2020/05/19

خاص – بوسطة

وجد صناع معظم الأعمال الدرامية هذا الموسم في الظروف التي فرضها فيروس كورونا، مبرراً يستندون إليه للوقوف بوجه الآراء التي تنتقد أعمالهم، إلا أن الكاتبة سلام كسيري مؤلفة مسلسل "الساحر" (حوار حازم سليمان، إخراج عامر فهد)، رأت أنه ورغم تلك الظروف تمكن مسلسلها من تحقيق نجاح وجماهيرية كبيرة.

العمل الذي يروي قصة "مينا"/ عابد فهد، وكيف تقوده الصدفة لدخول عالم الكبار، وزعه صناعه على جزأين للحاق بالموسم الرمضاني، ومع انتهاء عرض الجزء الأول الذي امتد على 17 حلقة، تباينت آراء متابعيه بين من رأى العمل سلساً وممتعاً، ومن رآه يستخف بعلوم الطاقة ولا توجد فيه قصة، الأمر الذي اعتبرته المؤلفة ظلماً فعلياً لها.

وللحديث عن تلك المسائل، "بوسطة" حاورت كاتبة المسلسل سلام كسيري:

من أين جاءت فكرة الكتابة عن المنجمين، لا سيما أنه سبق وقدمت أعمال في هذا الإطار؟

أحببت تناول شخصية من هذه العوالم ومتابعة تطورها من الصفر، ربما تناولت الدراما العربية بعض من تلك المواضيع سابقاً، لكن في الساحر كان ذلك هو الموضوع الرئيس ولم يطرح كموضوع جانبي يخص أحد شخصيات العمل، من خلال ذلك أحببت أن أروي قصة لطيفة وممتعة عن أشخاص موجودين في حياتنا ويصل صوتهم كل يوم إلى بيوتنا ويخترق تلفزيوناتنا وهواتفنا، سواء آمنا بهم أم لا.

ما مرجعيتك كانت وهل تواصلت مع أشخاص مختصين في هذا المجال؟

عندما كتبت القصة كنت أعلم أني لن أجهد نفسي في البحث عن أدوات موضوعها العام، ولا في نسج حواراتها لأني على اطلاع لا بأس به ببعض هذه المجالات مثل: علم الطاقات التسع وفلسفة الكارما وعلم هندسة الطاقة الصينية (الفنغ شوي). أضعت وقتاً لا بأس به بين عامي ٢٠٠٥ و ٢٠٠٨ في الاطلاع على تلك العلوم التي جذبتني وقتها، و قررت منذ ذلك الحين كتابة قصة من وحي هذه الأجواء، ومع بداية كتابة الحلقات تم جمعي بشخصيتين رائدتين في هذا المجال ونجمين شهيرين في موضوع التنبؤات بالعالم العربي، أطلعاني على شيء من تجربتهما وكنت مستمتعة جداً بما زوداني به من قصص طريفة مرا بها.

اتهم العمل من قبل البعض بأنه يسيء للعاملين في مجال علم الطاقة وأنه علم يدرس، والمسلسل استخف فيه كعلم وأظهره على أنه يعتمد على الأكاذيب، ما تعليقك؟

أبداً، أنا في مرحلة من حياتي كنت مهتمة بما يسمى بعلوم الطاقة وعلى اطلاع عام بأسس علم الفلك أيضا ذلك لأنها كانت تجذبني وتشعرني بالتسلية، وما زلت أحب أن تصدق بعض جوانبها في حياتي من باب المرح، ذلك لا يعني أني مؤمنة بها بشكل مطلق، أؤمن بإحساسي فقط وبالأسس المنطقية والقوانين التي يضعها كل شخص لنفسه حسب قناعاته الخاصة، لا أحد يعلم بالغيب نحن فقط نجذب أحداث حياتنا حسب ما نتمنى أو نتخوف أو نسعى، الله وحده يعلم الى أين سنمضي، ولا يوجد علم حتى الآن يستطيع تحديد شيء عما سيحصل في المستقبل، برأيي أن مرجعيات هذا المجال هي فلسفات ومعتقدات أكثر من كونها علوم رياضية مثبتة النتائج.

