2016/06/24

كاريس بشار... موسم الخيبة!
كاريس بشار... موسم الخيبة!
وسام كنعان_الأخبار
 

يمكن القول بمنتهى الثقة إنّ النجمة السورية كاريس بشّار كادت - مجازياً- أن توقف قلوب مشاهديها العام الماضي، وهم يتابعون صورة رمزية ساحرة عن مغسّلة أموات، تربّعت على عرش النجومية العربية في مسلسل «غداً نلتقي» (إياد أبو الشامات ورامي حنّا ـــ إنتاج «كلاكيت»/ إياد نجّار).

لعبت الحسناء السورية حينها دور «وردة» تلك النبيلة التي تلبّي من يحتاجها، ولا تسمح للمعاناة حولها بأن تسرق شيئاً من أنوثتها، أو احتفائها بنفسها، ترقص وتضحك ولو فوق جثة هامدة. بخيار مشية مميزة، وعنق ملوي، وعينين دامعتين لا يفقدهما الحزن بريقهما، وبشغل على عوالم الشخصية الداخلية، اكتسحت بشّار الموسم الماضي، ثم انزوت لتضع يدها على خدّها منتظرةً الفرج! ترى ماذا تفعل بعد هذا الإجماع الجماهيري والنقدي الذي لم يعكّر صفوه، سوى آراء نقدية في جلسات خاصة لبعض زملائها ربما بدافع الغيرة المهنية؟ مرّت أشهر قبل أن تلعب بطولة خماسية ضمن «أهل الغرام3» بعنوان «شكراً على النسيان» (كتابة إياد أبو الشامات وإخراج الليث حجو).

لكن العمل كلّه لم يجد فرصة للعرض في رمضان، أو ربما تأجّل لما بعده، وفي ذلك حظ أوفر لمشاهدة أفضل. لم تكن الاعتذارات المتتالية عن هذا الموسم ناجعة بالنسبة إلى نجمة «ليالي الصالحية» بدءاً من أحد الأعمال الخليجية، مروراً بمسلسل «نبتدي منين الحكاية» (فادي قوشقجي وسيف الدين السبيعي) وصولاً إلى «خاتون» لطلال مارديني وتامر اسحق. هكذا صامت كاريس قبل أن تقرر «الإفطار على بصلة» كما يقول المثل الشعبي. وافقت على دور في «خاتون» في جزءيه، مقابل أجر ممتاز، ليكون الهدف من هذا المسلسل هو الحق المشروع في السعي وراء الرزق لا أكثر.

لكن فنياً، خرجت نجمة «ليس سراباً» بنتيجة مخيّبة للآمال. لم ينتبه لها أحد هذا الموسم، ولم يحتف أي منبر ولو بجملة عابرة قالتها، أو بمشهد مؤثر لعبته. ربما MTV وحدها من راقها هذا النوع الساذج من الأعمال، وهي ذاتها التي حرّضت عليها العام الماضي بمنتهى العنصرية والتعالي المفرط، بسبب شرح «وردة» في أحد أجمل مشاهد «غداً نلتقي» عدم محبتها لفيروز بسبب ارتباط صوتها بصباحاتها الفقيرة.

على أي حال، كاريس ليست وحدها هنا، بل معها زميلتها ومنافستها الأبرز سلافة معمار. الممثلتان المرموقتان تلعبان ربما بربع ما تملكانه من موهبة، بغية تسنيد وتدعيم الموقف الركيك لـ «خاتون» (كندة حنا) بذريعة محدودية موهبة الأخيرة، وصعوبة مطابقة مقاس حضورها، مع بطولة مطلقة، وإن كان في مسلسل شامي، لا يقول أي شيء ولا يصنع قيمة فنية، هذا إن لم يكرّس الرجعية والتخلّف!


البصمة التي تترك على أيّ دور تؤديه كاريس، غابت كلياً هذا العام، رغم أنه سبق للشركة المنتجة لمسلسلها أن سرّبت مشهداً واحداً لشخصيّة «زمرّد» أثناء التحضير للعمل وهي تستنهض نخوة أهل «العمارة»، فترك حيرة لدى من تابعه، حول إمكانية أن تصنع الممثلة السورية مجد هذا المسلسل الشامي. لكن سرعان ما حسمت النتيجة لصالح الرأي السلبي.


لا يمكن تحميل العبء لبشّار فقط، طالما أنه لم يسبق ليدها أن صفّقت وحيدة. ربما يكون اللوم فعلاً على كتّاب الدراما السورية ومخرجيها، أو بالأحرى على شركات الإنتاج كونها صاحبة القرار الفصل لأنها لم تُعِد صياغة متعة جمهور كاريس بشاّر بمسلسل يتيم وإن صنع خصيصاً لموهبتها.