2016/05/14

إيناس لطوف، دريد لحام
إيناس لطوف، دريد لحام

الأخبار - وائل العدس

تألقت في برنامج «ذا فويس» بموسمه الأول باجتيازها المرحلتين الأولى والثانية ووصولها إلى مرحلة العروض المباشرة، وتميزت ضمن فريق عاصي الحلاني، ولقبت فيه بالفراشة.
حصلت على إجازة في الموسيقا في المعهد العالي للموسيقا (اختصاص غناء شرقي)، وتدرّس حالياً اختصاصها في معهد صلحي الوادي.
أحيت الكثير من الحفلات في سورية وعدد من البلدان العربية والأجنبية في الأردن، وروسيا، والمغرب، وفرنسا، وتونس، ولبنان، والإمارات.
لديها العديد من الأعمال المؤرشفة في إذاعة دمشق آخرها قصيدة وطنية بعنوان «لكم يا حماة الديار تحية»، كما جددت أغنية «يامو» للفنان القدير دريد لحام بمناسبة عيد الأم 2014، وأطلقت أغنية وطنية بعنوان «سوا» في العام ذاته، وفي العالم التالي أطلقت أغنية خاصة بعنوان «يا عين لا تبكي»، وأخرى طربية بعنوان «مين يصدق»، وتحضر حالياً لإطلاق أغنية بعنوان «بعتلك سلامي».
«الوطن» التقت المطربة السورية الشابة إيناس لطوف وكان هذا الحوار:

بدايةً، لماذا لم يطرح اسمك إلا بعد مشاركتك في برنامج «ذا فويس»؟ وماذا أضافت لك تلك المشاركة؟
على العكس، قبل مشاركتي في البرنامج وصلت إلى مرحلة جيدة من الانتشار، على الأقل في الوسط النخبوي المثقف موسيقياً، كل ذلك كان نتيجة انطلاقي في سن مبكرة، إضافة إلى أن الكم الكبير من المشاركات المميزة داخل وخارج سورية حقق لي وجوداً واضحاً في الوسط الفني الأكاديمي والنخبوي.
ولكن لو وجدت برامج فنية مميزة في سورية تلك الفترة تهتم بالموسيقا كما تهتم بالدراما لما فكرت أنا وغيري بالمشاركة في هذا البرنامج لأجل الانتشار، فهذه المشاركة شكلت خطوة مهمة لي للانتشار الأوسع على مستوى سورية والوطن العربي وبسرعة كبيرة.
وبالمناسبة أنا سعيدة بالتطور والتجديد الذي طرأ على إعلامنا من فضائيات جديدة وبرامج تعنى بكل أنواع الفنون، وإقامة سهرات تكرم وتسلط الضوء على كل جديد فني، وما تحقق أمر مهم على الرغم من الإمكانات الضعيفة وخصوصاً في ظل الظروف الحالية، إلا أنه أفضل بكثير مما كان عليه قبل مشاركتي في البرنامج.
لماذا لقبك عاصي الحلاني بالفراشة؟ وهل ما زالت تتواصلين معه؟
ليس عاصي من لقبني بالفراشة، وإنما شيرين عبد الوهاب أطلقت عليّ هذا اللقب خلال مروري الأول وذلك بسبب «اللوك» الذي ظهرت فيه والذي ذكرها بفترة السبعينيات والسندريلا سعاد حسني بالفستان الأبيض والشعر المرفوع، هكذا أحب الناس اللقب وانتشر.
كيف تقيمين برامج المواهب الغنائية بشكل عام؟ وما هو أنجحها؟
هذه البرامج ضرورية وهي تجربة جميلة وخطوة كبيرة لتحقيق حلم كبير لكل مشترك، إلا أن الكثيرين خرجوا منها بخسارة كبيرة لعدم تبنيهم لاحقاً، وكثيرون لا يستمرون وينتهي مشوارهم، ولا يعرفون الانطلاق من جديد بعد مرحلة مهمة وصلوا إليها.
صعوبات كثيرة يتعرض لها المشترك ولا يستطيع التأقلم معها، وقلة قليلة تستمر على الرغم من الصعوبات، لذا برأيي يجب أن يكون المشترك جاهزاً ومقتدراً مادياً ومعنوياً ليستفيد بعد الخروج من الانتشار الذي حققه ويظهر بعمل مناسب من إنتاجه أولاً، ليصل إلى الشركات والمهتمين بطريقة صحيحة ومناسبة ليكمل مشواره من دون أن يستغله أحد.
أنجح البرامج كان «استديو الفن» أيام زمان، كان برنامجاً مهماً ويضم لجاناً متخصصة، وكان يتابع ويتبنى من ينجح، حينها لم تكن برامج المواهب بتلك الكثرة، لذا كان التمييز حاضراً بين الأصوات، أما الآن فكثرة البرامج واتجاهها نحو التجارة أفقدها مصداقيتها، وأصبحت تمر مرور الكرام، لدرجة أن الناس لا يتذكرون ولا يعلق في ذاكرتهم إلا أصحاب الحضور القوي جداً.
حالياً أعتقد أن «ذا فويس» الأفضل لأنه لا يزال يركز على الصوت قبل أي شيء آخر، وخاصة أنه قدّم الكثير من الأصوات المميزة في الوطن العربي.

