2020/04/19

خاص بوسطة – عقبة الصفدي

يجسد الفنان عباس النوري أحد أدوار البطولة في مسلسل "شارع شيكاغو" (إخراج محمد عبد العزيز وتأليفه بالتعاون مع الكتّاب رزان السيد، علي ياغي، يزن الداهوك)، حيث يؤدي شخصية مراد بيك عكَاش، في مرحلته العمرية المتقدمة، وكان من المقرر أن يعرض المسلسل في الموسم الرمضاني المرتقب، إلا أنه تأجل، لعدم الانتهاء من تصويره بشكل كلي، بسبب الاجراءات الاحترازية للحد من انتشار فايروس كورونا.

النوري تحدث عن شخصيته لـ "بوسطة" قائلاً: "مراد من منبت خواجات، هؤلاء الذين تأذوا بفعل قوانين أتت لينحكم فيها المجتمع بطريقة ما، وهم من ضحايا التأميم والإصلاح الزراعي اللذين حصلا في فترة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، بالوحدة بين سوريا ومصر، والاختلاط الذي حصل نتيجة المفاهيم الآتين بها، على أنها ثورة ستغير المجتمع، وهذا الشكل الخاص للمجتمع السوري الذي له تركيبته".

وتابع: "مراد من الأشخاص الذين دفعوا ثمناً إثر قدوم هذه القوانين للمجتمع، ونتيجتها أنه يذهب للمعرفة والصحافة والسياسة، ويدفع ثمناً لا علاقة له فيه"، مبيناً أنه حدث تفاهم بينه وبين الفنان مهيار خضور الذي يؤدي شخصية مراد في شبابها، وقال: "حدث تفاهم مشترك مع مهيار خضور بالاتفاق مع المخرج، على كيفية أداء هذه الشخصية بالطريقة الأمثل، لأن علاقاتها نفسها عبر المسلسل والحكاية نفسها تمتد من الستينيات إلى 2009، ويكمل "ونحن متفقون على طريقة أداء معينة، وعلى نقاط تشابه وشكل ما".

وتطلبت الشخصية من النوري حالة من التعب، تمثلت بالتصوير طوال اليوم دون راحة، لكن هذا الأمر تحمله لسببين " طبيعة الحكاية، والدور، الذي فيه شيء حقيقي، يشبه الحياة، وهذا يستفز الممثل"، مضيفاً "، وأنا لا أتعب بقدر ما أستمتع"، وبين أنه يشعر بالتعب نهاية التصوير "تعب ليس من الجهد الذي بذلته، بل لأن هناك جهداً عصبياً على أكثر من مستوى".

عباس الذي يخوض تجربة جديدة مع عبد العزيز، بعد ترجمان الأشواق (نص بشار عباس)، أكد أن الإخراج يزيد شغف الممثل إضافة للورق "النص يعادل الإخراج بلحظة من اللحظات بالنسبة للمثل، فعندما يكون هناك مخرج إدارته دقيقة وحميمية وحقيقية بنفس الوقت، وهناك إحساس بالشراكة، هذا يزيد شغف الممثل بالتعب على الدور الذي يجسده، وإعادة النظر فيه، ومحمد عبد العزيز لديه هذه الميزة بشكل حقيقي"، ولفت إلى أن عبد العزيز في هذه الحكاية بالتحديد لا يفرض حركة أو طريقة أداء، بل يقترح أو يفكر بصوت عالٍ بكل ما يمكن أن يكون صحيحاً، أو حتى خطأً ويناقش.

وعن الرسالة التي يريد محمد عبد العزيز إيصالها وأن عباس النوري شريك فيها قال: "شراكتي مع محمد عبد العزيز دائمة سواء أكنت معه بالعمل أم لا، هو صاحب مشروع وأنا أدعمه، والأمر لا يتوقف على عبد العزيز، هناك الكثيرون لديهم مشاريع، وأنا مع كل مشروع جاد، يقول الحياة كما هي، ثقافة تطرح الاقتراح ولا تفرضه، فبترجمان الأشواق تم طرح مقترح خلاب وجميل، لكن تم الاعتداء عليه بطريقة خلابة عن طريق خبز الحياة".

وفيما يخص تقدم عباس بالعمر، وفق ما ثارعلى السوشيال ميديا بعد رؤية صور له من كواليس "شارع شيكاغو"، يعلق النوري "نعم أطمئنهم انا كبرت بالعقل" ويضيف ضاحكاً: "مع التجارب الكثيرة يكبر العقل، وبالأساس أنا لست صغيراً بالعمر، لكن شكلي لا يعطي عمري، هناك ممثلون أصدقاء لي يمكن أن يلعبوا دور أبي، وهناك من هم أصغر مني بعشر سنوات يمكن أن يؤدوا دور عمٍّ لي".

ويستمر: "قد أكون رابحاً بهذه النقطة، لكني لا أستطيع أن أخون ذاكرة الجمهور، أنا دخلت بالعقد السادس، لست صغيراً بالعمر أبداً"، وبين أن الماكياج الذي أجري له كان بحيث يتقارب مع جيل الستينات وما قبل. وفيما يتعلق بمشاركة عدد ممن النجوم السوريين بالعمل، قال النوري "هذا يخلق شغفاً أكبر وتنافساَ وعطاءً أهم، وطبيعة الحكاية فرضت وجود هؤلاء النجوم، والمساحات تستدعي وجود نجوم"، ويضيف "فمثلا لا يمكن أن يُعطى دور كالذي يؤديه الفنان دريد لحام لأحد غيره".