2015/04/06

عبد الرحمن قويدر من مسلسل "بنت الشهبندر"
عبد الرحمن قويدر من مسلسل "بنت الشهبندر"

ذات يوم، دخل النجم السوري جمال سليمان على طلاّب السنة الأولى في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق حاملاً بيده كرة، وطلب من الجميع أن يدوّروها في ما بينهم على أن ينادي كل واحد باسم زميله قبل أن يرمي له الكرة.
التمرين المرح نفّذ من أجل أن تحفظ الدفعة أسماء بعضها سريعاً. حينها طلب سليمان من طلابه أن يشركوه في التمرين وينادوه باسمه من دون ألقاب ملّ منها خارج أسوار المعهد. دارت الكرة بين الجميع وكانت كلما وصلت إلى عبد الرحمن قويدر (الصورة)، صرخ بلهجة سرغايا (قريته الكائنة في ريف دمشق) «جمال» قبل أن يرمي له الكرة متباهياً بما حصده من رفع كلفة مع أبرز نجوم سوريا! لكن بعد دقائق، أوقف نجم «التغريبة الفلسطينية» اللعبة وقال لتلميذه المشاكس بلهجة ساخرة «انت تحديداً بتقول أستاذ جمال».

لاحقاً، صار الطالب مقرباً من أستاذه ومن جميع زملائه إلى أن تخرج وشق طريقه نحو العشرات من المسلسلات الدرامية بجهد واضح وإصرار دؤوب. في الموسمين السابقين، حقق نقلة نوعية مستفيداً من قراره الشجاع بالاعتصام في دمشق مهما كلفه الأمر. هكذا، لعب أدوراً هامة في أكثر من سبعة مسلسلات وأعاد هذا العام الكرّة حتى لقب بـ «نجم الأزمة» وفق ما يقول في حواره مع «الأخبار». ويضيف «أرفض هذه التسمية لأن حضوري هو ذاته، صحيح أنني بت ألعب أدواراً متنوعة أكثر من قبل، لكن المساحة والحجم ذاتهما، وهذا رصيد تراكمي نتيجة سنوات من الدراسة والمواظبة على مهنة تحتل المساحة المطلقة في حياتي». يدور الحديث بينما ينهي الممثل الشاب دوره في مسلسل «بنت الشهبندر» لـهوزان عكو وسيف الدين السبيعي ويعتبر أنه أول أدوار البطولة التي تسند إليه في حياته. يعرّفنا عن هذا الدور بالقول: «ألعب شخصية حنا وهو حداد منعه حمل زوجته من طلاقها. وذات مرّة دخل إلى بيته وسمع صوت رجل، فسارع إلى قتلها ظنّاً منه أنّها تخونه. لكن المفاجأة أنّ من كان في زيارتها هو شقيقها. على هذه الحال يندم الرجل ويهجر المنزل نحو الكنائس، بحثاً عن المغفرة وراحة الضمير، حتى يلتقي بالزعيم «أبو راغب» الذي يسمع قصّته ويشفق عليه ويأخذه للعيش عنده». لكن هل تبني لشخصيتك كاركتيراً خاصاً أم أنك تستعير حضورها من شخصية حياتية أو متخيلة؟ يجيب: «لا يمكن البت في الموضوع دون الاعتماد على المشاهد الأساسية للشخصية التي تظهر امكانية بناء كاركتير». سبق لقويدر أن قدم مجموعة تجارب مع المخرج سيف الدين السبعي، فما سر العلاقة مع مخرج «الحصرم الشامي»؟ ولماذا يفضله اختياره دائماً؟ يرد: « منذ تخرجي من المعهد، قدمت حوالي 8 مسلسلات مع سيف الدين السبيعي وهو أكثر مخرج يمنحني راحة ومساحة للتعبير بكل أدواتي، لدى وقوفي أمام كاميرته، وكما يقول صديقنا عبد المنعم عمايري يوجد «كيمياء بيننا»

أما عن وقوفه في مواجهة نجوم لامعين كـ سلافة معمار قصي خولي وقيس الشيخ نجيب في هذا العمل، فيقول: «هذا يساعدنا للانتشار أكثر بداعي حضورهم وجماهيريتهم. سبق لي أن عملت مع قصي خولي في مجموعة أدوار، وكان بمثابة خبير يعرف كيف يمنح الفائدة لشريكه». بعيداً عن هذا العمل، يقدم الممثل السوري مجموعة أدوار أخرى منها دوره في «في ظروف غامضة» لـفادي قوشقجي والمثنى صبح. وعن هذا الدور يقول: «منحني المخرج دوراً مختلفاً عن كل ما جسدته معه سابقاً، وهنا ألعب دور كريم شاب وسيم بفضل الماكياج طبعاً (يضحك) تصل إليه معلومة لها علاقة بالجريمة التي تدور حولها القصة، فيحرص على التكتّم عليها لوقت مناسب ليحين وقت تسلميها لصاحبة العلاقة». أما في «حارة المشرقة» لأيمن الدقر وناجي طعمي، فيلعب دور صحافي سوري يعيش في لندن يتواصل مع فتاة تعاني من إعاقة في السمع والكلام وتخفي عنه ذلك حتى يصل إلى مفاتيح قضية قتل علماء سوريين في حمص، فيسارع للتواصل مع السفارة السورية في لندن لكشف ملابسات القضية قبل أن يعود إلى سوريا.
من جهة ثانية يلعب قويدر دوراً خاصاً في مسلسل «عناية مشددة» كتابة يامن الحجلي وعلي وجيه وإخراج أحمد إبراهيم أحمد. عن هذا الدور، يشرح: «ألعب دور شاب يتهم أنه الرجل البخاخ الذي يطلي الجدران بالشعارات المناهضة للسلطة، فيتم اعتقاله. وبعد خروجه، يحاول البحث عن غريمه للقصاص منه». إلى جانب ذلك يجسد دوره في «باب الحارة7» للمخرج عزام فوق العادة وسيتسع حضوره في الجزء الجديد.