«The voice» في مرحلة العروض المباشرة.. وموعد مع تغيير خارطة الغناء العربي ؟

روزالين الجندي – البعث

>    شغلت مسألة الأصوات الغنائية الجديدة والبحث عنها بال الكثير من شركات الإنتاج والقنوات الفضائية العربية في السنوات الأخيرة الماضية، كما تعددت وتنوعت البرامج التي تهتم باكتشاف مواهب الغناء من (غني مع غسان) لغسان الرحباني، إلى (سوبر ستار)، وستار العرب وغيرها من البرامج والتي كان آخرها البرنامج الضخم الذي يعرض على شاشة (mbc1) والذي حمل عنوان «the voice» «أحلى صوت» الذي تابعناه هذا الأسبوع بمرحلة العروض المباشرة، والذي بلغت نسبة مشاهدته ما يقرب المائة مليون مشاهد،

حيث قدم المتسابقون والذين بلغ عددهم ثلاثة في كل فريق أغنيتهم المختارة بمساعدة المشرف من الفنانين الأربعة (كاظم الساهر، شيرين عبد الوهاب، صابر الرباعي، عاصي الحلاني) إذ لكل فريق مشرف من الفنانين الأربعة كان سبق له اختيار الأصوات التي أعجبته ضمن فريقه والتي خضعت بدورها لتصفيات حتى وصلت لمرحلة العروض المباشرة أمام الجمهور واللجنة من الفنانين، وفي هذه الحلقة تولى الجمهور عبر التصويت "تنجيح" متسابق من كل فريق، بينما كان على الفنان المشرف أن يختار من بين المتسابقين الاثنين المتبقيين واحداً لينتقل إلى المرحلة الأخرى من المسابقة، هنا وقع العديد من الفنانين في حيرة لقوة الأصوات وجمالية الأداء الذي خرج به المتسابقون على الجمهور، ففي فريق صابر تبارت ثلاثة أصوات قوية، لمياء جمال، سامر أبو طالب، وكريستيان أبو عني، الذي أسماه صابر وحش الشاشة وأن له مستقبلاً فيما بعد مهما كانت النتيجة، لكن من كتب له الفوز في فريق صابر كانت لمياء جمال التي اختارت أغنية "شفتو من بعيد" لتمنحها المزيد من الغنج والدلال على المسرح، وكذلك سامر أبو طالب من مصر.

أما فريق عاصي فقد تبارت فيه ثلاثة أصوات السورية التي لقبت بالفراشة إيناس لطوف مع التي غنت "ارجع للشوق ياللي انت ناسيني" بديكور و(ستايل) أعادنا إلى زمن الستينيات، كما قدم موري حاتم أغنية I Will Survive بينما قدم مراد بوريقي أغنية "قدك المياس ياعمري" وبما أن هناك خاسراً يجب أن يغادر الفريق كانت الخسارة من نصيب فراشة البرنامج إيناس لطوف، في حين فريق كاظم ضم أصواتاً كانت على درجة عالية من القوة والتمكن كالسورية نور عرقسوسي التي نالت أعلى نسبة تصويت من الجمهور على أغنيتها You Lost Me التي أدتها بإحساس عال، نور التي هزت عرش لجنة التحكيم كما قيل في المرحلة الأولى، اعتبرها الجمهور الصوت الأقوى في هذه الحلقة على الإطلاق، كما ضم فريق كاظم كلاً من ربى الخوري، ورضوان قطيش الذي كان حظه هو الخروج من المسابقة كزميلته إيناس لطوف.

أما فريق شيرين فقد تسابق فيه كل من محمد عدلي الذي أثبت لشيرين أنها قادرة على الاعتماد عليه من خلال أغنيته التي اختارها وأداها بتميز أغنية "على بالي" وكذلك من انجي أمين التي غنت "خليك هنا خليك"، ويسرا منصور التي اختارت أغنية أجنبية مع عزف على الغيتار والتي استطاعت أن تدفع بشيرين لكي تغني لها (يسرا شو عملت فيي ،يسرا ويلك يا ويلك من الله ، برمت عليك الدني كلها شو عملت فيي) لكن كل هذا الإطراء لم يستطع مع التنافس القوي من المتسابِقَين الأُخرَيين أن ينتقل بها إلى المرحلة التالية من المسابقة إذ انضمت لكل من إيناس ورضوان وكريستيان، والذين بلا شك ورغم خسارتهم المحزنة إلا أن مجرد وصولهم إلى هذه المرحلة قد حقق لهم نجومية ما تلبث أن تجد لها طريقاً إلى شركات الإنتاج الفني كما سينتقل المشاهد مع المتسابقين المتبقين والنجوم من الفنانين (لجنة التحكيم)، إلى منافسات وعروض غنائية مميزة حاضنها الأساسي مسرح استعراضي مميز بديكورات وإضاءة مذهلة، وتقارير عن كل متسابق أعدت باحترافية عالية، بالإضافة لأغنيات يقدمها كل فنان مع فريقه ضمن توليفة خاصة كما استمتعنا بنموذج منها ضمن حلقة هذا الأسبوع من مرحلة العروض المباشرة.

برنامج «the voice»، ورغم أن فكرته مأخوذة من البرنامج الهولندي المنتج عام 2010 والذي حمل ذات الاسم إلا أن النسخة العربية منه بلجنة تحكيمها التي ضمت كبار الفنانين العرب المشهود لهم باحترامهم للفن الذي يقدمونه، استطاع أن يقدم لنا مع كل مرحلة منه أصواتاً سيكون لها من الآن شأن آخر، حتى وإن لم تصل إلى الفوز بلقب أحلى صوت، وإلى أن يتيح لنا مناخنا المحلي إنتاج هكذا برامج بلجان تحكيم حقيقية سنظل نحلم بأحلى صوت؟!