2015/03/12

سلاف فواخرجي من مسلسل (بانتظار الياسمين)
سلاف فواخرجي من مسلسل (بانتظار الياسمين)

السفير - روز سليمان

امرأة وطفلاها بلا سكن. زوج يخرج ليشتري الخبز ولا يعود. تُخطف طفلة. تُسرق أعضاء. تُغتصب امرأة. تلك تفاصيل تشكّل حاملاً موضوعياً لحبكة درامية، تحاكي واقع النزوح الذي يعيشه السوريّون كلّ يوم في الحرب.

داخل حديقة عامّة في منطقة مشروع دمِّر في دمشق، يكسر الطقس الربيعي قساوة الحدث. هنا في هذا المكان البعيد عن مظاهر القتل والدمار، يعمل المخرج سمير حسين على استكمال تصوير مسلسل «بانتظار الياسمين»، كتابة أسامة كوكش وإنتاج شركة «إي بي سي».
الكاميرا مثبّتة في مواجهة الخيمة، تلاحق ملامح سلاف فواخرجي المتعبة. تلعب الممثلة السوريّة هنا دور لمى، أمّ مهجّرة لطفلين، هما سهيل ونور، تعيش على أمل عودة زوجها تيم. ترى فواخرجي في الشخصيّة نموذجاً للمرأة السوريّة. تقول لـ «السفير»: «البشاعة موجودة دائماً، لكن في لحظات كثيرة لا نفقد الأمل، ولا نفقد الحبّ، فهو موجود حولنا إذا امتلكنا الاستعداد لاستقباله». وتضيف: «في الحرب لا مكان للأماني الشخصيّة، وكلّ ما ينتظره السوريّون أنتظره أنا، الجميع يريد للحياة أن تعود إلى سوريا». نسأل فواخرجي إن كان من الممكن اليوم تقديم دراما بعيدة عن إسقاطات سياسيَّة، تقول: «نحن في بلد تعيش الحرب، وأعتقد أنّ تناول الإنسان في الأعمال الدراميّة، أهمّ من أيّ تناول آخر، والإسقاطات السياسيّة موجودة بكلّ لحظة في حياتنا، فلا شيء واضح حتى اللحظة، لكن ما يمكن أن يكون واضحاً مثلاً هو كيف أنَّه لم يكن أحد يموت جوعاً في البلد، وأصبح أناس كثيرون يموتون جوعاً».

تشارك فواخرجي في بطولة العمل بجانب الممثلين غسّان مسعود، وأيمن رضا، وشكران مرتجى، وصباح الجزائري، ومحمد حداقي، وأحمد الأحمد، ومحمود نصر، وسامر اسماعيل ، ومحمد قنوع، وحلا رجب، وروزينا لاذقاني، وخالد القيش ، وجمال شقير، وجوان خضر، ومرح جبر ، ودانة جبر، ونادين خوري، وزهير رمضان، وجيانا عيد، وحسام تحسين بيك، وعلي كريم ...
في موقع التصوير، ينشغل أيمن رضا في قراءة دوره البعيد عن أعماله الكوميديّة. يلعب دور رجل أمن يحمل لقب أبو الشوق، يمارس حقارته على النازحين المقيمين في الحديقة. وعن الجديد في تصدّيه لدور مماثل، يقول رضا لـ «السفير»: «أحاول إيجاد معادل إنساني لهذه الشخصيّة، والبحث عن الأسباب التي تولّد هذا النوع من النماذج». وعن تجسيده في الفترة الأخيرة أدواراً خارج الإطار الكوميدي، يقول رضا: «أنا في النهاية ممثّل ولست ممثّلاً كوميدياً أو تراجيدياً، فنان أتعامل مع الشخصيّة بطريقة أكاديميّة واقعيّة، في محاولة لإيجاد معادل للحالة التمثيلية أمام الجمهور».
انطلق تصوير «بانتظار الياسمين» في كانون الثاني/ يناير الماضي، ويشرف الآن على نهايته. يسير العمل وفق ما هو مخطّط له مع وجود بعض الصعوبات، فثمانون في المئة من مشاهده خارجية، وخمسون في المئة منها تمّ تصويرها في تلك الحديقة. يقول المخرج سمير حسين لـ»السفير»: «مواقع التصوير في الحقيقة صعبة جداً، فالموقع الأساسي هو حديقة كبيرة تجمّع فيها مهجّرون أتوا من عدّة أماكن ساخنة». ويؤكد حسين أن حكاية العمل ذات اتجاه إنساني بالمطلق، ولا يحمل أي نوع من الإسقاط السياسي. «في هذه المرحلة على الدراما أن تطرح قضايا إنسانيّة اجتماعيةّ، ومن اللحظات الأولى لكتابة العمل ذهب الكاتب باتجاه حكايات حدثت منذ بداية الحرب، وما زالت تحدث وللأسف، وربما ستحدث لاحقاً».
حركة الكاميرا والإضاءة ومعظم العناصر الفنية اختيرت بطريقة تحاكي رؤية الناس الواقعية لما يحدث، لكن ألا يأخذ «بانتظار الياسمين» اتجاهاً انطباعياً عاطفياً، خصوصاً في عنوانه؟ يقول حسين: «إذا ذهب العمل باتجاه تسمية تحاكي الواقع، فسيكون هناك ملايين الأسماء التي من الممكن أن تأخذ طابعاً متشائماً. لذلك يأتي العنوان كنوع من التخفيف من قساوة المضمون، كمحاولة أمل بأن يكون القادم أجمل».