2015/02/25

سامي الجنادي : ما يحدث الآن أكبر بكثير من أن يقدمه عمل درامي
سامي الجنادي : ما يحدث الآن أكبر بكثير من أن يقدمه عمل درامي

بوسطة - متابعة

يتابع المخرج سامي الجنادي تصوير مسلسله الجديد "دامسكو" (تأليف سليمان عبد العزيز، سيناريو وحوار عثمان جحى)، وإنتاج (المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي)، في دمشق.

ورغم أعماله العديدة يراهن الجنادي في حديثه لصحيفة "الثورة" السورية على "دامسكو" معتبراً أنه "العمل الأول الذي سيتعرف من خلاله الجمهور السوري عليّ، فمنذ زمن لم يُعرض لي عمل هنا وبذلك يكون هذا المسلسل وكأنه إعادة للعلاقة فيما بيني وبين الجمهور".

يدخل "دامسكو" إلى عوالم واحدة من المهن الأصيلة في دمشق وهي مهنة الموزاييك، عبر قصة بطل العمل "مختار" (أيمن زيدان) الذي يصفه الجنادي بالقول "هو في الوقت نفسه رومانسي ودونكيشوت وواقعي وإنسان من لحم ودم، فلا يمكنك إلا أن تكون حالماً وصاحب رغبات وطموح .. فشخصية مختار كبناء درامي تأتي انفعالاتها نتيجة تلقيها لمشكلات الآخرين، فمشكلاته داخلية أكثر منها صراع مع الشخصيات".

ويبتعد العمل عن أية إسقاطاتٍ على الأزمة الراهنة فأحداثه تنتهي في عام 2010، ويعتبره الجنادي "محاولة بحث أكثر منها ادعاء بأننا نحلل الأزمة وأسبابها وتداعياتها، وتتجلى المحاولة عبر بعض جوانب العمل في أن يحمل واحدة من الأسباب التي أوصلتنا لما نحن عليه اليوم".

ولكن مخرج (رجل الانقلابات) يؤكد في الوقت نفسه أن "دامسكو" يشكل امتداداً زمنياً لما يجري اليوم لأنه "ليس ببعيد عنه، وبالتالي لم نستغرق في حكايات بعيدة عن هموم الواقع ومشكلاته". يدرك الجنادي أن ذاكرة الجمهور في هذه الفترة من الزمن "مهشّمة وضعيفة وقد أصابها نوع من التلف" ولكنه لا يجد ذلك عائقاً فـ "من الممكن أن أقدم حكاية تجري أحداثها في القرن التاسع عشر في حين أنها تعني الآن أكثر بكثير"،

ويضيف "قيمة العمل الدرامي في البنية العميقة لما يريد قوله وليس بشكله الخارجي وما يبدو على السطح".

ويستبعد سامي الجنادي إمكانية محاكاة مايجري في سوريا من خلال عمل درامي باعتبار "ما يحدث الآن أكبر بكثير من أن يستطيع عمل درامي تلفزيوني تقديمه"، ويعلق "لا يجوز لي إعطاء حكم قيمة عما يقدمه الزملاء فهذا حق طبيعي ومشروع ويمكن أن يكون أعلى صدقية، وأتمنى ذلك". وتابع بالقول "هناك مخرجون من حقهم تقديم قصص حقيقية وواقعية عما يحدث الآن ويعتقدون أنهم ينجزون عملاً فاعلاً ومنفعلاً مع محيطهم الاجتماعي".