وقفت على مسرح الأوبرا أكثر من مرة، كيف تصفين هذه التجارب بالوقوف على أهم مسرح في دمشق؟
لمسرح الأوبرا قدسية خاصة لي، هذا المكان أنتمي إليه ويعني لي الكثير، فأهم المشاركات مع أهم الفرق قدمتها على تلك الخشبة.
هذا المسرح يمثلني ويمثل كل صوت يحمل مشروعاً خاصاً نحو مستقبل راق ملتزم له قيمة ومكانة مختلفة، وأتمنى من كل قلبي عدم الانقطاع والابتعاد عن تلك الخشبة بالذات لخصوصية الغناء عليها بالذات.
هل تعتبرين أغنية «مين يصدق» تحدياً طربياً جريئاً في ظل الأغنية السريعة؟
شكلت الأغنية لي جرأة كبيرة وتحدياً ومغامرة أيضاً، إلا أنها حيكت بخيوط من المحبة والتعب والإيمان، وكل ما ينفذ بصدق يصل بصدق، والحمد لله كانت ردة الفعل رائعة وغير متوقعة على الرغم من أنها صدرت بداية الصيف، ما يعني أن الوقت لم يكن مناسباً لهكذا عمل، لكنني كما أراهن دائماً على الذوق العام لدينا، لم يخب ظني، فالناس يسمعون كل ما تقدمه لهم ويستطيعون التفريق بين كل نوع وكل عمل عن الآخر، وعلى الرغم من ذلك فإنني إلى الآن لم أحقق ما أطمح إليه في نشر ما أقدمه وتنفيذ ما أريده بسبب الصعوبات الكثيرة التي تعترضني إلا أنني مؤمنة حتى بتلك الصعوبة وأسعى لخلق بصمة بكل خطوة أقدمها ولست على عجل.
هل تطمحين لطرح أغان سريعة بعيدة عن الطرب بهدف الانتشار؟ وكيف ستستطيعين إيصال إحساسك إلى الجيل الجديد؟
بكل تأكيد أسعى للتنوع بما أقدمه وأحاول الموازنة بين ما أحب وما يحبه الناس، وقد أقدم الأغنية السريعة لكن بطريقتي وبعيداً عن الابتذال.
أما عن الجيل الجديد فأستبشر به خيراً، وأرى أن الذائقة الفنية لديه عالية جداً على الرغم من أن ما يظهر لنا هو العكس، وقد لمست ذلك من خلال حفلاتي الأخيرة حيث أغلب المتواجدين من فئة الشباب إلا أن تفاعلهم كان كبيراً، وطلبهم للأغنيات التي قدمتها وسؤالهم عنها يسعدني ويجعلني أثق بهم ولا أخاف من أي خيار أو أي أغنية أحب أن أقدمها، فقد عرفت السبيل إلى قلوبهم واستطعت أن أحيك من أغنيات قديمة أغنيات أخرى حافظت على قالبها القديم لكن بأسلوب وتوزيع وإحساس مختلف وقريب منهم.
هل تؤمنين بأنك قادرة على المنافسة داخل سورية أولاً، وعربياً ثانياً؟
عندي إيمان كبير بموهبتي وبالنعمة التي وهبني إياها الله، ولديّ إحساس خاص أشعر أنه يخصني وحدي بعيداً عن أي منافسة.
