2016/06/15

موسم الدراما البائسة وقصص «عبير»
موسم الدراما البائسة وقصص «عبير»
خليل صويلح _الأخبار
 

هناك حالة احتضار في المخيّلة الدرامية لهذا الموسم. لا مسلسل مبهراً يستدعي انتظاره بشغف. معظم الأعمال تستحق علامة «شوهد» تلك التي كان يضعها معلمو المدارس بالقلم الأحمر على دفاتر التلاميذ الكسالى. بالكاد، يحصل أحدهم على علامة «وسط»، وربما «لا بأس». قد نجد إشراقة عابرة في هذا العمل أو ذاك، لكننا سنشعر بالضجر في خطوطٍ أخرى من العمل نفسه.

مسلسل «الندم» لليث حجو الذي يحظى بمشاهدة أكبر من سواه، نال هذه الحصة من الاهتمام نظراً لتراجع الأعمال الأخرى، وليس لاستثنائيته، فبوجود «باب الحارة»، و«سليمو وحريمو» وأمثالهما، سيهرب المشاهد إلى أعمال أقلّ وطأة في تصدير الضجر. لن نضع اللوم كاملاً على صنّاع الدراما، فهناك ما هو ممنوع رقابياً الاقتراب منه، خصوصاً في ما يتعلّق بأحوال الشارع السوري اليوم والتحولات التي طرأت عليه في سنوات الحرب. ربما كان «دومينو» لفادي سليم في التفاتته إلى مجتمع المخدرات علامة إيجابية إلى حدّ ما، ذلك أنّ الأمر لم يعد سريّاً، فالتحشيش بين طبقة من الشباب السوري صار صريحاً وعلنياً كترجيع لفوضى القيم واهتزاز القناعات وانعدام الأمل. اللافت في دراما هذا الموسم توسيع رقعة الجغرافيا السائلة، تلك التي تهشّم الهويات المحليّة والبيئية لمصلحة دراما بائسة محمولة على قصص غرامية، كأنها مستلّة من «روايات عبير»، فيما يصدّق أبطالها مهارتهم في التشخيص بتقليد ممثلين هوليووديين في الحركة والتعبيرات الجسديّة، فصارت لدينا نسختنا العربية من آل باتشينو، وودي ألن، وبراد بيت، فيما لم تتمكّن جوليا روبرتس، ومارلين مونرو، وبينلوبي كروز المصنّعات محليّاً في كراجات الدراما، من إبراز قدراتهن الخاصة بسبب عمليات التجميل المفزعة، واستهلاك مختلف أصناف البوتوكس والميك اب. لم يعد الورق مهماً، أو أنه لم يعد موجوداً، عدا عقود الشركات ورقم الأجر المرتفع لهذا النجم أو ذاك، على حساب المحتوى. لعل أفضل تعليق سمعته في هذا الشأن من إحدى السيدات، يختزل ما نحن فيه لجهة المؤامرة: «لماذا اختفت قناة «فتافيت» من شبكات البث؟».