2017/06/11

هل مخرج أوركيديا هو ذاته صاحب الزير سالم وثلاثية الأندلس ..؟!
هل مخرج أوركيديا هو ذاته صاحب الزير سالم وثلاثية الأندلس ..؟!

بوسطة – ميس ابراهيم
انقضت نصف حلقات مسلسل أوركيديا، ولا يبدو أن العمل قد تمكن من شد انتباه المشاهدين أو تحقيق ولو جزء صغير من النجاح المعول عليه بذريعة الميزانية الضخمة والمخرج المرموق إلى جانب نخبة من نجوم سوريا في أدوار البطولة.
ضجة كبيرة رافقت تحضيرات العمل بدعوى نسخه المسلسل الشهير "لعبة العروش"، حيث عابت عليه بعض المواقع والصحف التقليد، فيما اختفى ذلك تدريجيا مع ذكر العمل و بشكل شبه تام مع بدء العرض.
ما يعيب "اوركيديا" ليس استلهامه شخصيات وأفكار من مسلسل آخر فذلك أمر مبرر، ولكن الفشل في المقام الأول جاء في طريقة التنفيذ، انطلاقا من سيناريو فقير بالحبكات الدرامية، خال من أي فعل حقيقي يدفع بالأحداث إلى ذروة أعلى.
وصولا الى تنفيذ المشاهد الذي "على الأرجح" تم باستسهال شديد (مشهد اختطاف الأميرة رملة في الحلقة التاسعة مثالا) نشهد خلال الحلقات حوارات تتسم بالجمود والسطحية، (حوار الجنابي وخاتون في الحلقة الثانية عشرة)، كما تكاد لا تخلو حلقة من أخطاء لغوية (بخاصة على لسان يارا صبري وسلافة معمار
ونفتقد في المسلسل وجود أداءات ملفتة حتى الآن، حيث تبدو معظم الشخصيات غير ممسوكة وسابحة كلا في فضاء منفصل لا ترابط بينها.
إستاتيكيا، ابرز مواقع الخلل تكمن في الديكور، والذي دفع بالمخرج الى تجنب اللقطات العامة قدر المستطاع، فباستثناء مشاهد معدودة ملأت خلفياتها بغرافيك غير متقن، يتركنا حاتم علي معظم الوقت ضمن كوادر ضيقة أجوائها متباينة حد الانفصام. و يظهر تعويله جليا على الحوارات لبناء تصور متخيل لجغرافيا الممالك الثلاث في غياب ديكور مقنع.
إلى جانب الريتم البطيء والحوارات الطويلة الخاوية، كل ذلك أضفى على العمل جوا خانقا ومملا.
حتى أن المشاهد الداخلية للقصور لم تخلو من تلك المشكلة، قصور متشابهة، ولا وجود لعلامات الرخاء، يخيل إلينا بأن أمرائها يعيشون منعزلين دون حاشية او جيوش و خدم.
وفي المشاهد الخارجية نصل لنتيجة أن ان تلك الممالك عبارة عن عدة أحياء متجاورة في بغداد القديمة؛ محاطة بغابة ألبية منازلها من العصور الوسطى.
هنا تبرز مشكلة اختلاف مواقع التصوير فما تم تصويره في تونس لاحقا بدا أكثر ملائمة للقصة لكنه خلق تباين كبيرا في الهوية البصرية للعمل.
يحسب لمدير التصوير إيجاد حلول بصرية (لم ينفع معظمها) لإخفاء عيوب الديكور، ونشير في السياق الجمالي ذاته إلى أن الأزياء مشغولة بعناية وتستحق العلامة الكاملة.
كل تلك الرداءة في "اوركيديا" تدفعنا للتساؤل هل حقا من أخرجه هو ذاته صاحب "الزير سالم" وثلاثية "الاندلس"!.