2019/01/21

خاص بوسطة – دانا وهيبة

تتابع المخرجة رشا شربتجي عمليات تصوير مسلسل "مافيي" (يعرض على قناتي mtv وأبوظبي) في عدة مناطق بلبنان عن نص من تأليف كلوديا مارشليان وإنتاج شركة الصباح.

المخرجة السورية كشفت لـ "بوسطة" خلال وجوده في كواليس التصوير بأن اسم العمل يعكس عدة معاني وهي "مافيي ماحبك.. مافيي ما سامحك.. مافيي إكرهك.. إذاً مافيي هو كل شيء جميل"، مشيرة إلى أن المسلسل يلخص مقولة "مهما تفاقمت كمية الوجع والمعاناة والحزن لدى الإنسان إلا إن العمر قصير والتسامح والحب هما اللغة التي تنقذ العالم من كل الآلام الموجودة فيه" لتترجم رشا تلك المعاني ضمن قالب بسيط وبطريقة سلسلة من خلال علاقة حب تنشأ بين فارس وياسمة.

رشا ابتعدت باختيار شخصيات عملها عن النجوم والأسماء اللامعة في عالم الدراما العربية وانتقت مجموعة من الممثلين الشباب انطلاقا من قناعتها بأنه على أي مخرج أن يأخذ بيد الشباب الذين يمتلكون الشغف والمحبة للمهنة، إلى جانب الاستراتيجية التي تتبعها شركة الصباح المنتجة وهي إعطاء فرصة للمواهب الجديدة كي تكون حاضرة بقوة وبطريقة صحيحة على الساحة الفنية ووجدت شربتجي بأن أبطال مافيي كاستينغ صحيح من ناحية العمر والشكل الخارجي ويجمعهم الشغف والحماس ويمتلكون الموهبة "وهذا كاف كي يقدموا نتائج رائعة".

كما رأت بأن الممثل الذي يحب مهنته ويمارسها انطلاقاً من شغفه ولا يراها فقط وسيلة لكسب الرزق متحدياً جميع الظروف الصعبة، سيكون قادرا على تقديم نتائج أفضل من سوبر ستار يفتقد للحماس والمتعة ويعمل فقط من أجل جني الأموال.

وعن تعاونها الثاني مع شركة الصباح بعد نجاح مسلسل طريق أولى تجاربهما معا، تحدثت بأن ما يجمعهما أكبر من مجرد علاقة مهنية وهي شراكة إنسانية ومهنية "أكن مشاعر الاحترام للسيد صادق الصباح وأحترم طريقة تفكيره وكيفية تخطيطه لمشاريعه وأشعر بأني بين أياد أمينة معه فعلى الأقل أضمن توزيع عملي على المحطات بطريقة جيدة وتحقيقه لنسب مشاهدة عالية ناهيك عن الظروف الإنتاجية المناسبة للعمل".

أحداث "ما فيي" التي تمتد على مدى ستين حلقة يتطلب من المخرجة جهد ووقت إضافي، إذ تؤكد بأن الأعمال الطويلة تحتاج لصبر ونفس طويل "والمخرج الذي لا يتحلى بتلك الصفتين لا يستطيع إنجاز نوع كهذا من الأعمال".

ورغم جمالية اللوكيشن الأساسي لأحداث العمل والسحر الخاص الذي يتمتع به لم تخف رشا الصعوبات المناخية التي رافقتهم خلال فترة التصوير، بالمقابل أعربت عن إعجابها بفصل الشتاء مبينة أن الصورة خلاله تبدو أجمل وأجواؤه أروع وخاصة في الأعمال الرومنسية "رومنسية بدون شتاء ما بتزبط"، كاشفة بأن العمل ليس رومنسي بالكامل فهو لا يخلو من عنصر التشويق كي يبقى المشاهد على ترقب للأحداث".

وفي سؤال لها هل العمل الرومنسي أسهل من غيره تقول "يبدو من بعيد بأن العمل الرومنسي أسهل لكنه ليس بالسهل أبدا بل أعتبره الأصعب كونه يعتمد على المشاعر والأحاسيس أي على أداء الممثل بالكامل، فمن السلس أن نصنع مشهد تفجير أو معركة أو دمعة لكن من العسير أن نصل للجمهور عبر بسمة أو عين تضحك أو تعشق".

صاحبة "الولادة من الخاصرة" التي يرى الجمهور بأنها اتجهت خلال الفترة الأخيرة إلى الأعمال المشتركة مبتعدة عن السورية أكدت بأنها مع فكرة "البان أراب" من قبل الحرب، فهي مهرب من الحرب لإيجاد منافذ أخرى بعد تدني مستويات الأعمال المقدمة، وتعقب "منذ أن نفذت مسلسل بنات العيلة جمعت عدة جنسيات عربية وأنا أشجع هذا الخليط تجمعنا لغة وعادات وتاريخ فإذا لم تجمعنا السياسة فيجمعنا الفن، وإذا لم تجمعنا الأرض فتجمعنا الأفكار، ليس للفن جنسية معينة إنما هو خليط، وطالما هو مقدم بشكل منطقي والقصة محبوكة وغير مفبركة "مو حدا من الهند وحدا من السند" متسائلة أين الخطأ بالموضوع؟.

وكشفت رشا بأنها هربت خلال الحرب إلى الغجر من البشر العاديين الذين يمتلكون هوية وجنسية عبر مسلسل "سمرا" لأنهم لا يقتلون ولا يذبحون بعضهم "صحيح بأن قانون الغاب هو من يحركهم لكن هناك حالات حب، وهربت من الدماء الى الحب بعلاقات خاصة "، لا أريد المتاجرة بأزمتنا وحروبنا ومصائرنا أردت الابتعاد عنها ورؤيتها من بعيد كي أستطيع العمل فيها".

كما رفضت شربتجي فكرة اتخاذها قرار العمل ضمن نمط درامي معين "ليس هناك مخرج مصنف لنمط واحد فعليه أن ينفذ جميع الأنماط ولكل نوع شريحة"، مضيفة" أنا لا أحب أن أكرر نفسي والاستنساخ بعيد عن أعمالي أحب أن آنجز كل عمل بلون من أجلي أولا ومن أجل المشاهد ثانيا ولكي أجد أدوات جديدة وأسلوب جديد ولا أشعر بالملل من نفسي.

وعن المطالبات بإنتاج جزء ثاني من مسلسل "طريق" رأت رشا بأن عابد فهد ونادين نجيم شكلا ثنائي رائع ونالا محبة الناس "وشرف كبير لنا أن نطالب بجزء ثاني"، وصرحت لنا عن استعدادها لتنفيذ عمل لايت رومنسي قريبا.