هل وجدت العمل على الشاشة هو ذاته الذي كتبتيه على الورق؟

أنا ألفت القصة وكتبت عدداً من حلقاتها قبل أن أترك كتابة سيناريو وحوار حلقات العمل ويتسلمه كاتب آخر، أعاد كتابة حلقاتي واستخدام ما وضعته عن شخصيات القصة ومنطقها بطريقته وأسلوبه، المختلف بالطبع عن أسلوبي.

ما تعليقك على الآراء التي قالت أن لا قصة في "الساحر"؟

إن كان هذا رأي البعض، فأنا مظلومة فعلاً، لأن القصة التي كتبتها غنية جدا بالأحداث رغم أني لم أكن المسؤولة عن ترتيب تلك الأحداث على الحلقات بسبب ظرف قاهر منعني من استكمال كتابة السيناريو والحوار، لكني رغم ذلك أرى أن نسبة الأصداء الإيجابية التي حققها العمل، أعلى من نسبة الآراء المنتقدة، أعد أني سأدافع المرة المقبلة عما أؤلفه، لكني لست مستهينة بما حققه الساحر من نجاح وجماهيرية على الأطلاق.

هل توزيع المسلسل على جزأين بسبب كورونا ظلمه؟

أعتقد أن العمل مع كل تلك الظروف والأحداث، حقق نجاحاً وجماهيرية كبيرة، وبالرغم من كل شيء سعدت لأنه كان موجوداً على خارطة أعمال رمضان هذه السنة، وحسب ما أعلن صناع العمل فأن الجزء الثاني سيصور ويعرض لاحقا، لتتم أحداث القصة وتكتمل رؤية العمل.

عرض لك هذه السنة عمل آخر بعنوان إجازة ما رأيك فيما حققه؟

إجازة عمل يعرضه تطبيق "جوي"، نال إعجاباً كبيرا من متابعيه و أصداء رائعة في السعودية، نعم أعتبره أجمل نص أنجزته وفخورة بالعمل لأن النص الذي كتبته نفذ بحذافيره، فقط حولت حواراته للهجة السعودية، بالطبع اكتملت عناصر نجاحه بجهود نجوم العمل أسيل عمران وتركي اليوسف وباقي نجومه، إضافة لجهود المخرج محمد لطفي الذي عمل على تقديم صورة إخراجية غير نمطية.

عرض عمل آخر من تأليفك هذا الموسم، هو مسلسل قصير من ثمان حلقات ضمن "الحب جنون"، بعنوان "متاهات" ماذا تخبرينا عنه؟

متاهات عمل قريب جدا من قلبي ويشبهني شخصيا، حيث تلعب دور البطولة فيه كاتبة مجنونة ومزاجية تشبهني لحد ما، اسمها كلارا وهي شخص لم يعد يؤمن بالحب، مما يجعلها تقوم باللعب حين تقابل شخصاً يعجبها، لكن ذلك يكلفها أثماناً كبيرة تدفعها لاحقا، حين تكتشف في وقت متأخر بأنه الشخص الذي يناسبها هذه المرة وتتعلم أن لكل قاعدة شواذ وأن الحب يلغي أحيانا التجارب والخبرات ليضعنا أمام حقائق جديدة في كل مرة يطرق فيها بابنا، كانت تجربة عمل ممتعة مع المخرج مروان بركات وشركة "غولدين لاين".

هل تابعت شيئاً من أعمال هذا الموسم وأعجبك؟

كنت بحالة صحية ونفسية سيئة منذ بداية الشهر، منعتني من متابعة أي شيء، لكني أنوي متابعة مسلسلي "النحات" و"مقابلة مع السيد آدم" بأقرب وقت.