2020/06/01

حاتم علي: مقولة الإبداع يولد من رحم المعاناة لا تنطبق على الدراما
حاتم علي: مقولة الإبداع يولد من رحم المعاناة لا تنطبق على الدراما

بوسطة

أكد المخرج حاتم علي أن الحرب في سوريا دمرت كل الصناعات بما فيها الدراما، مشيراً إلى أن المسلسل السوري يكاد يختفي، وأضاف: "داخل الوطن هناك مجموعة مخرجين يحاولون تقديم تجارب ولكن ليس هناك تمويل وإمكانات ومساحة كافية من الحرية، وكل ذلك يؤدي إلى تراجع الدراما التي تعد في أسوأ حالاتها".

ونفى علي في حواره مع "الإمارات اليوم" تطبيق مقولة "الإبداع يولد من رحم المعاناة" على الدراما، موضحاً: "هذا قد ينطبق على الفنون الفردية، كالكتابة والرسم والموسيقى، ولكن ليس على الفنون التي تحمل بجانب منها صناعة، تحتاج إلى تمويل واستقرار وشروط كثيرة هي بطبيعة الحال غير متوافرة في زمن الصراعات والحروب". وتابع: "كاذب من يدعي أنه يمكن أن يعمل من دون تنازلات في هذه الظروف، فالدراما السورية تكاد تختفي، وكثيرون من العاملين بالمجال يعيشون في الشتات، ويعملون في بيئات غير البيئة السورية في محاولة للتأقلم مع المرحلة، وهذا بالتأكيد على حساب الخيارات، وعلى حساب الصنعة الفنية، ومحظوظ ذلك المخرج الذي يجد مشروعات تناشد تطلعاته، وتحاكي المناخات التي يفتقدها".

وتحدث عن ارتباط الدراما بالموسم الرمضاني والتزامها بـ 30 حلقة، لافتاً إلى وجود محاولات اليوم للخروج عن هذا السياق، "إذ أنتجت أعمال من 10 حلقات، ولكن هذا لن يلغي وجود المسلسل الرمضاني، فعادة إنتاج الدراما الرمضانية يرتبط بالتسويق، واليوم بدأت الإعلانات تتسرب إلى منصات أخرى، وهذا شجع صناع الأعمال على الذهاب إلى تلك المنصات، وستزداد مع الوقت".

وتناول خلال حديثه مسألة إنتاج عدة أجزاء من المسلسل الواحد، مؤكدا أن ذلك جزء من الصناعة الدرامية "وهذا موجود في الخارج، ويتبع تقبّل الجمهور، فطالما أنه مستعد للمشاهدة والعمل يحصل على الإعلان فيمكن إنتاج أجزاء منه، فالمعيار هو البيع، والعائد المادي أيضاً هو تعبير عن عدد المشاهدات".

أما على صعيد السينما، عبّر حاتم عن حزنه لغياب الصناعة السينمائية في سورية، منوهاً إلى أنه يجد في الدراما متنفساً عن ذلك، واصفاً إياها بـ "الصناعة الجماهيرية الشعبية"، وعقب: "هنا تكمن قوتها ونقطة ضعفها أيضاً، فضمن إطار الشعبوية تبقى الدراما عصية على التطوير، بخلاف السينما التي تعد منصة أكبر للطرح على صعيد المضمون والشكل" لافتاً إلى أننا في السينما نختار الجمهور، فيما يتوجه التلفزيون إلى شرائح اجتماعية مختلفة، ولكل الأعمار، وأضاف: "الخطاب يجب أن يكون مبسطاً كي يلقى الإجماع، ولابد من أخذ الحذر في طرح الموضوعات، خصوصاً أننا ندخل البيوت، وهناك شروط لهذه الضيافة".

ولفت حاتم إلى أن قوة السينما الأميركية تكمن في أن العالم كله سوق لهذا المنتج "ومن هذا المنطلق أيضاً تستمد السينما المصرية قوتها، فهناك 100 مليون مشاهد مصري، إضافة إلى السوق العربية كلها، والسينما الهندية كذلك، هذه الأنواع من السينما لها أسواق، ولهذا تحولت إلى صناعة"، معقباً: "أمام سيطرة الفيلم الأميركي، نجد أن السينما الأوروبية لها مشكلات تكاد تتشابه مع مشكلاتنا العربية، ولهذا نحن بحاجة إلى مقومات أخرى، ومن هنا تنبع أهمية المبادرات الاجتماعية والحكومية وصناديق الدعم وورش العمل التي تناقش مشكلاتها وتستخلص الحلول، ففي النهاية النشاط السينمائي هو جزء من النشاط الاجتماعي، وهو تعبير عن حالة المجتمع وتطورها وانخراطها في حوار حضاري مع المجتمعات الأخرى"، مؤكداً أن هذه الصناعة لا تتحدد أهميتها من العائد الاقتصادي، لأنه أحد جوانبها ومكتسباتها، "فهي تتجاوز البعد الاقتصادي بأبعاد مجتمعية حضارية وسياسية وإنسانية".