدُ صنّاعه، بفتح أبواب المجد، هذا العرض الذي انتهى للتو سيكون تحت أضواء أمريكا، ولكن ذلك يتطلب بعض التعديلات؟؟؟

بالتأكيد... يوافق المخرج المتعطش للشهرة على ذلك، ويقنع الكاتب بإضافة التعديلات المطلوبة... لمسات تراثية، وأخرى تتعلق بالمصطلحات، قد يجتمع فيها التكفيري مع الزنديق... لا يهم، لكنهّا في النهاية ستكون على مقاس الآخر الذي سنتوجه له، أملاً بالفوز بما يرضي ذائقته، ويمحو تهمة الإرهاب عنّا، نحن أبناء هذا الشرق البائس... وبالتالي لن يكون الأمريكي، شريراً، أو طمّاعاً، طالما أنّه الجمهور المستهدف.

تعديلاتٌ، وتعديلات تفقد الكاتب صوابه، لكنّها ستتم بأي ثمن، حتى لو تغيرّت مقولة العرض بالكامل... وما أن تنتهي التعديلات... حتى يتغير الجمهور، بتغيّر وجهة متعهد الحفلات... فكيف إذا كان الجمهور المستهدف الجديد روسيّاً..

سؤالٌ معلق يتركه صنّاع "هوب هوب"، بعد عرضٍ مفتوحٍ على قائمة لا تنتهي من الدلالات، قد يكون بينها، الغمز من قناة المحللين السياسيين الذين تفرّخهم المحطّات الإخبارية كل يوم، حيث تكون تجارة المصطلحات، وابتداعها، وتحويرها حرفتهم الأبرز.

دعوةٌ للتوقف السريع إزاء ما يجري..

ودعوة من "بوسطة" لحضور هذا العرض الذي يقدّم على خشبة مسرح "الحمراء"، اعتباراً من 1- 11-2014... يومياً ماعدا الجمعة، الساعة الخامسة مساءً.

"هوب هوب": عن نص "الجزيرة القرمزية" لـ ميخائيل بولغاكوف، اقتباس جوان جان، إخراج د. عجاج سليم.

تمثيل: محمد خير الجرّاح، كفاح الخوص، أسامة الحفيري، محمد حمادة، نجاح مختار، طارق عبدو، مي السليم، مهران نعمو، فادي حموي، نور الحسيني، مجد الحفيري، خوشناف ظاظا.

الفنيّون:

تصميم ديكور: د. سمير أبو زينة، موسيقا: سيمون مريش، تصميم إضاءة: بسام حميدي، تصميم إعلاني: وليم وطفة، تنفيذ الديكور والملابس: وليم وطفة، سحر الهندي، وعد الشيخ قويدر، تنفيذ إضاءة: عماد حنّوش، تنفيذ الصوت: إياد عبد المجيد، مدير المنصّة: سمير أبو عسّاف، مكياج: سلوى حنّا، مساعد إخراج: خوشناف ظاظا.

إخراج: د. عجاج سليم