2012/07/04

 	«أبواب الغيم» يستكمل «أمطار الخير» على الدراما العربية
«أبواب الغيم» يستكمل «أمطار الخير» على الدراما العربية

  مراكش- جمال آدم- البيان مع إشراقه خيوط الفجر الأولى كان المرء يستفيق على أصوات رجال يحضرون أنفسهم للذهاب إلى موقع التصوير، يثيرون ضوضاء كتلك التي تصدرها أصوات محاربين أشداء يذهبون إلى ساحة المعركة. ربما لا فرق بين هذا وذاك حينما يكون العمل الذي اشتدت سواعد العاملين به كمسلسل «أبواب الغيم» المأخوذ من خيال وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة.رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الذي عود الفنانين على أن تكون تلك الأعمال التي تقدم من خيال وأشعار سموه ميدانا للتجاذب والتلاحم العربي والتنافس من أجل تقديم الأفضل.وبعد الجولة الأولى في صحراء المرموم بدبي احتضنت ثلاثة مواقع تصوير في المغرب، وعلى التوالي في مراكش وسيدي عثمان مشهدية احتفالية ساحرة بطبيعة «أبواب الغيم»، ولعل عنوانا كهذا جدير أن يكون حاضنا لتلك الطبيعة التي تتداخل فيها الفصول الأربعة في اليوم الواحد.حيث ستدخل الأشجار الخضراء في مسلسل بدوي للمرة الاولى في تاريخ الأعمال البدوية، وربما كان هذا حلا إخراجيا أراد به مخرج العمل، حاتم علي، عكس تلك الروح الموجودة في شخصيات الخير التي يحتضن العمل أرواحها. يقول حاتم علي ردا عن سؤالنا إن كان لهذا الأمر علاقة بعمله كمخرج؛ يبتسم ويؤكد ما ذهبنا إليه في تفسيرنا هذا ويهم واقفا فالطريق إلى موقع التصوير يحتاج إلى بعض الوقت ليصل إلى هناك. وقد سبقه طاقم كبير من الفنانين والفنيين ليقوموا بتجهيز أرض المعركة؛ وأرض المعركة هنا ليست ساحة القتال بل مكان التصوير الذي يصبح خلية نحل مع إشارات الصباح الأولى، حيث الطبيعة تغري بتحقيق مكاسب كبيرة لكاميرا تسجل لحظات من بريق الشمس.*روح عربية*ثمة لحمة عربية خالصة يقودها إنتاجات المكتب الإعلامي لحكومة دبي، وهو يمضي بإنتاجاته الدرامية الضخمة لتحقيق شكل ومضمون مختلف في الدراما التلفزيونية العربية لجهة الارتقاء بالذائقة الفنية للمشاهد، والعمل الثاني على التوالي بعد إنتاج «صراع على الرمال» يضمن تحقيق منافسة باتجاه آفاق جديدة، ربما أدرك الفنان العربي أبعادها، وهو يرى أن نتائجها على أرض الواقع قد تم تحقيقها لصالح الإنتاج الواعي.لحمة عربية أخرى يمكن للمرء ان يلحظها أثناء التصوير واختلاط اللهجات والضحكات، وكلها كانت تصب في بوتقة واحدة هي لهجة الإبداع ولغة التفوق، وهكذا يجد المرء نفسه بين الإماراتي والسوري والأردني واللبناني والمغربي والسعودي والفلسطيني.وقد توزع الجميع التمثيل والكتابة والإخراج والموسيقى والغناء، وكل ما له علاقة بفضاء العمل الدرامي، الذي تنضم اليه جنسيات عالمية كالاسبانية والانجليزية والإيرانية، وقد استقبلت صحراء مدينة مراكش المغربية ما يزيد على خمسين ممثلا، وألف كومبارس، و200 حصان متمرس على خوض معارك الأفلام السينمائية الكبيرة، إضافة إلى الكثير من الجمال. تم استقدام معظمها من أشهر الاسطبلات من إسبانيا، وقد اعتمد إنتاج العمل على الخبرات الإسبانية الاستثنائية في تنفيذ المعارك الحربية التي جمعت القبائل العربية في القصة، وقد تم إحضار أهم الخيول العالمية وأمهر الفرسان الذين سبق وقدموا أفلاما وتجارب عالمية كبيرة في أعمال تاريخية اشتهرت بمعاركها الكبيرة. لتنفيذ معارك «صراع على الرمال» على أكمل وجه، الأمر الذي تحدث عنه مصمم المعارك الاسباني الشهير ريكاردو كروز ل«الحواس الخمس»، وهو الذي صمم معارك أفلام كثيرة منها «اٌفليفُُّْ، جفَُّّ َّفٍِّْفى»، مشيرا إلى أنه سعيد بالعودة إلى حضن الدراما العربية بعد النجاح الذي حققه مسلسل «صراع على الرمال» في المرة السابقة مؤكدا أن أبواب الغيم