2015/07/01

بلا دماء حتى الآن... بانتظار الياسمين يتقدّم في منافسات  موسم دراما 2015
بلا دماء حتى الآن... بانتظار الياسمين يتقدّم في منافسات موسم دراما 2015

بوسطة- دراما رمضان 2015

محمد الأزن

بعيداً عن التورط بمشاهد الدم، حتى الحلقة الرابعة عشرة على الأقل؛ يحظى مسلسل "بانتظار الياسمين" بمتابعة جيّدة  بين الأعمال التي تتناول الحرب في سوريا هذا الموسم، فالعمل يتناول انعكاساتها من زوايا إنسانيةٍ، واجتماعية، واقتصادية على حياة مجموعة مهجرّين، تجمعوا في حديقة بدمشق، وبدؤوا يشكّلون مجتمعهم الخاص، محاولين التأقلم مع ما تقتضيه ظروف حياتهم الطارئة.

في الانطباعات الأوليّة عن المسلسل تمكّن نجومه من الاستحواذ على تعاطف المشاهدين، بأداءٍ يتّسم بالبساطة، والواقعية، وهما السمتان الأبرز لهوية العمل الإخراجية، تحت إدارة سمير حسين.

هكذا بدأت قصص "لمى" (سلاف فواخرجي)، "أبو سليم" (غسان مسعود) و"أبو عزيز" (محمد قنوع)، وعائلتهم؛ تتكشف شيئاً فشيئاً، دون أن تبلغ لذراها بعد، مع تقديم مشاهد ستبقى في الذاكرة طويلاً، كمشهد احتراق وجه "أم عزيز" الذي أدتّه شكران مرتجى باقتدار، ومجمل أداء قنوع بدور زوجها كأبٍ لعائلةٍ هجرّتها الحرب من إحدى مناطق الريف الساخنة، ولم يستسلم لصفعات القدر، بل كان يتعامل مع الصفعة تلو الأخرى بصلابة رجلٍ حقيقي.

بالمقابل ثمّة مآخذ حول "بانتظار الياسمين"، منها ما يتعلق بأداء بعض الممثلين الذي بدا غير مضبوطٍ بما يكفي، لاسيّما أداء الممثل سامر اسماعيل بدور "رضا"، فضلاً عن ملاحظات شكليّة تتعلق بـ "أبو سليم" الذي طغت عليه في المشاهد الأولى من العمل كاريزما النجم السوري غسان مسعود بهيئته الهوليودية ونظّاراته الشمسية، كما بدت ثياب المهجرين عموماً نظيفة أكثر مما يتناسب مع الظروف التي يعيشونها، رغم حرص صنّاع العمل على تبرير ذلك بمشاهد الاغتسال شبه اليومية، وحتى استخدام فرشاة الأسنان، هكذا تظهر "أم عزيز" ببياض أسنانها الناصع في إحدى اللقطات مع معجون الأسنان "كولغيت"، كما تشوّش أسراب المهجرين الذين لايتوقفون عن الحركة في خلفية معظم مشاهد الحديقة على المشاهد والمُشاهد بآنٍ معاً

وثمّة إشارات استفهام تتعلق بتركيبة شخصيّة "أبو الشوق" (أيمن رضا) الذي يمثّل شراً مطلقاً، يتربّص بسكّان الحديقة، ويركّز أذاه عليهم، كما لو كان لعنةً حصريّةً ألمّت بهم، هذه الشخصيّة وسلوكها المبالغ فيه مبدئياً؛ ستبقى موضع تساؤل بانتظار مبرراتها.

كذلك تبدو الخطوط الموزاية في العمل، لخط سكّان الحديقة، كعائلتي "فيصل" (زهير رمضان)، و"نعيم" (علي كريّم)؛ غير متينة، على مستوى الحوارات والأداء، مع أنّ الغاية منها عدم استئثار مهجري الحديقة بالمشهد، والمضّي في تتبع انعكاسات الحرب على أبناء الطبقة الوسطى من سكان المدينة التي تحتوي فضاء الحديقة.

 بقي أن نشير إلى أنّ المآخذ الأوليّة التي أوردناها حول العمل، لا تحجب حقيقة أنّه من أكثر الأعمال متابعةً، حيث احتل مؤخراً المرتبة الرابعة بين قائمة الأعمال الخمس الأولى  بحسب تصويت تطبيق "ريتنغ رمضان" البرنامج الذي يواكب دراما موسم 2015 أثناء العرض خلال شهر الصوم.