2015/12/23

عباس النوري من قسنطينة: عودوا يا رفاق الغربة
عباس النوري من قسنطينة: عودوا يا رفاق الغربة

الأخبار - وسام كنعان

على هامش تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية للعام 2015، انطلقت النسخة الأولى من «مهرجان الفيلم العربي المتوّج» حيث تفرد مساحة احتفائية خاصة بالأفلام السينمائية العربية، التي حظيت بجوائز. وكان من المفترض أن تتوجه المناسبة نحو دمشق لتكريمها من خلال نجومها الذين دعتهم لحضور المهرجان منهم عبّاس النوري وغسان مسعود. الأخير لم يتمكن من السفر بسبب ظرف صحي طارئ، فواجهته مشكلة كبيرة عندما سُرّب للصحافة خبر كاذب يشرح تفاصيل «حالته الصحية الحرجة». ورغم تصريحه نافياً الخبر (الأخبار 19/12/2015)، إلا أنّ بعض المواقع الإلكترونية ما زالت تتداول الشائعة ببلاهة.

لكن نجم «باب الحارة» قرر أن يكون حاضراً في المهرجان، فتفاجأ بصوره موزعة في شوارع المدينة وقد مهرت بشعار المهرجان، إضافة إلى جمل بسيطة كتبها نجم الدراما الشامية يقول فيها: «جدي كان أكثر الناس صدقاً ممن قابلتهم في حياتي. استمتع بالحياة رغم فقره الشديد. جدي البائع المتجول الذي كنت أذهب معه حين يسرح في حارات دمشق الراقية، كانت رحلة سحر دلّني خلالها على المعنى الحقيقي للشام».

الخطوة تركت أثراً عميقاً عند عباس النوري أضيف إليها تكريم خاص تلقّاه على مسرح المهرجان. وعن هذا التكريم، يقول لنا: «خرجت منذ قليل من افتتاح «أيام الفيلم العربي المتوج» وكان افتتاحاً لافتاً في عاصمة المشرق الجزائري تسمى عندهم مدينة الجسور المعلقة وهي فعلاً ساحرة. كذلك تم التنويه إلى الأفلام الفائزة في مهرجانات عربية ودولية، واستقبلوا صناعها الذين غاب بعضهم، لكن الفكرة بحد ذاتها تستحق الاحترام، فهذه مناسبة لخلق مساحة مضافة تكون فرصة قراءة نقدية حرة خارج الاحتفاء المعتاد».

ويكشف النوري بأنه فوجئ خلال افتتاح المهرجان بدعوته إلى المسرح ليلقي كلمة دمشق، فكان في مواجهة اللحظة اللاهبة مع جموع غفيرة من الجمهور جعلت الأفكار تتلاشى من رأسه. لذا «اخترت أن أحكي عما علمتني إياه زواريب دمشق القديمة». بعد ذلك، توجه في تكريمه إلى رفاق دربه الذين غادروا البلاد قائلاً: «أهدي هذا التكريم لفناني سوريا الذين اختاروا الابتعاد لأني أعرف ألمهم كما أعرف شوقهم وتوقهم، وما زلت أعتز بصداقتهم وسأبقى احترمهم واختلف معهم، كما اختلف مع الجميع في عاصمة التنوع دمشق، وأقول لهم تعالوا نعيد لاختلافنا بعضاً من الثقافة، فهي زادنا الوحيد في عملنا وحياتنا».