2018/05/17

بوسطة – متابعة

بعد تداول العديد من الأخبار عن منع مسلسل "ترجمان الأشواق" (تأليف بشار عباس، إخراج محمد عبد العزيز) من العرض على شاشة التلفزيون في رمضان لأسباب رقابية، كتب السيناريست عباس عبر صفحته الشخصية على الـ Facebook مايلي:

هناك تصريحات ومعلومات و تفاصيل، وردتْ في بعض الصّحف بخصوص قرار منع المسلسل، إنّها لا تشكّل مادّة مفهومة يمكن الوقوف عليها، وهي هكذا: العمل يقدّم شخصيّة مسؤول فاسد - العمل غير مقبول سياسيّاً وفكريّاً !!
غير النّقطتين السّابقتين لا شيء واضح، بالطّبع: هناك العديد من المعلومات والتّفاصيل التي يعلمها المرء بشكل مباشر، والّتي تشكّل كارثة إذا أردنا سردها واستنتاج معلومات منها.

ما يُسمّى ب" رقابة المشاهدة" في التّلفزيون العربي السّوري، ومن خلفها التّلفزيون نفسه، ووزارة الإعلام ككل، سيكون عليهم تقديم بيان مكتوب " تقرير - ريبورت " عن أسباب المنع، ويجب أن يُكتب بلغة واضحة، جُمل مفيدة، معلومات مفهومة، لأنّ المسألة ليست مزحة، والأمر ليس تسوّلاً على الأعتاب ، وليس بمقدورهم أن يُلقوا بتصريح مقتضب غير مفهوم، كتلك الّتي صدرت عنهم حتّى اللّحظة.

التّقرير الّذي يجب وعليهم أن يقوموا بتقديمه، سوف تخضع كلّ فاصلة فيه، وكلّ كلمة، سطر، ونقطة، للتأمُّل، والمناقشة؛ أيّ لغة عموميّة، إنشائيّة، أو مائعة لن تكون مقبولة، نحتاج أن نعلم بدقّة.

قرار الرّقابة ينطوي على أذيّة ماديّة ومعنويّة ، وإذا لم يكن للقرار مبرّر مقنع، فذلك سوف يعني تسبّباً بأذيّة مباشرة، مع سابق الإصرار والتّصميم.

إذا كانت الدّوائر الحكوميّة غير متآلفة مع اللّغة الواضحة، وتعيش على الأقاويل والشّائعات، في عوالم تحت الطّاولة، فهذه فرصة جيّدة لكي يُحسنوا الكلام المفهوم، والواضح.

وزارة الإعلام الّتي لم تقم بواجبها، لا في الحرب، ولا قبلها، والّتي تعجز حتّى عن تأمين ظروف ريبورتاج تلفزيوني مقبول، والّتي تجعلنا نستورد مراسلين من الدّول المجاورة لتصوير أخبار لا تبتعد مئات الأمتار عن نوافذ الوزارة، أو أي من الهيئات والمؤسّسات التّابعة لها، هذه الوزارة لسان حالنا معها كما يقول الشّاعر (لا خيلَ عندكَ تُهديها ولا مالُ - فليُسعدِ النّطق إن لم تُسعدِ الحالُ).

تقصير الوزارة واضح في كلّ المناحي، والآن، ومن غير سبب واضح، يقومون بدفع العصي في العجلات.

المؤسسّة العامّة للإنتاج التّلفزيوني والإذاعي، وهي الجهة المنتجة للمسلسل،والتّابعة للوزارة، كانت قد مارست أقصى أنواع الإهمال والتّسيُّب في عمليّة التّرويج للمسلسل، وفي عمليّة تسويقه، ما السّبب ؟

للأسف لا أجد من تفسير لإهمال التّسويق والتّرويج غير أنّ: الإدارة الجديدة للمؤسّسة لا تُريد لهذا المسلسل أن يخرج إلى النّور، لأنّه يحمل اسم وتوقيع الإدارة السّابقة، وهم بذلك يضربون بعرض الحائط كل معايير ومبادئ العمل المؤسساتي، وجميع مفاهيم المسؤوليّة، فالعمل هو انتاج المؤسسة في نهاية المطاف، نجاحه سيُعتبر نجاح للمؤسّسة ككل، ولكن على ما يبدو هناك من يضع الاعتبارات الشّخصيّة فوق كلّ مصلحة.