2015/04/11

سلافة معمار وديمة الجندي في مشهد من «بنت الشهبندر»
سلافة معمار وديمة الجندي في مشهد من «بنت الشهبندر»

السفير - طارق العبد

ثلاثون مسلسلاً هي حصيلة ما أعدّه صنّاع الدراما السوريّة للعرض في موسم رمضان المقبل. ويتسابق منتجو تلك الأعمال حالياً على تسويقها للعرض عبر الشاشات العربية، مع اقتراب ساعة الصفر، منتصف حزيران المقبل.
وبينما حجزت بعض الأعمال مواعيد عرضها بسرعة، يبدو الأمر متفاوتاً بالنسبة لباقي الإنتاجات، لتتضح تدريجياً خريطة العرض، قبل شهرين ونصف من بدء الماراتون السنوي. وكشفت المديرة العامّة لـ «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» ديانا جبور عن تسويق معظم إنتاجها لهذا الموسم، إذ سيعرض «حارة المشرقة» (تأليف أيمن دقر، إخراج ناجي طعمي) على كل من «أم بي سي» و «أبو ظبي» بالإضافة إلى قناة مشفّرة، والشاشات الثلاث نفسها ستعرض أيضاً «دامسكو» (تأليف سليمان عبد العزيز وعثمان جحا، إخراج سامي الجنادي)، مع محطات جزائريّة وعراقيّة وأخرى لبنانية لم تفصح عنها. كذلك وجد مسلسل «حرائر» (تأليف عنود الخالد وإخراج باسل الخطيب)، طريقه للعرض في رمضان على «أبو ظبي» فيما تتجه المؤسسة لعرض «امرأة من رماد» (تأليف جورج عربجي، وإخراج نجدة أنزور)، على قناة مصريّة، «بهدف إيصال رسالة المسلسل ولو كان ذلك بسعر قليل نسبياً».
في المقابل حجز مسلسلا «باب الحارة 7» (تأليف عثمان جحا وسليمان عبد العزيز، إخراج عزام فوق العادة، إنتاج «ميسلون») و «غداً نلتقي» (تأليف رامي حنا، وإياد أبو الشامات، وإخراج حنّا، وإنتاج «كلاكيت») مواعيد عرضهما على شاشة «أم بي سي» فيما ظفر «تلفزيون المستقبل» بـ «بنت الشهبندر» (تأليف هوزان عكو، إخراج سيف الدين سبيعي، إنتاج «أم أر سفن»). فيما لم تحسم بعد شاشات عرض أعمال مثل «دنيا 2»، و «في ظروف غامضة»، و «العراب»، و «سفينة نوح»، و «وجوه وأماكن».
تسويق الدراما السوريّة لا يعتبر سهلاً على الإطلاق مقارنة بنظيرتيها المصريّة والخليجيّة، والتي تجد بسرعة عشرات القنوات المحليّة للعرض قبل الانطلاق نحو شاشات عربية. ذلك ما يدفع بعض المنتجين في الشام للاتفاق مسبقاً مع محطات كبرى على تبني العمل، قبل الشروع في التصوير. وبطبيعة الحال ستتفق المحطات مع معلنين مهتمين بفكرة العمل، فيتم دفع نسبة ما بين 60 و80 في المئة من سعر العمل، ليتكفل المنتج لاحقاً ببيعه لباقي القنوات، مما سيشكل ربحاً إضافياً (الأمثلة كثيرة مثل «باب الحارة»، أو «الولادة من الخاصرة»، وكذلك «سنعود بعد قليل»).
من ناحية أخرى، يلجأ بعض المنتجين لفكرة البيع بطريقة «السلة»، أيّ تسويق جميع إنتاجات الشركة دفعة واحدة مع عمل أو اثنين من الموسم السابق. يتبّع هذا الأسلوب للبيع على أكثر من شاشة، كما حصل في السنة الماضية، حين تمّ تسويق مسلسل «الغربال» على ما يزيد على سبع عشرة محطة عربية، غالبها عرضت معه «صرخة روح» والعملين يحملان توقيع شركة واحدة هي «غولدن لاين».
من جهتها، تلجأ «المؤسسة العامة للإنتاج» للتعاون مع موزعين لتجاوز البيروقراطية الحكومية في العمل، ويقوم هؤلاء الموزعون بدفع كامل أو جزء كبير من قيمة العمل لبيعه إلى الشاشات. ولعل إستراتيجية المؤسسة بالإنتاج والعرض طيلة السنة قد ساعدت في تسهيل عملية التسويق.
ويشير متابعون للوسط الدرامي أنّ الكلام أعلاه ينطبق على المسلسلات السورية الخالصة أي تلك التي تنفذ في غالبها أو بالكامل في سوريا، أما الأعمال المنفذة في لبنان فتخضع لشروط إنتاجية أخرى، إذ أنّ كلفتها أكبر، ولا يمكن البدء بالتصوير، قبل ضمان البيع لأكثر من شاشة.
ويتفاوت سعر المسلسل بين عمل وآخر وتبعاً للأسلوب الذي تعتمده شركات الإنتاج إذ يصل في بعض الحالات إلى 4 آلاف دولار للحلقة الواحدة، ما يعني 120 ألف دولار للعمل، وهو رقم أكثر من بخس مقارنة بالدراما المصريّة التي يصل سعر الحلقة الواحدة منها إلى 10 آلاف دولار. وذلك رقم قريب من الرقم الذي يدفع مقابل حلقة الدراما الخليجيّة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأعمال في المحروسة تعتمد نمط النجم الواحد، في حين يضمّ المسلسل السوري أكثر من نجم، مع اختلاف قيمة الإنتاج بما يزيد عن ثلاثة أضعاف.