2015/06/16

بوستر العمل
بوستر العمل

بوسطة- دراما رمضان 2015

محمد الأزن

تقدّم شركة "سما الفن" نسختها التلفزيونية من "العراب" بجزئها الأوّل، بعد أيامٍ قليلة،  في موسم دراما رمضان 2015، من إخراج المثنى صبح، واقتبس الكاتب حازم سليمان حكايتها عن رواية ماريو بوزو التي تحمل الاسم ذاته.

عملُ يرى فيه الكاتب وليداً جديداً لـ "واحدة من أكثر الروايات إقتباساً على مر التاريخ"، ويقدّم فيه "معالجة درامية جديدة للرواية الشهيرة، تروي حكاية ممتدة تتعقب مصير عائلة تعيش أزماتٍ كثيرة، ونجاحات، وإخفاقات، خلال أزمنة وأجيال مختلفة تبدأ من خميسينيات القرن الماضي، وصولا إلى العصر الراهن، آخذين بعين الاعتبار منطقية الحدث، وواقعية الحكاية باعتبارها تدور في منطقتنا."

كلامٌ أكّد عليه المخرج مع انطلاقة التصوير في دمشق، أواخر شهر آذار/ مارس الماضي، وزاد عليه أنّ الغاية الرئيسية من الاقتباس، تقديم : "عملٍ تلفزيوني عربي مشوّق، يحقق المتعة، والتسلية للمشاهد، وبلغةٍ تلفزيونية معاصرة، بعيداً عن أي إسقاطاتٍ سياسية."

بعد دمشق، صورّ فريق "العرّاب" بعض المشاهد  بقرى طرطوس، ثّم انتقل إلى لبنان، حيث يتم تصوير الحصّة الأكبر من مشاهد المسلسل، وأنجزت بعض التعديلات على النص وفقاً لما اقتضه ظروف التصوير، بينما بدأ حازم سليمان بكتابة ثالث أجزاء العمل، بعدما كان مقرراً  في البداية تقديمه على جزأين.

يروي "العرّاب" (من إنتاج سما الفن) سيرة حياة وكفاح طويلة لشابٍ فقير اسمه "مختار المختار" (سلوم حداد)؛ "تربىّ على رغبته بالثأر لعائلته التي أبادها الأعداء نتيجة خلافٍ مع أبيه حول معصرة زيت، هكذا يبني الابن المسكون بهاجس الانتقام امبراطورية ضخمة من المال، والسلطة، تخفي وراءها ألغازاً كثيرة، يتمتّع صاحبها بشخصيةٍ ذات كاريزما طاغية، تحمل تناقضاتٍ كثيرة في صفاتها، وردود أفعالها، تجمع بين الرقّة، والجبروت، لكنّها تخوض معاركها، بشرف، وتنأى بنفسها عن التجارات القذرة"،  ويعرض السيناريو الأحداث، بخطوطها المتشابكة درامياً، وزمنياً، على التوازي بين أواخر خمسينيات القرن الماضي، ومطلع الألفية الجديدة حتى العام 2010، حيث يشهد "العرّاب" محنته الأكبر نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، مما يفرض عليه اختيار تسليم الراية لأحد أبناءه الذكور، الذين يمثل كلٌ منهم جانباً من شخصيته، وهم "ورد" (عاصي الحلّاني)، "كريم" (مصطفى الخاني)، "آدم" (سامر اسماعيل )، "حازم" (الابن بالتبني ويجسّد شخصيته عبد المنعم عمايري)".

وتؤدي دور الأم "أمل" (ضحى الدبس)، وتلعب الممثلتان صفاء سلطان ، وغفران خضور دوري ابنتي "العرّاب".

المثنى صبح؛ يسابق الزمن للحاق بموسم العرض الرمضاني، حيث أدرجت عدّة محطّاتٍ عربية عرّابه ضمن قائمة عروضها خلال شهر الصوم، ورغم أنّ التحضيرات لانطلاقة التصوير بدت على أكمل وجه، لكنّ عثرةً كبيرة واجهها أثرّت بوتيرة الإنجاز نوعاً ما، حيث تعيّن عليه تأمين بدائل لثلاثة ممثلين كانوا سيؤدون أدواراً رئيسية بالمسلسل، فبعد الإعلان عن أسماء باسم ياخور، قصي خولي، وعابد فهد لأداء تلك الأدوار؛ انسحب الأوّل متجاهلاً العقد الذي وقعّه مع الشركة المنتجة، وانضم لنسخة "كلاكيت" من "العراب- نادي الشرق" ما أدخله بمواجهة قانونية مع "سما الفن"، أمّا خولي فقال إنّ الاتفاق المبدئي معه كان يقضي بعدم عرض العمل برمضان، ما أدىّ لانسحابه ليحصر إطلالته في الشهر الكريم بمسلسل "بنت الشهبندر"، كذلك التزم فهد بحصرية ظهوره بـ "24 قيراط".

تلك العثرة تم تداركها بهدوء وبصمت، بينما كانت الصحافة تجتهد في تحليلاتها، وتخميناتها بالحديث حول مأزق "عرّاب- سما الفن"، ووصل الأمر للقول بأنّ العمل سيتوقف، والشركة المنتجة قررت الاستغناء عن المخرج، لكنّ ذلك كلّه لم يحدث، وردّ عليه المثنى من موقع التصوير قائلاً : "نحن نعمل بجدّ وتعب، وبعد الإنتهاء من التصوير، سنبحث عمنّ يثيرون الأقاويل بخصوص عملنا، وندعوهم للاحتفال معنا بنجاحنا... هذا في حال لبّوا الدعوة...".

 ولا شكّ بأن فريق "عرّاب- المثنى صبح" وورائه الشركة المنتجة "سما الفن"؛ يخوضون رهاناً كبيراً هذا الموسم، ربمّا أحد عناوينه الأبرز المغامرة بإسناد دور أكبر أبناء "العراب" للمغني عاصي الحلاّني، الذي يخوض أول تجاربه التمثيلية أمام كاميرا التلفزيون، وممثلين سوريين نجوم من العيار الثقيل، رهانٌ سيكشف العرض قريباً مدى نجاحه، بينما يعد البروموشن، والمواد المسربّة من كواليس التصوير بالكثير.

يضم "العرّاب" على قائمة أبطاله أيضاً: سلافة معمار، نسرين طافش، حسن عويتي، سليم صبري، فايز قزق، سيف الدين سبيعي، محمد حداقي، خالد القيش ، محمود نصر، اسماعيل مداح ، مرح جبر ، كندا حنا، ميرنا شلفون .

ومن لبنان أيضاً: رفيق علي أحمد، داليدا خليل وممثلون كثر آخرون.