أثاره كعنوان وجهود إنتاجية وإخراجية، مشيدا ببيئة التصوير الطبيعية. يقول ريكاردو إن الاستعانة بالخيول والجمال المغربية التي وصلت إلى زهاء ثلاثمائة قد ساعد في إيجاد جيش من المشاركين في حروب العمل. ماكياج الشخصيات ولعل المتابع لوجوه الممثلين والجهود الجبارة التي بذلت لمقاربة أشكالهم بالفترة التاريخية للعمل يدرك العبء الذي تحمله فريق الماكياج الإيراني الذي جرى الاتفاق معه على تقديم مقاربات تنتمي لشخصيات تلك الفترة. وقد سبق وقدم هذا الطاقم أعمالا كبيرة مثل مسلسل الزير سالم، وربيع قرطبة وصقر قريش، والكثير من الأعمال التي أظهرت براعتهم الطاقم الإيراني الذي يديره الفنان القدير عبد الله سكندري بالماكياج. ملابس غنية ألوان وملابس الرجال كانت مدروسة، وهي لم تكن واحدة بل متنوعة سواء بالتصميم او اختيار الألوان، ولكن وحدة اللون يجعل المرء يشعر انه لباس أشخاص تلك الفترة التي عاشت فيها تلك القبائل، حيث يراها ألوانا باهتة تحمل لون الأرض ولون التراب ولون الطبيعة، ربما كانت تشبه أشخاص تلك المرحلة، ولكنها توحي أن هناك جهدا غير قليل في تصميمها وتنفيذها كما هي الجهود التي توحدت لتقديم فرجة درامية غنية كأبواب الغيم. ولا يقدم العمل صورة مجانية للمجتمع البدوي دون الخوض في تفاصيل المشهد الدرامي الذي يحقق عودة الى تاريخ المنطقة العربية مع بدايات القرن التاسع عشر، يؤكد المخرج حاتم علي أن العمل فيه مقاربات تاريخية لمرحلة وجود الأتراك والانجليز في منطقة الخليج العربي، ما ينفي عن تلك المرحلة الجانب الخيالي أو الفانتازي، موضحا انه كمخرج لا يحب الفانتازيا، ولا يميل إليها، أو يميزها عن باقي الأشكال الدرامية الأخرى. وأكد حاتم علي ان الصراع الخفي الذي كان موجودا في منطقة الخليج العربي بين العرب والانجليز ربما يظهر بشكل من الأشكال في هذه الدراما التي توقع لها في ختام حديثه مع «الحواس الخمس» أن تكون واحدة من العلامات الدرامية المميزة للموسم الرمضاني 2010 حكاية وإنتاجا وإخراجا. مائدة درامية عربية كما جمع مسلسل «صراع على الرمال» للمرة الأولى ثماني جنسيات عربية في عمل واحد يقوم «أبواب الغيم» بتقديم حالة إبداعية عربية مماثلة في عمل واحد، والعمل من سيناريو الكاتب الشاب عدنان عودة الخبير بالدراما البدوية. ومن تمثيل غسان مسعود، سلافة معمار، قصي خولي، عبد المحسن النمر، محمود سعيد، ندين نجيم، ديمة بياعة، تاج حيدر، ورد الخال، فادي إبراهيم، اندريه سكاف، تولين البكري، جولييت عواد، نادرة عمران، هبة نور، نجاح سفكوني، عبد الكريم القواسمي، ألين لحود، هشام هنيدي، سوسن أبو عفار، وليد علايلي، عبد الحكيم قطيفان؛ والكثير من الأسماء العربية الأخرى العاملة في المسلسل. ويقود طاقم الديكور المهندس الخبير ناصر الجليلي، الذي يعتبر شريك حاتم علي في الأعمال الضخمة التي تحتاج منه الى تقديم صورة جمالية قريبة الشبه بالواقع، والموسيقى التصويرية لطارق الناصر الذي يشترك للمرة الثانية مع حاتم علي في تقديم موسيقى بألوان درامية، والملابس لرجاء مخلوف. في حين يتولي فريق الماكياج المكون من خمسة فنانين بقيادة الخبير الإيراني عبد الله سكندري تقديم تصورات جديدة على وجوه الممثلين، والتصوير لنزار واوية، والإضاءة لعباس شرف، والتعاون الفني لعلي محيي الدين علي، والمونتاج لعصام الصيداوي. ساعات العمل اثنتا عشرة ساعة يومية هي الوسط الحسابي لعدد الساعات التي كان حاتم علي يعمل بها مع طاقمه التمثيلي والفني في المغرب، وهي المعدل نفسه الذي حافظ عليه عقب سفره إلى تدمر وبدء التصوير هناك، قبل نحو عشرة ايام، وكان العاملون في المسلسل يحصلون على يوم عطلة واحد، وفي اوج صراع القبائل تم إحراق خمس خيم من أجل متطلبات الحدث الدرامي، وضمن مشاهد تقارب الواقع.