2015/10/13

من العمل
من العمل

الحياة - أمين حمادة

يتجه مسلسل «مدرسة الحب»، متمسّكاً ببصمة كاظم الساهر، إلى استحقاق صفة العربي المشترك بعيداً عن التهجين وإسقاط الجنسيات بسخافة على الشخصيات. يساعده بذلك بنيته المؤلفة من عشرين ثلاثية منفصلة، مما يعطي كل سيناريو خاص قدرةً على تكثيف الحدث وشدّ الحبكة، وقبول شخصية عربية تمر بزمن قصير في ظرف محدد ومبرر في الواقع المحلي، بخاصة أن «مدرسة الحب» شرّعت أبوابها مرّة أخرى بعد قصيدة نزار قبّاني وغناء القيصر بنحو 150 نجماً عربياً أمثال باسم ياخور وماغي بوغصن وحسن الردّاد وأمل عرفة وقيس الشيخ نجيب. ومن إنتاج شركة «بلاك تو» وإخراج صفوان نعمو وتأليف عدد من الكتاب على رأسهم مازن طه ومها بيرقدار ونور شيشكلي ومؤيد النابلسي وغيرهم.

ويؤكد على أصالة تعدد الجنسيات ما يكشفه نجوم عن ثلاثيات شاركوا بها. يقول قيس الشيخ النجيب لـ»الحياة» أنه أدى في ثلاثية «ليه يا بحر» دور «آدم»، وهو «شاب سوري يعيش ويدرس في بيروت بسبب الظروف، بعيداً عن أهله في الشام، ويحب «نايا» فتاة لبنانية في الجامعة (ماغي بو غصن). تقع الكثير من الأحداث التي تلامس إنسانياً فقط النزوح وما يعاني منه السوري خارج بلده». وتوضح من جهتها بو غصن دورها أكثر لـ«الحياة»: «يتخلى آدم عن حبيبته، فينتقل إلى حب آخر كان يعيشه منذ الطفولة. إلى أن تغير الأحداث مجرى حياتي وحياة آدم وحبيبته».

يشدّد المنتج أمير نعمو لـ«الحياة» أن العمل رومنطيقي أولاً، إلاّ أنه يحمل بالتوازي قضايا وهموم مجتمعاتنا في متنه. ويقول: «العمل يتناول أساساً الحب بكل وجوهه، لكنه ليس محصوراً بفكرة الغرام بين شخصين، بل يتعداه إلى مختلف أشكال الحب الإنساني أياً يكن شكل العلاقة بين الأطراف»، مضيفاً: «المسلسل يحمل رسالة، نعالج مواضيع قد تكون لها علاقة بمرض السرطان، والهجرة، والأهل، وغيرها من المواضيع الاجتماعية».

ورداً على سؤال حول اعتماد العمل على الثلاثيات وعلى كتّاب عدّة، يجيب نعمو: «أردنا أن نجعل من كل قصة فيلماً صغيراً مؤلفاً من ثلاث حلقات. أما التنويع في الكتّاب، فأردنا من خلاله تقديم أكبر عدد من قصص الحب وأعمقها من كل النواحي، الأمر الذي يسنده التعدد الفكري في الكتابة». وإخراجياً، يقول صفوان نعمو أن هناك طابعاً إخراجياً وهوية موحدة لكل الثلاثيات، ولكن مع تنوّع كبير في الأفكار. ويلفت إلى ميزة درامية أخرى في العمل، تتمثل بإعداد أغنية خاصة لكل ثلاثية، لذا سيكون هناك 20 أغنية لعشرين مطرب عربي، مكتوبة وملحنة خصيصاً للعمل.

ويكشف كاظم الساهر، صاحب الأغنية العنوان «مدرسة الحب»، أنها ستكون شارة العمل، إضافة إلى إلقاء الشعر بصوته خلال العمل الذي أقنعه حين عرض عليه. ويشددّ من جهة أخرى على أنه لن يتجه إلى التمثيل مستقبلاً، بل سيحافظ على تقديمه «عملاً موسيقياً أو غنائياً».

ويوضح نعمو أكثر دور الساهر في «مدرسة الحب»، قائلاً: «يعتبر راعي العمل والراوي فيه». ويشرح أكثر عن دور الساهر وهو الراوي ويمثل الشخصية التي تعتبر عادة الشاهد على القصة الدرامية، قائلاً: «في حالات الحب هناك راوٍ دائماً، ما سيرويه كاظم أشعار لنزار قبّاني».

وتتابع «بلاك تو» حالياً التصوير في لبنان، قبل أن ينتقل في مرحلة ما إلى مصر والإمارات، بعدما بدأ في سورية، لأن أسرة العمل أرادت القول إن «الفن مستمر فيها، وفق المخرج نعمة الذي أنهى تصوير ست ثلاثيات، هي «بعد الفراق» و«حالة خاصة» و«لحظة صمت» و«وجع الماضي»، و«ليه يا بحر»، وأخيراً «كذبك حلو» من تأليف نور شيشكلي وبطولة ورد الخال وعمّار شلق.

تبيّن الممثلة ورد الخال لـ«الحياة» الخطوط العامة لـ«كذبك حلو»، قائلةً إنها «تظهر أن الحب يمكنه التحول إلى إيثار بدلاً من البقاء أنانياً، حتى يتصاعد كي يصبح تضحيةً به وله، كما أن بإمكانه الانتهاء من أجل قضية نزيهة». وتوضح أنها تؤدي دور طبيبة في أمراض القلب، ثم تشاء الظروف أن تُدخل عمار شلق مريضاً إليها، قبل أن تتطور العلاقة بين الشخصيتين في مسار تلازمه «كذبة مصيرية». وعن مشاركة شلق، تعلن الخال أنها وجدت فيه نداً، لافتة إلى سعادتها بذلك بسبب عدم حدوث حالة الندّية دائماً. وتشير إلى أن شعورها أمام شلق شابه شعورها أمام السوري باسل خيّاط في «عشق النساء» من تأليف منى طايع وإخراج فيليب اسمر.

وتتلون أشكال البطولات في الثلاثيات، بين عربية مشتركة مثل «حالة خاصة» من بطولة المصري حسن الردّاد واللبنانية باميلا الكيك، وبين بطولة من جنسية واحدة مثل «بعد الفراق» من بطولة السوريين أمل عرفة وعبد المنعم عمايري، و«كذبك حلو». وهذا التنويع يؤدي إلى «منافسة إيجابية» بين الممثلين المختلفي الجنسيات.

وتكشف الخال عن مشاركتها في ثلاثية مقبلة من تأليف والدتها مها بيرقدار تحت عنوان «الفراشة». تقول إن «دوري فيها مفصّل لي، لأنّ أمي أكثر من تعرفني وتعرف ما أريده وأحتاجه درامياً»، مؤكدةً أنها ستظهر بدور جديد ومختلف عمّا قدمته سابقاً. وتوضح أنه دور يطرح صمود الحب أمام الشك، «باختصار سأكون سجينة بشكل أو بآخر».