2019/07/01

خاص بوسطة

انطلق يوم أمس (الأحد 30 حزيران)، العرض الأول لمسرحية "3 حكايا"، إخراج أيمن زيدان، وبالتعاون في الإعداد مع الكاتب محمود الجعفوري، عن نص "قصص تروى" للكاتب والمخرج المسرحي الأرجنتيني أوزوالدو دراكون، وشارك في المسرحية الممثلون: حازم زيدان، مازن عباس، خوشناف ظاظا، قصي قدسية، ولمى بدور.

"بوسطة" كانت في يوم الافتتاح والتقت المخرج أيمن زيدان، الذي أكد أن هذا النوع يحتاج الكثير من الجهد لصعوبته "لا شك أن هذا النوع معقد وصعب ويتطلب كماً هائلاً من الجهد والتدريب والبحث وبالتالي يحتاج لعشاق مسرح وشركاء فيه، وكم العرق الذي ذرف بالتدريبات يفوق التوقع، وحاولنا أن نكون مخلصين واستطعنا تقديم ما صبونا إليه".

زيدان الذي يحمل بجعبته مجموعة رسائل للحياة والمجتمع يسعى الى إيصالها عبر المسرح "المسرح صديقي أنا لم أنفصل عنه وكل عام تقريبا أنجز عرضاً مسرحياً لأن لدي هواجس أحب أن أقولها وأعبر عنها".

وعن رغبته بالعودة إلى الدراما قال: "لست مستعجلاً للعودة الى الدراما التلفزيونية". ولم يؤيد زيدان شرط أن يكون نص العمل المسرحي سوري، ويرى بأن الفكرة غير دقيقة والمهم مدى ملامسة العرض للإنسان والشارع السوري "بكثير من الأحيان ممكن أن يكون شكسبير سورياً أكثر من أي كاتب سوري الجنسية كتب نصاً متواضع المستوى" مضيفاً: "أعتقد أن الأوان حان كي نخرج من هذه الدوامة الضيقة وأن نحاكم العرض لا النص، فالمسرح عرض وليس نصاً أدبياً، وجنسية الكاتب لا تنسب العرض لها وإنما طبيعة الوجع المطروحة وطريقة التناول".

وأوضح زيدان سبب اختياره لهذا النص بالتحديد، مؤكداً أن اختيار النص المسرحي يخضع لشرطين أساسيين، الأول أن يلامس محتواه أوجاع الناس وتعبهم وينقل همومهم، والثاني أن يتيح تقديم شكل فرجوي ينتمي لنا ولتفكيرنا، ولتوفر هذين السببين تم اختيار النص.

وعن تحبيذه لاستخدام دمى وأقنعة بعروضه المسرحية، أرجع زيدان السبب إلى أنه يرى بهما جزءاً من الحياة ويحقق أيضاً من خلالهما شكلاً فرجوياً لأنماط وشخصيات معينة تشكل حالة عامة ومنتشرة.

وتحدثت "بوسطة" إلى الممثل مازن عباس، الذي أكد أن العمل كان واضحاً على الورق من اللحظة الأولى، "رؤية أيمن زيدان أن التجربة صعبة، لكن ستكون مغامرة ممتعة لكل فنان، إذا كان لدينا هواجس، ونحن درسنا فن لأننا نملك الهواجس"، مضيفاً: "في السنوات العشر الأخيرة لم يتحقق أي هاجس، لذا أتيت منكباً عندما دعاني أيمن زيدان".

وأشار عباس إلى أن الكوميديا أسهل بالنسبة له، وأنه على خشبة المسرح واجه صعوبة كبيرة باللوحة الأخيرة التي لعب فيها شخصية "كلب" بأن يصل إلى اللحظة التراجيدية " اللوحة الأخيرة مجازفة"، مبيناً أنه كان بتحدٍ مع نفسه لأن العمل على الخشبة مختلف " العمل في التلفزيون يصيب أدواتك ومفرداتك بالصدأ ويؤدي لتراجعها".

فيما أكد الممثل خوشناف ظاظا، أن العمل مجهد ويلامس العمق الإنساني بأسلوب إخراجي مهم، لافتاً إلى أن الصعوبة تمثلت بالتنقل بين الشخصيات، وأكمل: "خمس عروض من التعاون مع الفنان أيمن زيدان، بمثابة سنة دراسية كاملة عن المسرح والتمثيل والإخراج".

ولم يختلف الممثل قصي قدسية برأيه مع ظاظا فيما يخص التنقل بين الشخصيات، مشيراً إلى أن هذا التنقل خلال دقائق هو شرط العرض، "لا شك أن المسألة صعبة، لكن بالتمرين والبروفات، تصبح هذه الصعوبة ممزوجة مع المتعة الخالصة".

أما الممثلة لمى بدور، والتي تؤدي دور الزوجات الثلاث في المسرحية وفي كل حكاية تكون زوجة لرجل لديه معاناة محددة، بينت أن الصعوبة تكمن بكون النساء الثلاث يعانين، والنهايات دائماً مريرة، ما يتطلب حضور الجانب العاطفي عند الزوجة كل الوقت، وأضافت: "في الأمر الكثير من الصعوبة وبذات الوقت هناك متعة، لأنك تحاول مقاربة الشعور الوجداني، وهذا جميل".

وحول فكرة التنقل بين الشخصيات، قالت بدور: "لو لم يكن أيمن زيدان لا أتشجع على دخول هذه التجربة، لأنها قد تكون مطباً كبيراً"، وتحدثت عن سبب حضورها في السينما والمسرح بشكل أكبر، قائلة: "المسرح والسينما يعنيان لي الكثير، وفي التلفزيون الصناعة تكون لمجرد الصناعة، والخيارات لا تكون جيدة دائماً ما يدفعك للابتعاد، وأنا لا أفضل أن أكون موجودة لمجرد الظهور".

والتفت بوسطة أيضا الممثل حازم زيدان، الذي أشار إلى أن المسرحية بما فيها من تراجيديا وكوميديا، مجهدة كثيراً، لافتاً إلى أن الوجود على خشبة المسرح يعني له إعادة التحديث "أعود وأتذكر إمكانياتي، ما الذي أستطيع فعله، وما الذي لا أستطيع، والمسرح ضروري، لأنه يفتح كل مواضع القدرة الفنية لديك".

وفيما يتعلق بصعوبة التنقل بين الشخصيات، قال زيدان: "واجهنا صعوبة بالبدايات ثم تداركنا الموضوع تدريجياً، حتى تمكنا من تقديمها وأدائها بسلاسة" وأكد أنه لا ينتظر دوراً في التلفزيون "لأنه إذا اعتمد عليه الممثل سيتعب نفسياً، وأنا دائما لدي مساحات تخصني أعمل بها".