2015/07/21

المشهد الأخير من تشيللو
المشهد الأخير من تشيللو

السفير - طارق العبد

إذا كان من الصعب بدء المسلسل بقصّة درامية تشدّ المتابع، فإن الأكثر صعوبة هو إيجاد مبرّرات لإغلاق كل الخطوط والأحداث والتفاصيل بطريقة مقنعة بعيداً عن التكرار أو المثالية... وذلك مطبّ وقع فيه الكثير من إنتاجات موسم رمضان هذا العام. ومع أول وثاني أيام عيد الفطر كانت المسلسلات قد أعلنت عن خواتيمها، بأحداث بدت في السياق الدرامي أحياناً ومملة إلى درجة النمطية في أحيان أخرى.
وجاءت النهاية في «غداً نلتقي» منسجمة ليس فقط مع أحداث العمل بل مع تفاصيل حياة السوريين في بلد النزوح، بين من سيفقد كل الحيل ويقرر الهجرة عبر قوارب الموت مثل جابر ووردة، أو من سيقبل بعرض غريب كقتل جاره والاستيلاء على ما معه من مال ثمّ الهرب إلى الخارج، وصولاً إلى الشاب المتوجه إلى الرقة وأبيه الذي يتبعه حيث يلقى مصرعه على يد عناصر «داعش». نهاية بدت مقنعة إلى حد كبير ومؤثّرة ومرهفة، خصوصاً في المشهد الأخير، حيث تحاول وردة وحيدةً، تعلّم اللغة الفرنسيّة، على شاطئ إحدى المدن الفرنسيّة.
في المقابل تركت الحلقة الأخيرة من «العراب ـ نادي الشرق» مصير الشخصيات مفتوحاً بانتظار الجزء الثاني، باستثناء المعلم أبو عليا الذي يقتله حارسه الشخصي، ويسرق ما معه من ملفّات خطيرة حملها إلى بيته في القرية الساحليّة. ذلك ما يعني أنّ المرحلة الثانية ستتناول صراع الأبناء إلا إذا قرَّر كاتب العمل خلق مبرِّرات دراميَّة تعيد الأب إلى الحياة.
المبررات الدرامية للنهاية بدت مضحكة إن لم تكن تقليدية في الجزء السابع من «باب الحارة»، إذ شهدت الحارة مصالحة إسلامية يهودية بحضور رجال دين مسيحيين، وأهالي الحارات، قبل أن يقرِّر الفرنسيون هدم الحارة فيتكاتف الرجال والنساء اللواتي قررن كشف وجوههنَّ، والوقوف صفاً واحداً في وجه الجرّافات .
أما الحلقة الأخيرة في «تشيللو» فقد خالفت التوقعات على اعتبار أن كل المؤشرات كانت تدلّ إلى زواج ياسمين (نادين نجيم)، من تيمور (تيم حسن) غير أنَّ ما حدث هو أنَّ الأخير أوصلها إلى زوجها السابق آدم (يوسف الخال) الذي نجح في شراء التشيللو كبداية عودة العلاقة مع الحبيبة السابقة.
وكذلك الأمر بالنسبة للحلقة الأخيرة من «24 قيراط»، إذ يترك يوسف زهران (عابد فهد) كلّ الشخصيّات خلفه، ويذهب في رحلة بحريّة، إلى حياة جديدة، باسم جديد، بعدما يقدّم لكلّ من تركهم هدايا ويحقّق لهم أحلامهم.
في الدراما المصرية بدت النهايات «ورديّة» ممزوجةً ببعض المرارة، كما في «تحت السيطرة» حيث انتهى العمل بعودة حاتم (ظافر العابدين) إلى زوجته مريم (نيللي كريم) المدمنة المتعافية. كشفت عن أداء لافت لماجد الكدواني بشخصية رؤوف المتعافي من الإدمان، ليتحدث عن تجربته وانتكاساته التي مر بها بمشهد طويل في غاية الإتقان. كما انتهى العمل على مشهد مؤلم، إذ تصاب هانيا (جميلة عوض) بالشلل، خلال ضربها لإبرة هيروين في قدمها.
كذلك جاءت نهاية «طريقي» ميلودراميّة، فيه دمعة وابتسامة، ككافة حلقات المسلسل، إذ تصل البطلة دليلة (شيرين عبد الوهاب) إلى قمّة النجوميّة، لكنّها تصاب بورم في رئتيها يضطر بعده الطبيب إلى منعها من الغناء، لكنّها تنهي العمل بحفلة كبيرة.
الحلقة الأخيرة جاءت متوقعة في «أستاذ ورئيس قسم» فمن البديهي بالنسبة للأحداث التي مر بها الأكاديمي اليساري فوزي جمعة (عادل إمام) أن يشارك في مظاهرات ميدان التحرير في الثلاثين من حزيران ويحمل على الأكف بعدما تعرض للإغماء.