2015/04/11

نادين نسيب نجيم ويوسف الخال من مسلسل "لو"
نادين نسيب نجيم ويوسف الخال من مسلسل "لو"

الأخبار - وسام كنعان

منذ أن وطئت قدم الدراما السورية أرض لبنان، بدت علائم العافية تطرق باب الدراما اللبنانية. الفكرة انطلقت قبل الأزمة السورية، وتحديداً باقتراح من المنتج الراحل أديب خير بتقديم «سوب أوبرا» عربية تكون بديلاً موضوعياً للأعمال المدبلجة. وبالفعل تمكّنت فكرته من غزو المحطات وتحقيق نجاح جماهيري في مسلسل «روبي» (كتابة كلوديا مرشليان وإخراج رامي حنا)، ولعب بطولته مكسيم خليل وسيرين عبد النور، وحوّلهما إلى ثنائي مكرّس تطالب به الفضائيات.

على هذا النحو، قدم الثنائي مسلسل «سيرة حب» (تأليف محمد رشاد العربي وإخراج محمد العدل) العام الماضي. وبعد ذلك كرّت سبحة أعمال مشابهة، فيما أسهمت تداعيات الحرب السورية، ونزوح نجوم الشام نحو بيروت في إحداث نشوة إضافية للمسلسل اللبناني. فقد وجد نجوم سوريا ومنتجوها أن بيروت مكان صالح لإنجاز مشاريعهم، وفرصة سانحة لاستثمار الممثل اللبناني للإسهام في إعطاء صفة عربية على أعمالهم ونكهة واقعية. إذ ليس من الممكن أن نتابع عملاً سورياً لشخصيات تعيش في لبنان من دون أن يلتقي أبطال العمل بشخصيات من أهل البلد.

لخّصت النجمة سلافة معمار الحالة عندما قالت في حوار لـ«الأخبار» إنّ «المنفعة عمّت على الجميع، والفائدة متبادلة بين جميع الأطراف. فكما وجد الفنان السوري مكاناً لتجاربه ولاستمرار حضوره الدرامي عبر الفضاء العربي، كذلك أسهم من خلال تجاربه تلك في انتشار الدراما اللبنانية واتساع شهرة الممثلين اللبنانيين» (الأخبار 21/3/2015). فجاءت ردود بعض المغالين على الكلام متهمة كلام صاحبته بأنه مصلحة شخصية، والتكهن بأن الأعمال اللبنانية وحدها استفادت من الخبرات السورية دون أن تعود أيّ فائدة على الدراما السورية. لكن يجدر القول بأنه لولا الهدوء النسبي الذي ينعم به لبنان وغياب العراقيل العملية في انتقال عمل الممثلين السورين إليها، لشهدنا تراجعاً حادّاً في الصناعة الدمشقية الأكثر جماهيرية في العالم العربي، إضافة إلى ذلك لما حظيت المسلسلات اللبنانية وبعض ممثليها بانطلاقة على مستوى العالم العربي، ولما سجّلت حضوراً واضحاً في سوق الفضائيات. وإن سبق لبعض الممثلين اللبنانيين أن اشتهروا في الدراما السورية سابقاً، أمثال أحمد الزين، رفيق علي أحمد، بيار داغر، عمار شلق، ومجدي مشموشي فقد عادت الحالة لتتوسع هذه المرة في أعمال سورية صوّرت في بيروت.

هكذا، أطلقت أعمال مثل «الولادة من الخاصرة 3» (سامر رضوان وسيف الدين السبيعي)، و«سنعود بعد قليل» (رافي وهبي والليث حجو) شهرة نادين الراسي، ثم تكرّست نجوميتها في «الإخوة» (تأليف محمد أبو اللبن ولواء يازجي وإخراج سيف الدين السبيعي وحسام الرنتيسي). كذلك ساعد مسلسل «لعبة الموت» (لريم حنا والليث حجو) في مزيد من الشهرة لسيرين عبد النور. فيما عمّت الفائدة في «لو» (لـبلال شحادات وسامر برقاوي) على المسلسل اللبناني ككل من خلال المخرج والنجم السوري عابد فهد الذي لعب بطولته فوجد «لو» فرصة تسويق قوية عربياً. ودوّن كل من نادين نسيب نجيم ويوسف الخال وسارة أبي كنعان حضورهم العربي.

أما «علاقات خاصة» (لنور الشيشكلي ورشا شربتجي) فقد بدأ منذ عرضه (osn- lbci) بتعريف الجمهور العربي إلى ممثلين لبنانيين هم: طوني عيسى وميرفا القاضي. أما في الموسم القادم، فسنشاهد تجارب مماثلة في المسلسل المشترك «بنت الشهبندر» (لـهوزان عكو وسيف الدين السبيعي) بطولة قصي خولي، سلافة معمار، أحمد الزين، وفادي إبراهيم. كذلك ستتكرّر الحالة في «24 قيراط» (لريم حنا والليث حجو) بطولة عابد فهد وسيرين عبد النور. ثم تعاد تجربة «لو» في مسلسل «تشيللو» (لـنجيب نصير وسامر البرقاوي) بطولة تيم حسن، نادين نسيب نجيم، ويوسف الخال. فيما يستغلّ مسلسل «قصة حبّ» (لنادين جابر وفيليب أسمر) نجومية السوري باسل خياط الذي يلعب دور البطولة. الحالة بعينها تتكرّر مع مسلسل «سوا» للكاتبة رينيه فرنكوديس وإخراج شارل شلالا، بحضور ممثل بحجم عبد المنعم عمايري. بغض النظر عن بعض الخلافات الفنية التي نشبت بين نجوم الجارتين في الفترة الأخيرة ورغبة بعض الأقلام بصبّ الزيت على النار، فإن الحالة تعتبر بمثابة شراكة تكاملية يزيد نجاحها من الحضور الفني الراقي. على أمل أن تتمكّن الدراما من محو ما خلّفته السياسية من خراب بين البلدين الشقيقين.