2012/07/04

آسر ياسين: الحرية غالية جداً
آسر ياسين: الحرية غالية جداً

دينا الأجهوري – دار الخليج

آسر ياسين فنان مختلف ذو تركيبة مميزة منذ بداياته الفنية تنبأ النقاد له بمستقبل باهر، وفي كل دور يقوم

بتجسيده كان يفاجئ جمهوره، ولكن كانت المفاجأة الكبرى عندما شارك بدور فعال وإيجابي مع “شباب 25 يناير”،

حيث خرج مع الشباب إلى ميدان التحرير في القاهرة مطالباً بتغيير النظام الحاكم وتنحي الرئيس السابق محمد

حسني مبارك، حتى أنه أقسم بأنه لن يعاود للتمثيل وممارسة عمله إلا بعد رحيل مبارك وهذا ما كشف عنه آسر في حواره مع “الخليج

* جاءت ردود أفعالك وتصريحاتك أثناء المظاهرات عنيفة للغاية وتعتبر الأكثر قسوة ضمن تصريحات الفنانين الآخرين،

حيث أقسمت أنك لن تعود إلى العمل إلا بعد رحيل مبارك ولن ترحل من الميدان حتى ولو رحل الثوار . . لماذا؟

لأنني كان داخلي غليان وغضب من أساليب النظام الحاكم التي كان يستخدمها مع المصريين وكأننا “حيوانات” ليس

من حقها أن تنعم بأي شيء، رغم أننا نعيش على أرض بلدنا، كما أنني “موجوع” من إهدار كرامتنا في بلدنا، وهذا

أدى إلى عدم احترامنا في الخارج عندما كان يسافر المصري إلى الخارج كان يخجل من أن يقول أنا مصري لكن الآن يستطيع أن يفتخر بمصريته أمام العالم كله

* كيف كان إحساسك بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم؟

احتفلنا جميعاً ولم أعد إلى منزلي إلا صباح يوم السبت فالفرحة كانت تشمل جميع أنحاء مصر وكان لابد من أن نحتفل بحصادنا .

شعرت بأن المصريين نجحوا في إعطاء درس مهم جدا للعالم، شعرت بالفخر وليس أنا فقط ولكن كل المصريين،

وللعلم ليس برحيل مبارك تكون كل المطالب قد نفذت، ولكن ننتظر محاسبة الفاسدين، وإعادة أموال مصر التي تم استنزافها وتشكيل حكومة جديدة يتم انتخاب رئيس جديد لأول مرة في تاريخ مصر المعاصر

ما رأيك في الانقلاب المفاجئ في آراء بعض الإعلاميين والفنانين؟

أكيد كل إنسان حر في اختياراته السياسية ولكن أحب أن أؤكد أن هناك بعضاً منهم كانوا مضطرين لمساندة النظام وأنا

أعي معنى قولي وأعلمهم جيداً لذلك أرى أن موقفهم لم يكن نابعاً من داخلهم لذلك لن يحاسبوا عليه، لكن ما

أوجعني أن البعض منهم وصف شباب ميدان التحرير بالخيانة والعمالة وذلك مجاملة للنظام، بينما كان هؤلاء الشباب

ينامون في العراء من أجل مصر في ميدان التحرير تحت الأمطار وفي البرد القارس من أجل إعادة حقوق المصريين التي

سلبها النظام، ولكن الشعب المصري شعب رائع وشعب مثقف ويستطيع أن يفرق بين المحترم والمنافق . والفرز سيحدث سيحدث .

كيف ترى مصر بعد هذه الثورة هل تغيرت؟

مصر أذهلت العالم كله بنجاح هذه الثورة المبدعة التي لم تحدث على مر التاريخ، يكفي أن مجلس العموم البريطاني

طلب من رئيس وزراء بريطانيا أن يتم تدريس ثورة “25 يناير” في المناهج البريطانية، تلك الثورة التي بدأت بالشباب ثم

انضم إليها جميع طوائف الشعب المصري، من الآن لابد أن يشعر المصري بحريته ويتحدث عن أي فساد يجده أمامه ولا يخشى أحداً

* هل فكرت في تقديم عمل سينمائي أو تلفزيوني يتناول أحداث الثورة؟

نعم أتمنى ذلك ولكن ليس في الوقت الحالي لأن الثورة حتى الآن لم تكتمل فلابد مثلما قلت من قبل إعادة ثروات

مصر التي هرب بها الفاسدون كما أن الوضع الحالي في مصر لا يستطيع أي مؤلف أن يختزله في عمل فني سواء أكان

تلفزيونياً أو سينمائياً، مؤكداً أن أي مؤلف يجب عليه أن يتروى قبل الشروع في كتابة أي عمل فني يتحدث عن “ثورة 25

يناير”، خاصة أن في مثل تلك المواقف والأزمات من الممكن أن تكتشف أن من تؤيده اليوم تتعارض معه غدا، وأن من

كان معك في الثورة قد تكتشف أنه كان ضدك، وحالت الظروف أن يحقق أهدافه وهذا هو حال الثورات العظيمة في كل مكان فلا يعلم أحد خلفيات الأمور وكواليس الأحداث

* هل حددت من هو الشخص الذي ستنتخبه رئيساً لمصر الفترة المقبلة؟

لا يوجد شخص بعينه ولكن أتمنى أن تصبح مصر دولة برلمانية مدنية تقوم من الشعب وإلى الشعب، وتعمل على

تحقيق مطالب المواطنين، لأنه لا يمكن في ما بعد تغاضي الشعب مرة أخرى عن حقوقه، وأن يعلم الرئيس القادم بأنه موجود من أجل خدمتنا .

* ما مصير فيلمك “بيبو وبشير” الذي توقف تصويره مؤخرا بسبب الأحداث؟

العمل متوقف حالياً، وسأعاود تصويره عندما تستقر الأمور وغالبا سيكون الشهر المقبل، ولكن حتى لو زاد التوقف أكثر

من ذلك، ولو تم إلغاؤه، ليس هناك أدنى مشكلة، لأن المقابل أهم بكثير من مجرد توقف فيلم أو مسلسل أو حتى

كما ادعى البعض بشلل الحياة، وهذا ليس حقيقيا، ولكن أقصد أن أقول إن الحرية غالية جداً،  وما ندفعه من ثمن لا يقارن