أحب أن أكون متميزة ومنفردة وأسعى لذلك على الرغم من كل الصعوبات والإمكانات الضعيفة إلا أن اهتمامي بالتفاصيل وبعملي، أن يكونا بمستوى ما يقدمه النجوم الكبار في العالم ما يجعلني محط الأنظار، وحتى لو لم أفكر بالمنافسة فإنني منافس ند لكثر، وهذا يسعدني لأقدم الأفضل ولأرفع من مستوى ما أقدم، فبنهاية المطاف كلنا نسعى للاسم الأجمل والأكبر «سورية» لنمثله خير تمثيل أينما كنا.
هل لإيناس لطوف مشروعها الخاص وما هو؟
أتمنى على صعيد الغناء أن أنفرد باسم وصورة ولون مختلف عن كل الموجودين، وبرأسي الكثير من الأفكار العظيمة إلا أن الظروف والطريقة التي تمشي بها الأمور لا تعجبني وتؤخرني كثيراً، ولكنني لن أتخلى عن حلمي وسأستمر.
أما على صعيد الأكاديمية فأتمنى أن يحمل اسمي مشروعي الخاص بمعهد موسيقي أكاديمي مميز أضع فيه كل خبرتي وما تعلمته خلال مشواري.
هل تأثر صوتك ببيئتك الساحلية؟
بالتأكيد البيئة والطبيعة والمناخ لها دور مؤثر وكبير على الأصوات، وبالتأكيد تأثر صوتي بطريقة أو بأخرى بمنطقتي.
كيف تحافظين على صوتك؟
بالتمرين المستمر وأداء الكثير من الواجبات الأخرى للحفاظ على ألق الصوت دائماً.
هل من مشاكل تصادف الغناء الشرقي غير مشكلة الإنتاج؟
مشكلة الإنتاج هي الأكبر إضافة إلى قلة الاستديوهات التي تمتلك الدقة المطلوبة للحصول على نتيجة قريبة من إنتاجات الخارج، وذلك يجعل الكلفة المادية كبيرة، ما يضطر للتنفيذ الأقل من الطموح، أو الانتظار مدة طويلة، وليس لدينا الفكر الصحيح عن التسويق أو من يتميزون بهذا المجال فهو ضروري جداً للمغني.
العديد من المطربات اقتحم عالم التمثيل، هل تفكرين بذلك؟
أحب التمثيل وأنتظر الفرصة والعرض المناسبين، ولا أستبعد الفكرة.
قدمتِ برنامج «أغلى شباب» عبر الفضائية السورية لثلاث سنوات، هل تفكرين بإعادة التجربة؟
أحب التقديم والإعلام كثيراً، ولديّ فكرة لبرنامج وأنتظر الفرصة المناسبة لطرحها في الوقت المناسب وعلى القناة المناسبة.
لمن تستمع إيناس عادة؟
أستمع لكل صوت جميل ولكل أغنية جميلة، ولا أتقيد بفنان معين أو موسيقا محددة من القديم والحديث، غناء وموسيقا.
أحب الموسيقا الصوفية والتركية والغناء العربي القديم، ومن الجديد أحب ما يقدمه بلال الزين ومروان خوري من ألحان وأغنيات، وجان ماري رياشي، وجديد يارا وشيرين ووائل كفوري كان قريباً مني ومما أحب.
كلمة شكر لمن توجهينها؟
الشكر لك ولجريدة «الوطن» ولكل من يقف إلى جانبي ويدعمني لو بكلمة، فالناس ومحبتهم دافع كبير للاستمرار على الرغم من قسوة الظروف وصعوبة الطريق.