2018/03/05

ماهر منصور – صحيفة تشرين

يكتب المسلسل التلفزيوني أكثر من مرة، أولها من قبل السيناريست وتالياً على يد كل من المخرج والممثل.. إلا أن الكتابتين الأخيرتين يفترض أنهما تأتيان من باب الإغناء للكتابة الأولى لا من باب إلغائها.. وهو الأمر الذي لا يبدو واضحاً حتى الساعة على أرض الواقع، فكاتب النص التلفزيوني يصير في كثير من الحالات مجرد عامل من الدرجة الثانية في العمل التلفزيوني، وربما «كومبارس» عليه أن يؤدي مهمته وينصرف.. فنسمع عن رأي سائد يقول إن مهمة كاتب المسلسل تنتهي بتسليمه النص للشركة المنتجة، وفي مكاتب هذه الأخيرة سيشهد النص تقلبات وتغييرات عديدة، تقوم بها شركة الإنتاج المتمّلكة للنص، عبر ما يسمى المعالج الدرامي أو من دونه، فتضيف إليه ما ترى أنه عامل إغراء تسويقي أو عامل إغراء لاستقطاب هذا النجم أو سواه.. وكثيراً ما سمعنا أن الشركة الفلانية قالت للنجم الفلاني: هذا النص بين يديك أجرِ التغيير الذي يناسبك..؟!

وتالياً سيدخل النص التلفزيوني مرحلة تشطيب وتغيير ثانية أثناء التصوير على يد المخرج، ووصل الأمر ببعض المخرجين إلى حد حظر زيارة كاتب المسلسل إلى مواقع تصوير مسلسله، إلا بصفة ضيف.. ولم يحدث أن سمعنا أن كاتب عمل أشرف على تنفيذ مسلسله أثناء التصوير خطوة بخطوة. ولعل غياب المرجعية النقابية الفاعلة لكتّاب السيناريو يعمق مشكلة هؤلاء.. فلا نقابة الفنانين تستوعبهم، ولا اتحاد الكتاب يعترف بهم.. وبالتالي لا مرجعية تحفظ حقوقهم، وتدافع عنهم.

الكلام السابق لا يعني أن نصوصنا الدرامية بخير ولا تحتاج مبضع جراح.. فضعف النصوص بات صفة شائعة في الدراما السورية على تنوعها، وزاد الطين بلة التعديات التي تجري على مهنة الكتابة التلفزيونية اليوم، وقد أضحت مهنة من لا مهنة له.

لا نختلف اليوم بشأن ما أصاب النص التلفزيوني السوري من ضعف، ولكن تلك الحالة بدت أيضاً شماعة تعلق عليها نرجسية كل من شركة الإنتاج والمخرج والممثل-النجم.. ليصير بذلك العمل الجماعي في العمل الدرامي فردياً، وإن حملت شارته عدة أسماء.